
كيف سيعيد (القبة) الأوضاع إلى نصابها؟
تفاصيل انطلاق حملة أمنية كبرى لملاحقة منفذي الاغتيالات
أعلنت محافظة الضالع رسميًا تفويض قائد قوات الحزام الأمني أحمد قائد القبة بتأمين الضالع، وملاحقة المشتبهين بجرائم الاغتيال، في تأكيد واضح على أن الأمن والاستقرار يُعد أولوية مهمة للغاية لدى القيادة الجنوبية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.
الضالع تفوض (القبة)
وبحضور جماهيري حاشد من قيادات ووجهاء ومشائخ ابناء الضالع كافة يتقدمهم محافظ محافظة الضالع اللواء الركن علي مقبل صالح، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي العميد عبدالله مهدي، احتضنت قاعة جامعة خليج عدن بمحافظة الضالع صباح الاثنين المنصرم اجتماعًا موسعًا ضم قيادة السلطة المحلية والانتقالي الجنوبي ومشائخ ووجهاء الضالع وشخصيات اجتماعية ووكلاء المحافظة وقيادات الحزام الأمني ودكاترة واكاديميين ومثقفين ومدراء عموم المديريات.
وخلال الاجتماع، الذي ترأسه محافظ الضالع اللواء الركن علي مقبل صالح، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالضالع العميد عبدالله مهدي سعيد، وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ أمين صالح، تم مناقشة اخر المستجدات في المحافظة واهمها الاختلالات الأمنية، وحوادث الاغتيالات الأخيرة، كان اخرها اغتيال عميد كلية التربية بالضالع د. خالد الحميدي، مدينًا تلك الجريمة، ومشددًا على ضرورة ملاحقة الجناة المتورطين في جريمة استشهاد الحميدي.
وخرج الاجتماع بتفويض رسمي لقائد قوات الحزام الأمني أحمد قائد القبة بتأمين الضالع، وملاحقة المشتبهين بالجرائم.
وقال رئيس انتقالي الضالع العميد عبدالله مهدي إنه "لا يمكن السكوت عن إزهاق الأرواح البريئة وسفكها بدم بارد".
ماذا قال (القبة) بعد تفويضه؟ وبماذا توعد المجرمين؟
بدوره، قال قائد قوات الحزام الأمني بالضالع أحمد قائد القبة: "عزائنا للضالع كافة بفقدان الهامة العلمية الوطنية الدكتور خالد الحميدي عميد كلية التربية بالضالع".
وأضاف: "وليعلم الجميع انهُ لن يهدأ لنا بال حتى نقتلع الخلايا الإجرامية من جذورها".
وتابع: "إن شاء الله سنكون عند حسن شعبنا العظيم بنا، وأنه وعد الرجال للرجال أنه لا راحة لنا قبل القبض على القتلة والمجرمين، ومن بعد الآن ستكون العواقب وخيمة لكل من تسول له المساس بأمن المحافظة واقلاق السكينة العامة".
الضالع على يد واحدة
وعبر الاجتماع الذي ضم جماهيري حاشد من قيادات ووجهاء ومشائخ أبناء الضالع عن الالتفاف الكبير حول القيادة الجنوبية، ومحاولة إيجاد حلول ناجعة لتأمين الضالع من العناصر الخارجة عن القانون.
ويؤكد سياسيون، في تصريحات لـ"الأمناء" أن: "الضالع اثبتت انها على يد واحدة من أجل الضالع".
وقالوا: "الاتفاق الكامل من أبناء الضالع على تفويض (القبة) دليل على واحدية الكلمة، والمصير، لأبناء الضالع خاصة، والجنوب عامة، باعتبار أن الضالع تُعد البوابة الرئيسية للجنوب، والحدودية مع الشمال"، مشيرين إلى أن: "اي اضطرابات فيها سيؤثر على سير المعركة ضد ميليشيا الحوثي".
أولويات (القبة)
من جانبه، يرى السياسي سعيد عباس ناجي: "نتائج اجتماع قادة وكوادر ومشائخ وعقال الضالع على إثر جرائم الاغتيالات، كان آخرها اغتيال عميد كلية التربية الضالع د. خالد الحميدي، بتكليف أحمد قائد القبة قائد الحزام الأمني بمهمة حفظ الأمن بالضالع، والقاء القبض على الجناة والقتلة وكل الذين لهم اعمال إثارة الفوضى بالضالع، تعتبر خطوة مهمة".
