آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:00:43:00
وها هو يسري قد سرى..!
("الأمناء نت "/ كتب/ نصر الاشول)

 مدينة صغيرة تحفها الأرياف الهادئة من كل ناحية تحاذي ثلاث محافظات من كل جوانبها الأربعة, هدوى وحكاية زمان وحضارة تحت تراب جبالها مدفونة بيد ومعول, اسطورة ذنبها محبلتها, وجريمتها من خرج من رحمها يتنفس حرية وإقدام, إندفنت حضارات وانبعثت دول من عدمها وأنتشلت دول نفسها من تحت الركام, وهي لاتزال صامدة في قلوب أجيالها, لم تكن ذات يوم مدينة وشوارع تزينها الجسور, ولا حدائقها الضوئية.

يقال:ان للمدن جمال وكهرباء وانترنت وحدائق ولكن للريف أصالة, وفي جبال الحواشب الأسطورية منبع الجود والأصالة.
هي المسيمير المسماة قديما بلاد الحواشب, تلك المديرية المحصنة بقمم جبال الدقاقي وقلب الأسد وجبل مشيقير, جبالها دروع لفرسانها, نعم لديها فرسان, وأحد فرسانها الشهيد العقيد يسري العمري الحوشبي.

وعند مرورك في وادي تبن الذي أستقت وارتوت من مائه حضارات ممتدة منذو زمن الدولة الأوسانية, لا تسمع فيها غير موسيقى خرير مياه غيولها الممتدة كعرق الوريد في ساق البشر, سيلة تبن ولكل من شرب منها وتذوق عذوبة مائها محال ان تغزو فكره الافكار المتطرفة او يفكر يوما بأن يخون وطنه, لها رجال أشداء وشباب لا يقارنون بأي شباب في هذا الزمن, وان نادئ منادي الوطن تحركت مديرية المسيمير و تجدهم كالنحل عند بزوق الشمس كلا يتحرك بمهمته وينجزها على اكمل وجه حسب ما يناط عليه, عندها يتذوق الجميع حلاوة كل نصر يسطرة ابناء الحواشب.

اخبرني معلمي وصديقي د.باسم منصور عن التجهيز لكتاب يحكي عن سيرة الشهيد يسري العمري, وانا لم اكن اعرف من هو يسري الا أن صورته الطيبة وعيناه الشجاعتان اتذكرهم منذ خمسة أعوام مر طيفه امامي في مدرسة مركز مديرية المسيمير في أحداث حرب العام 2015/عندما كنت جندي مقاوم ضمن تشكيلات المقاومة الجنوبية بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي حاليا.

فقررت ان ابتداء مشاركتي بالحديث عن اسطورة بلاد الحواشب وان يحق القول لي حضارة الحواشب, فعند الحديث عن هذه البلاد فهذا يكفي لمعرفة من لايعرف عن تلك البلاد وعن الشهيد يسري, وليعلم من لايعلم ان من نسل الحواشب الف يسري فكيف لا, ومنها الشهيد القائد العقيد محسن الملقب ب مانجستو, والشهيد حمزة البسم, رجالا عرفناهم رأس كل خط ناري في بلاد الحواشب اثناء حرب التصدي للمليشيات الحوثية الشمالية في بلاد الحواشب.

لقد ظل يسري ساريا في طريق الثورة والفداء والنضال منذ نعومة أضافرة حتى سرى شهيدا وهاهو يسري قد سرى الى جنان الخالدين تاركا بعده بصمة الشاب المكافح المناضل المقاوم المخلص.
وبعد امتداد جذور الاصول الحوشبية والاسر المهاجرة تجد الشهيد الحوشبي والجريح الحوشبي والمقاوم في جبهات الضالع, ودم الشهيد يسري الطاهر يسقي وادي سلا في أبين وباقي جنودة.

وداعا يسري فقد حان موعد نومك نومة الصادقين في جنان الخالدين, وداعا شهيدنا, ولتهنئي يابلاد الحواشب ولتنطقي ياجبال عن أروع الملاحم الأسطورية لأروع شبابك.

جنان الخلد يسري وعزاؤنا هو طلب لأرض الحواشب أن تنتج مليون يسري لتظل اناملنا تخط الكلمات واحبارنا تنزف ذهب المفردات عن اسطورية هذه الارض الطيبة.



شارك برأيك