باتجاه شرق عاصمة المديرية حالمين بلحج توغلنا برفقة المناضل محمود احمد ناجي ابو أصيل الكربي رئيس ملتقى رواد حالمين للفكر والبناء التنموي صوب منطقة الكرب مسقط رأسـه التي تعيش بمفردها على سفوح الجبال الشماء وكان معنا في الزيارة رئيس الجالية الجنوبية في منطقة مكة المكرمة المناضل نبيل محمد صالح أبو عطفه الحالمي والمستشار باسل النسري والشاعر الثوري ابو كارم الضحاك الحالمي حتى بلغنا صعود المنطقة بدأت تلوح أول مشاهد الشقاء الإنساني وهي الطريق الوعرة التي تربط الكرب بعاصمة المديرية حبيل الريدة ورغم كل هذه المعاناة والتضاريس المتعرجة ألا أن الكرب حجزت مكانة عظيمة في صفحات المجد والتاريخ كواحدة من قلاع الثورة فرجالها طلائع في الثورة الإكتوبرية والجيش والأمن الجنوبي وأبنائها متميزون في الذكاء والعلم والتعليم كما أنها منطقة معطاءه أنجبت الفدائي والكادر والطبيب تعطي بسخاء وجود وكـرم اشتهرت بكوكبة من الرجال والشيوخ الذين يتوقون في محراب الثورة الجنوبية وأسفار النضال والعطاء للأرض والإنسان أمثال الرجل المتفاني أبو أصيل الكربي؟

محبة وحفاوة استقبال

ما لفت انتباهي هـو محبة أبناء منطقة الكرب للشخصية الوطنية المناضل أبو أصيل الكربي واستقبالهم البهيج له بحفاوة بالغة جسدت كل معاني الفخر والاعتزاز وبشائر الفرح والامتنان لمواقفه الصلبة وإسهاماته المجتمعية ونضاله الكبير وبأمثاله يحق لأبناء المنطقة التباهي والتفاخر بهذه الشخصية النقية.

الجدير ذكره بأن هذه الزيارة التفقدية لـرئيس رواد حالمين للفكر والبناء تأتي بعد غياب طويل عن مسقط رأسـه دام «15» عامًا تقريباً تخللت بالعديد من المواقف والذكريات التي لا تأبى النسيان امتزجت مشاعره الفياضة وهو يصف لـ"الأمناء" علاقته الحميمة بالأرض والإنسان (الكرب العزيزة) كموطن المحبة والسلام حيث وُلـد وترعرع ونشأ".

الزيارة تنهي خلافات مجتمعية

تمكن المرجعية الوطنية ابو أصيل الكربي ومعه المناضل نبيل ابو عطفه الحالمي من إنهاء خلافات مجتمعية متعلقة بالمصلحة العامة أبرزها تعثر العمل في الخزان المائي ونظير ما يحظى بـه رجل الخير والعطاء من قبول في الوسط المجتمعي تم الاتفاق على إنهاء مشكلة الخزان بتوافق وإجماع من جميع الأهالي والمستفيدين كافة بعد الأخذ بالآراء والحلول الهادفة وتحرير وثيقة بذلك لاستئناف العمل في الخزان وخلالها قدم أبو أصيل الكربي مبلغًا مالياً قدره(200000) مائتان الف ريال يمني لأجل تنظيف الخزان من المخلفات والأحجار التي تساقطت نتيجة سيول الأمطار" وكذلك تم معالجة هموم وقضايا أخرى من قبل رجل الخير والعطاء".

ثم تركّـز اللقاء الذي جمع الشيخ محمود احمد ناجي ابو اصيل الكربي بمشائخ وأعيان وشخصيات منطقة الكرب على توحيد الكلمة والعمل كالفريق الواحد وفتح صفحة جديدة بشأن خدمة المنطقة وأهلها حيث التوافق والإجماع على تشكيل لجنة أهلية جديدة باعتبارهم ممثلي للمنطقة في متابعة أي مشاريع خدمية قادمة وقد تكونت اللجنة من الأخوة التالي أسمائهم الشيخ صالح راشد علي والقيادي نبيل محمد صالح والشيخ محسن صالح محمد وعادل عبدالرب عبدالسلام وتكون تحت إشراف الشيخ ابو أصيل الكربي والعميد ناجي الكربي رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المديرية.