وأضاف: "سنضع أبرز أولويات المهمة التي نأمل تحقيقها على الواقع في اقرب وقت وهي على عاتق قائد الحزام بالضالع".
وسرد ناجي تلك الاولويات قائلًا: "القاء القبض على كل القتلة الذين قاموا بالاغتيالات بالضالع ومن يقف خلفهم بداءً في منفذ اغتيال الشهيد محمد علي جباري، وانتهاءً بمنفذ اغتيال د. خالد الحميدي، بالإضافة إلى القاء القبض على من ورد اسمه في تقرير وكيل نيابة محافظة الضالع وتقديمه للمحاكمة وفق الجريمة التي ارتكبها وفق ما ورد في التقرير، إلى جانب إعادة القتلة والمجرمين الذين عليهم احكام قضائية وهم الآن خارج السجن".
وأكمل: "بالإضافة إلى ذلك يجب الاستفادة من الكادر في مجال الأمن العام والبحث الجنائي والسياسي من ابناء الضالع وهم كثر وتعيينهم بأمن المديريات، حيث تم استبدالهم بأفراد لا يمتلكون أي مؤهل، وأيضًا إنهاء الظلم الواقع على تجار المحلات التجارية، وعلى سائقي الفرزات، وحماية التجار والمحلات التجارية، والقاء القبض على الإرهابيين الذين قاموا بتفجير الأضرحة والقبب الأثرية وتقديمهم للمحاكمة".
وتابع: "إلى جانب توفير الحماية الكاملة للقضاة ووكلاء النيابات ومقرات عملهم، وإعادة هيبة ومكانة هاذين القطاعين لأنهما أساس تحقيق العدل وتنفيذ القانون، بالإضافة إلى وضع الدراجة النارية (المتر) التي تم اغتيال د. خالد الحميدي بها في المتحف الوطني بالضالع لتكون مزار اثري لرجل النزاهة الذي لن يتكرر في تاريخ الضالع فقد وفر الملايين في خزينة الكلية وفضل ان تحرق جسده الطاهر أشعة الشمس دون أن تدنس يده بالمال الحرام ليشتري بها لنفسه سيارة ويستغل بذلك منصبه".
وأكد ناجي، في ختام حديثه، على ضرورة: "إن يقف الجميع الى جانب رجال الأمن بقول الحق والتبليغ بالمعلومات التي ستساعد الأمن بعملهم، فالضالع أمانة في أعناق الجميع".
إعادة الأوضاع إلى نصابها
فيما يؤكد عسكريون أن قائد قوات الحزام الأمني بالضالع أحمد قائد القبة لديه مهمة غاية في الصعوبة من أجل تأمين الضالع.
وقالوا، في تصريحات لـ"الأمناء"، أن: "(القبة) باستطاعته أن يعيد الأوضاع إلى نصابها من خلال عدة أمور أهمها اعداد خطة أمنية كاملة للفترة الحالية والمستقبلية".
واضافوا: "كما يجب أن تكون الخطة الأمنية على عدة مراحل متفرقة، فالجميع يعلم أن العمل الأمني من اصعب الاعمال، وبدون خطة أمنية شاملة، ومحددة لن ينجح".
وأشاروا، في ختام تصريحاتهم، إلى ضرورة أن: "يستعين (القبة) بالقيادات الأمنية والعسكرية المعروفة، التي تمتلك خبرة كبيرة في هذان الجانبان".
حملة أمنية كبرى
وتبذل القوات المسلحة الجنوبية جهود أمنية وعسكرية ضخمة من أجل إحلال الأمن والاستقرار في كافة ربوع الوطن الجنوبي، بالنظر إلى الاختلالات الأمنية الراهنة.
وفيما تشهد الضالع اختلالات أمنية تتضمّن كثرة عمليات الاغتيال، فقد تحرّكت القوات المسلحة الجنوبية من أجل تحصين الوطن من مؤامرة الأشرار الخبيثة.
وشهدت محافظة الضالع أمس الأول الثلاثاء، حملة أمنية موسعة لملاحقة العناصر الإجرامية المتورطة في جرائم اغتيال استهدفت أبناء المحافظة.
