- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأحد بالعاصمة عدن
- بعد مطاردة في شوارع المدينة.. أمن المكلا يصدرُ بيانًا يوضح فيه ضبط أحد أخطر المطلوبين أمنيًا
- إعادة لوحات دبلوماسية تم بيعها من السفارة اليمنية في القاهرة
- خبير اقتصادي يدعو الحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف معاناة المواطنين
- المجتمع الدولي يرفض تقديم الدعم، وبن مبارك يعود من نيويورك بخُفي حنين
- "جريمة قتل مروعة في عدن: زوجة تدبر مقتل زوجها بتعاون مع صديقتها وبلطجية مقابل 850 ألف ريال
- شراكة المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية .. هل وصلت نهاية الطريق؟
- هل تنجح عقوبات ترامب في كسر تحدي عبد الملك الحوثي؟
- استمراراً لزياراته الميدانية لمرافق الوزارة.. وزير النقل يتفقد أوضاع مؤسسة موانئ البحر العربي
- "بحضور الشقي والحالمي والصلاحي وقيادات أمنية وعسكرية.. انتقالي لحج يؤبّن المناضل محمد أحمد العماد في فعالية كبرى ومميّزة"
الواقع أن اهمية مدينة عدن أخذت تتصاعد حتى بداية القرن التاسع عشر , مع تزايد الاهتمام البريطاني بالموقع الاستراتيجي للمدينة في خطوط مواصلاتها العالمية .
لهذا جاءت أهمية اتفاقية 1802 بين بريطانيا والسلطنة العبدلية باعتبارها مؤشراً لامتداد النفوذ البريطاني ما بين عدن والكويت والعراق ([1]).
الجدير بالذكر في هذا الصدد أن أمين الريحاني الذي زار مدينة عدن في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين , تحدث عن عدن في تلك الحقبة , قائلاً : "ان عدن تلك الأيام كانت عدن العرب والتوحيد" ([2]). وهي اشارة كافية بأن مدينة عدن كانت ولا تزال مدينة الانسانية جمعاء .
- · علاقة عدن بالقوى القبلية المجاورة لها:
أن المدينة القديمة المعروفة الان باسم "كريتر" هي تحصين طبيعي رائع ؛ حيث ترتفع شبه دائرة من الجبال شديدة الانحدار مشكله حماية حولها تاركة القليل فقط من منافذ الدخول إليها والتي تجعلها قابلة للدفاع عنها بسهولة , وما وراء الأبواب يوفر البرزخ الضيق الذي يربط شبه الجزيرة بالبر الرئيس وهو عائقاً آخر أمام أي مهاجم , وأمام المدينة المحمية يقع الميناء الصغير ؛ أحد الموانئ القليلة على ساحل جنوب الجزيرة , وللميناء الصغير دفاعه الطبيعي أيضاً على شكل جزيرة صيرة , وهي تحصين طبيعي يحرس الدخول والشحن البحري من المغيرين من البحر خلفها ([3]).
ولعل هذا ما شجع الإدارة البريطانية على إعلان مدينة عدن منطقة اقتصادية حرة وبموجب القرار رقم 1849 السنة 1850 الذي وقعة سكرتير حكومة الهند فريد جاس هالدي تم إعلان ميناء عدن ميناء حر . حيث نص القرار على ما يلي : بما أن التجارة تتسع بين الساحل الغربي للهند والبحر الأحمر والمناطق المجاورة لها فمن المستحسن تشجيع بواخر جميع الدول على التردد على ميناء عدن بشبه الجزيرة العربية , نعلن ما يلي :
1) أن ميناء عدن بتجمعه السكاني ميناء حر , وعليه , فلن نستخلص أي ضريبة على أي باخرة أو بضائع منقولة بصور قانونية براً وبحراً من وإلى الميناء .
2) يعمل بهذا القرار اعتباراً من مطلع شهر مارس 1850 , وينشر هذا القرار لعلم كافة الناس ([4]).
الجدير بالذكر في هذا الصدد , أن عدن قبل إعلانها ميناء حر , كان لها شبكة عظيمة من العلاقات التجارية البحرية الدولية لاسيما مع الصين لهذا كان من الطبيعي أن تشهد عدن بعد سنوات قليلة من إعلانها ميناء طفرة اقتصادية عظيمة . ويمكننا الاستدلال على ذلك من خلال الأرقام التالية الواردة في الميزانية التجارية الرسمية المنتهية في 31 / مايو 1858 ([5]).
