آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:00:43:00
جبال من الحواشب تقف بشموخ لترسم خارطة الإستقلال من أبين
(الامناء/خاص:)

كتب : محمد مرشد عقابي:

هذه المرة هي الأولى التي أحاول فيها أن أكتب عن ثلاث هامات باسقة من الحواشب تقف بشموخ عالي لخوض معركة الشرف والحرية والعزة والكرامة والإستقلال من أجل الجنوب في أبين، يتقدم هذه النخبة المضيئة عملاق من عمالقة الحواشب ودرع صلب وحصين من دروع هذا الوطن المعطاء انه القائد البطل العميد "رشدي عبيد حازم العمري الحوشبي" قائد اللواء العاشر صاعقة، يليه المغوار "علي القريضي" قائد قوات الطوارئ، وثم يأتي الصنديد "ماجد صالح محمود" أركان حرب الكتيبة الثانية باللواء.

لقد حاولت ان اكتب اكثر من مرة عن هذه الجبال الراسية والشامخة لكنني كنت أشعر بالعجز وبأني لا استطيع ان اوفيهم حقهم، بل لست في مقام الكتابة عن اشخاص أعطوا الوطن جل وأغلى ما يملكون في هذه الحياة، رجال وقفوا إلى جانب الحق الجنوبي في الحرية والإستقلال وضحوا لأجل ذلك بكل غال ونفيس، رجال لا تزيدهم المحن والشدائد إلا ثباتاً وصموداً ورسوخاً على المبدأ.

هذه المرة غامرت في الكتابة عن هؤلاء العمالقة والقادة ممن يوازون حجم الوطن، ساكتب عن أعلام الجنوب الشامخة، وعن قادة سطروا أعظم ملاحم البطولة بجميع ميادين وسحات الفداء والتضحية، هؤلاء الثلاثة الرجال الأشداء صنعوا المجد وحققوا المنجزات والمكاسب والإنتصارات التي اضافت رصيداً كبيراً ورافداً ضخماً لبنك تضحيات هذا الشعب التواق لنيل حريته وإستقلاله، رجال يمتلكون عقليات عسكرية وسياسية ناضجة، ولديهم القدرة على تحمل المهام الصعبة وإدارة المسؤليات المستحيلة في أحلك المراحل والظروف، رجال عرفهم الوطن مناضلين اشداء وغيارى على أرضهم وعرضهم ودينهم، تتجمع فيهم كل شيم وقيم ومبادئ الشجاعة والمرؤة والنخوة والإقدام ودائماً ما تجدهم الى جانب الحق وضد الظلم.

تلك الصفات المذكورة آنفاً لا تتوفر إلا في أبطال الحواشب الشرفاء والأوفياء والمخلصين، كما انها لا تنطبق إلا على شخصيات امتزجت بجبهات القتال ذوداً عن العزة والكرامة، انهم رجال لا تزيدهم الأيام إلا صلابة في الموقف، وإخلاصاً للوطن، فلم نراهم يوماً من الأيام متزحزحين عن الموقف او متاجرين بقضايا الوطن مهما اشتدت عليهم رياح المتغيرات ونيران الأزمات، رجال شامخين بسمو قمم جبالهم الشماء تمنحهم الأيام مع بزوغ كل فجر جديد شهادة وفاء ووثيقة عرفان وتضع على صدورهم وسام شرف لثبات مواقفهم البطولية التي لا ينكرها إلا جاحد او حاقد او اناني لا يرى فيهم ما يلبي اطماعه او يخدم مصالحه او يوافق هواه.

أنهم من قلائل الرموز والكوادر التي جادت بهم الأرض الجنوبية في هذا الزمن، فهم يخوضوا اليوم معترك إثبات الحق ومعركة الشرف والعزة والكرامة بمحور أبين أنتصاراً للثوابت الراسخة وللقضية العادلة، يدوروا مع مصلحة الجنوب أينما دارت، فلا تنحني لهم هامة او تنكسر لهم إراداة في مواجهة التحديات والعوامل والمؤثرات التي لاتخدم الوطن، بل يعرفهم الجميع القاصي والداني بمواقفهم البطولية والرجولية والإنسانية والأخلاقية الشجاعة بكافة المجالات.