وكشفت مصادر أمنية أن الحملة تأتي ردًا على سلسلة عمليات اغتيال ممنهجة راح ضحيتها العشرات، كان آخرهم عميد كلية التربية د. خالد الحميدي.
وأكّدت المصادر استمرار الحملة الأمنية حتى القضاء على الخلايا الإجرامية، وتأمين محافظة الضالع بشكل كامل.
ويقول مراقبون: "استنادًا لذلك، فيمكن القول إنّ الجنوب يجري تحركات فعلية على الأرض، تستهدف في المقام الأول تحقيق الأمن والاستقرار في كافة أرجاء الجنوب وصد المؤامرة التي تُحاك ضده".
واضافوا: "لا شك أنّ أعداء الجنوب يسعون بشتى الطرق لإغراقه في فوضى أمنية شاملة، وقد اتضح هذا جليًّا في سلاح الاغتيالات الذي أشهرته حكومة الشرعية الإخوانية في وجه الجنوب وشعبه".
وتابعوا: "ويعوّل الجنوبيون على قواتهم المسلحة الجنوبية وأجهزتهم الأمنية في حماية أرجاء الوطن من العصابات الإجرامية التي تنفّذ مخططًا إرهابيًّا يسيل دماء الجنوبيين ويزهق أرواحهم".
الانتقالي وتحصين الضالع
وأعتبر المراقبون أن: "أقدم المجلس الانتقالي الجنوبي على اتخاذ جملة من الإجراءات الأمنية في محافظة الضالع لتحصين الجبهات العسكرية التي تشهد تصعيدا من قبل مليشيا الحوثي، في وقت تعرضت الضالع إلى عمليات إرهابية غاشمة طالت أحد القيادات الأكاديمية بالضالع".
وقالوا: "يدرك الانتقالي أن ترتيب الأوضاع الأمنية بالضالع يساعد القوات المسلحة الجنوبية على تأدية مهامها بتأمين الجبهات، ويمنع تحقيق أهداف العناصر الإرهابية التي تلعب على وتر إرباك المرابطين من أبناء القوات المسلحة الجنوبية، وخلخلة الأوضاع الداخلية بما يسهل من عملية استهداف الأهداف العسكرية".
وأضافوا: "تلعب الأحزمة الأمنية الجنوبية دورا فاعلا في تأمين المناطق التي تتواجد فيها، حيث استطاعت أن تحبط العديد من الجرائم الإرهابية والجنائية وفرضت حالة من الاستقرار الأمني في محافظات الجنوب التي تتواجد بها، وهو أمر ساهم في إخماد المؤامرات التي استهدفت تحويل الجنوب إلى بؤرة فوضى".
واختتموا بالقول: "يحاول أعداء الجنوب إحداث شروخ في أذرع المجلس الانتقالي الجنوبي الأمنية التي تحصن الجنوب من شرور الأعداء، وذلك عبر تنفيذ عمليات خاطفة تستهدف التأكيد على أن هناك ثغرات أمنية من الممكن أن يجري توظفيها لصالح العناصر المسلحة على الجبهات، غير أن الاهتمام الجنوبي بتطوير القدرات الأمنية كان له أثر إيجابي على حالة الاستقرار التي شهدتها محافظات جنوبية منذ تحريرها من قبضة العناصر الإرهابية".
وتوازيًا مع تلك الجهود، أحبطت القوات المسلحة الجنوبية الأحد هجومًا حوثيًا على بعض المواقع في قطاع بتار شمال الضالع.
ونجحت قوات الجنوب المسلحة بالتصدي لتلك المحاولة الحوثية التي استهدفت السقاية والحبيل بقطاع بتار.
ولقي أحد أخطر قناصة مليشيا الحوثي الإرهابية الاثنين مصرعه بعملية قنص للقوات المسلحة الجنوبية شمالي غرب الضالع.
وكشفت مصادر ميدانية أن: "القتيل أحد العناصر المدربة على أيدي خبراء النظام الإيراني"، مشيرة إلى أن: "قناص مليشيا الحوثي السريع قُتل خلال محاولته قنص ضحية شمال بلدة صبيرة غرب مديرية قعطبة".