الكرب معاناة وهجرة نزوح

الكرب موطن المحبة والسلام رغم أن نسبة النزوح كبيرة ومتواصلة لكن المنطقة لا تخلوا من الكثافة السكانية بغض النظر عن ظروفها مازالت مكانتها عاطفية في قلوب أبنائها.

وأوضح المناضل نبيل ابو عطفه الحالمي بأن منطقة الكرب من أكثر المناطق التي تضررت من هجرة النزوح إلى المدن نتيجة الوضع القائم والظروف القاهرة التي تشهدها البلاد لا سيما أصبحت المناطق الريفية تعيش في عزلة لا يتوفر فيها الحد الأدنى من الخدمات وفرص العمل والعيش الكريم والتعليم والصحة إلخ ! وهذا ما يدفع السكان إلى الهجرة باتجاه المدن من أجل تحسين أوضاعهم».

وما تعانيه منطقة الـكرب من هموم بحجم الجبال في الطريق الوعرة الضيقة شديدة الانزلاق التي مازالت تشكل ناقوسًا خطراً على حياة الأهالي وتحتاج إلى رص وعمل دفاعات وتوسعه ؟ وكذلك واقع التعليم أجيال تحلم بمستقبل واعـد ولكن براءتهم انصدمت بوضع تعليمي مزري تشهده مدرسة الكرب حسب تعبير الأهالي «لا حياة لمن تنادي» وتطلعات كـادر منسي امتلأت أفكاره باليأس والخذلان وكذلك مواطن يتجرع مرارة الألم يبحث عن هوية وطن وحقوق ضائعة وآخر يموت بسبب حمى وامرأة تلقى حتفها بسبب تعسر الولادة لكون المنطقة بدون وحدة صحية! هذه هي الكرب التي تحكي همومها وأحزانها بصمت أمام واقع لا يحمل في ضميره ذرة مسؤولية ولم يعد فيه ما يبعث الأمل والسرور الله المستعان».

بماذا تشتهر وتتميز الكرب؟

تتميز منطقة الكرب بالتنوع المناخي والمعالم الأثرية التي بعضها مازالت شاهدة عن حياة الإنسان مثل المباني القديمة والنوبات التي كان يستخدمها الأجداد برج مراقبة أمنية لإشعار القرى الأخرى بأي طارئ كان يحدق بالمنطقة بواسطة شعلة نيران فوق تلك الأبراج التي تعتلي قمم الجبال وأيضاً تشتهر الكرب بزراعة القات الكربي الذي ذاع صدى شهرته في ارجاء المعمورة منذ زمن قديم وتشتهر بمرتفعات شاهقة وخاصة قمة (غبيرا) حالمين وجبل (احرم) ويطلان على العديد من الأودية والقرى والمدرجات الزراعية كـ نقيل المعدي شرعة وكذلك حاضرة المديرية حبيل الريدة وظلت "الكرب" شامخة شموخ جبالها وقممها العالية محافظه على مجدها ورجالها الذين كانوا ومازالوا لهم شرف الريادة في مختلف الحقب الزمنية ورغم صعوبة طبيعتها ألا أنهم مستمرون بتكاتفهم وتماسكهم المجتمعي ولم يغيبوا عنها فـ الأفراح والمناسبات تعد همزة وصل بينهم تجسد الروابط الأخوية والحنين لمسقط الراس".

انتقالي حالمين يثّمن الزيارة

قـال عضو القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي م حالمين عبدالمنعم محمود علي قاسم بأن زيارة المناضل محمود احمد ناجي ابو اصيل الكربي والوفد المرافق لـه إلى منطقة الكرب هي زيارة هادفة وتاريخية جاءت في الوقت المناسب للاطلاع على سير العمل في المشروع ومناقشة أهم الصعوبات والعراقيل التي تقف حجر عثرة أمام تطلعات أهالي الكرب".

وأوضح عضو انتقالي حالمين بأن هذه الزيارة قوبلت بارتياح كبير من قبل أبناء المنطقة نظراً لما يتمتع بـه رجل الخير والعطاء من مكانة كبيرة في قلوب الناس لا سيما شكلت هذه الزيارة دفعة قوية إلى الأمام على بذل الجهود الأهلية لمواصلة عملية الرص في المشروع والمشاريع الأخرى".

وثمّن عبدالمنعم محمود كل الجهود التي يبذلها المغتربين وعلى رأسهم المناضل الفذ أبو اصيل الكربي من دعم سخي ومواقف إنسانية كبيرة أسهمت في مساعدة الأهالي والتخفيف من معاناتهم في عدة مجالات خدمية".