يتمتع هؤلاء الأبطال بالحكمة والحنكة والتوازن والوسطية في جميع توجهاتهم التي تخدم مصالح الوطن، وهم يقدموا دوماً المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وليس بغريب أن نقول على هؤلاء الكوكبة والصفوة من الرجال بانهم ملوك المواقف الوطنية الشريفه والأعمال الحربية المتفانية التي لا تحصى ولا تعد، فضلاً عن كونهم امراء الأصالة والقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة والسامية والمثلى، إنهم بالفعل شخصيات ورموز قيادية استثنائية "عظيمة فريدة ونادرة" تعيش حالياً على وجه هذه المعمورة وقد لا تتكرر كثير في الأزمنة المتعاقبة.

رجال صدقوا الوعد واوفوا بالعهد وقدموا كل اشكال وصور الفداء والتضحية في سبيل الإنتصار لثوابتهم الوطنية واستطاعوا أن يشقوا طريق النصر لأرضهم وشعبهم في أصعب الظروف العسكرية والميدانية، وتمكنوا أن يبحروا ويتخطوا الأمواج والعواصف من أجل الإنتصار للقيم النضالية والثورية الجنوبية، لذلك ستظل الكلمات التي تكتب عن هؤلاء الأفذاذ نفسها حائرة وعاجزة عن أن تفيهم حقهم او ان توصف حياتهم الحافلة بالبذل والعطاء السخي، فهؤلاء العمالقة الثلاثة اقترنت اسماؤهم بساحات لا يطأها إلا العتاولة والجهابذة من الرجال وامتزجت قطرات دمائهم بميادين الفداء والتضحية وتعانقت أرواحهم حباً ووفاءاً وإخلاصاً للجنوب وقضيته العادلة، فلا يروا إلا في موقف الدفاع عن الحق، ولا يعرف علو منزلتهم وشرف نضالهم وسعة حكمتهم وحسن تصرفهم إلا من قرأ صفحات مسيرتهم وتتبع تفاصيل مشوار حياتهم الحافلة بمحطات النضال والكفاح والبطولات المظفرة، ويكفي ان يقف المرء أمام الأحداث الأخيرة التي شهدها الجنوب في جبهات محور محافظة أبين، ليتبين له كم هؤلاء الرجال اوفياء ومخلصون ومحبون لوطنهم ومضحون لأجله بكل ما يملكون.

المقام هنا لا يتسع لسبر أغوار ملحميات هؤلاء النفر الذين يمثلون اليوم "جبالاً شامخة" او يكفي لسرد واستعراض كل مواقفهم الرجولية والنضالية والثورية والكفاحية الشجاعة تجاه الوطن، فمشوار كل واحد منهم على أنفراد يعد صفحات مفتوحة لا تقيدها الأحرف والسطور، والذي يرى أن الكتابة الموجزة والمقتضبه والإقتباس من أنوار ومحطات قائد عسكري وميداني وملامسة حجمه وتفتيش مشوار عطائه الكبير تستوعبها الأسطر وتنطق بها الأحرف فهو غلطان وكالتائه في الصحراء كلما قطع فيافيها للخروج منها زاد تيهاً وتخبطاً في طريقه وزادت هي اتساعاً أمامه مع تزايد وتوسع نطاق دوائر السراب.

وفي الأخير لا يسعني إلا ان أبارك لشعبنا الجنوبي العظيم وجود هذه القامات الثورية العالية والشامخة بين أوساطه والتي نجدها اليوم تتحمل لواء النضال وعبء المسؤولية الوطنية المقدسة وتبادر للتحرك الفاعل والجاد في مختلف ميادين النضال والثورة والبذل والعطاء الجازل، فلن تخيب ايها الشعب او تخبأ أنوارك طالما وفحواك ومضمونك هم قادة ورجال من هذه الطينة العظيمة.



شارك برأيك