الصادرات من البضائع الخزانة
4,778,677 2,241,798 = 7,020,475
الواردات من البضائع الخزانة
2,836,374 1,598,674 = 4,435,048
الإجمالي = 11,455,523
إن الارقام الواردة أعلاه تتجاوز الملايين ، وفي وقتنا الراهن تمثل ثروة طائلة جداً . وقد ساهم ذلك في إحداث تحولات جذرية في البنية التحتية لمدينة عدن ، فقد امتدت المدينة الحديثة إلى ما وراء كريتر، والتحصينات الطبيعية السابقة أصبحت الآن معيقة للتواصل. لقد تم التخلي عن الميناء القديم في الخليج الأمامي منذ ستينات القرن التاسع عشر، وأصبح الرزخ مطاراً وخطا لطريق رئيسـي بـدلاً من نقطـة دفاعية([6]).
الجدير بالذكر في هذا الصدد، إن مدينة عدن كان لها وضع حضاري خاص بها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى([7]). كما لعبت مدينة عدن في سنوات الحرب العالمية الثانية كقاعدة للحلفاء في حملتهم على المستعمرات الايطالية في شرق افريقية . وفي اعقاب الحرب أمتد أمل بريطانيا إلى بسط نفوذها التقليدي القديم في المنطقة([8])، الواقعة جنوب البحر الأحمر ، وبما يعوضها عن تقلص السيطرة على شماله بعد إخلاء قاعدة السويس والسودان منذ بداية الخمسينات ([9]).
كانت المشكلة الرئيسية التي واجهت الإدارة البريطانية والوزراء العدنيين في المستعمرة ، هي كيفية الربط بين عدن وبين اتحاد يضم حكاماً مستبدين ، لا يخيفهم شيء أكثر من أحداث أي اضطراب في الوضع الراهن . أما في الإمارات التي كانت سلطات السلطان أو الأمير تقيد بوجود المجالس التشريعية والتنفيذية ، فإن هذه القيود كان يفرضها السلطان أو الأمير على نفسه طوعية لا تحت إرغام شعبه، وكانت المجالس حيث توجد تعمل بوحي السلاطين وتنفيذاً لإرادتهم، لا لإرادة شعوبهم ، لا سيما وأنها كانت تؤلف في أغلب الحالات من الأشخاص الذين يعينهم الأمراء ([10]).
- · أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المشارك كلية الآداب ، جامعة عدن
([1])د . اميل توما : تاريخ مسيرة الشعوب العربية الحديث , الطبعة الأولى , دار الغارابي , بيروت , 1977 , ص34 .
([2]) أمين الريحاني : ملوك العرب , الطبعة الرابعة , دار الريحاني للطباعة والنشر , بيروت , 1960 , ص420 .
([3]) د . ج . جافن : عدن تحت الحكم البريطاني 1839 -1967 , ترجمه محمد محسن محمد العمري , دار جامعة عدن للطباعة والنشر , الطبعة الأولى , عدن 2013 , ص14 .
([4])أحمد طاهر : عدن التاريخ والشموخ , دار جامعة عدن , سنة الطبع (-) , ص16 .
([5])BY CAPTAIN R.L. PLAYFAIR : MEMORANOUM OF THE TRADE OF ADEN FOR 1857 – 1858 , Aden printed at Jail press , 1859 , p18 .
([6])د.ج . جافن : مرجع سابق ، ص 14 .
([7])لمزيد من المعلومات ، انظر : حمزة علي ابراهيم لقمان : تاريخ عدن وجنوب الجزيرة العربية ، دار مصر للطباعة والنشر ، الطبعة الأولى ، 1960 ، ص197 .
([8]) حسين فوزي النجار : بريطانيا والجنوب العربي ، المكتبة الثقافية ، جامعة حرة ، العداد 185 ، دار الكتاب العربي ، القاهرة ، سنة الطبع (-) ، ص 38 .
([9]) أمير الاي . أ . ج : الاستعمار البريطاني في جنوب الجزيرة العربية ، مكان الطبع (-) ، سنة الطبع (-) ، ص 38 وما بعدها .
([10]) جيليان كينج : أهداف الاستعمار في عدن ، تعريب وتعليق خيري حماد ، كتب سياسية ، العدد (375) ، الدار القومية للطباعة والنشر ، جمهورية مصر العربية ، 1966 ، ص 91 وما بعدها .
صحيفة الامناء