يواصل الثنائي الشيعي في لبنان التنازلات على الساحة المحلية أملاً في تشكيل حكومة قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمب(تشرين الثاني) المقبل، مع سطوع نجم نائب حكم مصرف لبنان السابق والمقرب من الدوائر الأمريكية محمد بعاصيري، الذي يبدو أنه الأوفر حظاً لتولي مهمة التأليف.
وفي صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، تسعى تركيا الأردوغانية لمحاكاة أسلوب إيران بخوض مغامرات عسكرية في أكثر من مكان، من التدخل في النزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول ناغورنو قره باخ، إلى الانخراط المباشر في نزاعات ليبيا، وسوريا، وصولاً إلى العراق، وشرقي المتوسط.
بري..والحكومة
قالت صحيفة "العرب" اللندنية اليوم، إن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عاد ليحرك المياه الراكدة تحت ملف التشكيل الحكومي، مع بروز اسم نائب حاكم مصرف لبنان السابق محمد بعاصيري، في اليومين الأخيرين مرشحاً لخلافة مصطفى أديب لتولي مهمة التأليف.
ولم تستبعد مصادر سياسية لبنانية ضغط رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل الشيعية لتشكيل حكومة لبنانية جديدة قبل منتصف الشهر الجاري موعد بدء المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية لترسيم الحدود بين البلدين.
وقالت الصحيفة، إن ضغط بري لا يعود فحسب إلى رسائل أمريكية عن ضرورة وجود غطاء سياسي توفره حكومة لبنانية متوازنة لهذه المفاوضات فحسب، بل لأن مصلحته أيضاً تقتضي تفادي أي خروج عن المطالب الأمريكية. وفسرت ذلك بأن أفراداً من عائلة بري، بمن فيهم زوجته رندة، تلقوا إشارات فحواها أن رفض الاستجابة للضغوط الأمريكية سيعني فرض عقوبات عليهم.
واعتبرت المصادر السياسية أن ذلك ما دفع رئيس مجلس النواب اللبناني إلى استقبال محمد بعاصيري النائب السابق لحاكم مصرف لبنان والقريب من الأمريكيين لمعرفة رأيه في تكليفه بتشكيل حكومة جديدة.
"اتفاق الإطار"
على موقع "الحرة" قال عريب الرنتاوي، إن "اتفاق الإطار" الذي توصل إليه لبنان مع إسرائيل بوساطة أمريكية، لترسيم حدودهما البحرية، يفتح الباب رحباً لجملة من التداعيات و"الديناميكيات" التي من شأنها أن تعيد ترتيب المشهد اللبناني، بتوازناته وتحالفاته وأولوياته، ما يرسم أكثر من علامة استفهام خاصةً عن موقف "حزب الله" منه. 
وتابع، "حتى كتابة هذه السطور، لزم حزب الله الصمت ولم يصدر عنه ما يشي بقبول الاتفاق الإطاري أو رفضه والتحفظ عليه، لكن إسناد مهمة إنجاز الاتفاق إلى أحد أبرز وأكبر حلفائه، نبيه بري، يبدو أمراً لافتاً للانتباه، بل وخارجاً عن المألوف".
تحالف الإسلام السياسي
في صحيفة "الشرق الأوسط"، قال سام منسي إن هناك مؤشرات عدة على تحالف جديد بين إيران، وتركيا، وقطر، وحماس إقليمياً، يؤطره دعم دولي من قبل روسيا والصين. ومع العلم أن التحالفات في السياسة ليست بالأمر المستغرب، إنما تكون مدمرة عندما تأتي بين نقيضين وسط فوضى عارمة تعيشها المنطقة لتصبَّ مزيداً من الزيت على النيران المشتعلة فيها.
وأضاف، أنه  "لا ريب أن أهم هذه المؤشرات هو تداعيات الخلافات بين الحلفاء الذين اجتمعوا على مناهضة نظام بشار الأسد غداة اندلاع الثورة السورية، والتدخل التركي، فكانت محصلة العمل بقاء حكم الأسد في مناطق واسعة من سوريا وإفشال المعارضة وإجهاض الثورة، واقتصرت النتيجة على تدمير سوريا ومقتل ونزوح وهجرة الملايين من سكانها وتسليم سوريا إلى الإيرانيين والروس والأتراك، مع احتفاظ كل من واشنطن، وتل أبيب بأدوار فيها متفاوتة التأثير".
وتابع "المؤشر الثاني الذي جعل اليوم مشهد التحالف بين التشددين السني والشيعي أكثر وضوحاً وقد يكون حفزه، هو المستجدات الأخيرة على مسار تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل، الذي انطلق بتوقيع اتفاقيتي السلام مع دولتي الإمارات والبحرين برعاية أمريكية. فالدول المسماة دول الاعتدال العربي، إذا صحّ التعبير، وتضم كلاً من السعودية والإمارات ومعظم دول الخليج ومصر والأردن، باتت تشكل حلفاً يقابله تحالف مستجد وشرس يجمع الدول الداعمة للإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي أعني إيران، وتركيا، وقطر، إلى جانب منظمات حليفة مثل حماس، والجهاد، وحزب الله. ورغم الخلافات بين أطراف هذا الحلف، تبقى متفاهمة في هذه المرحلة على الأقل على نقطة واحدة وهي مواجهة القرار السيادي العربي وعمليات التطبيع مع إسرائيل الآيلة إلى التوسع".
جنون أردوغان
من جهته يشير بدر بن سعود في صحيفة "عكاظ"، إلى تهجم أردوغان في كلمة أمام البرلمان التركي على دول الخليج العربي، معتبراً أن تركيا منذ الربع الأول من 2018، تحاول منافسة المملكة على أدوارها الإسلامية.
واعتبر الكاتب أن تركيا ورثت مع الإخوان دوراً يشبه دور ليبيا في أيام القذافي، وأصبحت مركزاً لتصدير التطرف والإرهاب.
ويوضح بن سعود، أن أنقرة الإخوانية اليوم تحاول استعادة ما فُرض على العثمانيين في معاهدة لوزان في 1923، بعد هزيمتهم من بريطانيا وفرنسا في الحرب العالمية الأولى، لتعيد رسم خريطة تركيا الكبرى، التي تضم مناطق من سوريا، والعراق، واليونان، إضافةً إلى نصف بلغاريا، وقبرص، وأرمينيا ومساحات واسعة من جورجيا، ما يظهر أن "الدراما التركية وأسطرتها للنموذج العثماني"، ساهمت في تكريس هلوسات ذهنية في عقول بعض السياسيين الأتراك.