آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:09:51:30
الحوطة.. معالم تاريخية وحضارية على وشك الاندثار
()

تعد مدينة حوطة لحج من أهم المدن الحضارية  في  اليمن والجنوب على وجه الخصوص حيث توجد بها العديد من المعالم التاريخية والحضارية منذ عقود طويلة لكن وبسبب الاهمال من قبل السلطات المحلية في المحافظة واندثار بعض من هذه المعالم التاريخية.

 اهمال وتدمير تتعرض له اهم المعالم التاريخية والمواقع الاثرية في عاصمة محافظة لحج الحوطة وهي:قصر السلطان الذي يعد قصر السلطان ابرز معالم مدينة الحوطة حاليا وسمي بقصر (السلطان عبد الكريم بن علي بن عبد الله العبدلي ) قام ببنائه عام (1347هـ) ، يقع إلى اليمين من ساحة السوق ، الذي ينتهي إليه الطريق القادم من مدخل مدينة الحوطة باتجاه محافظة عدن ، وهو عبارة عن قصر كبير وأمامه ساحة كبيرة تتوسطها نافورة ، وقد بني بطراز يشابه مبان الشرق الأقصى ويشابه – أيضا – قصر السلطان عبد الكريم فضل (الذي بناه في كرتير عدن ، كما يشابه قصر القعيطي في مدنية المكلا ، ويتكون هذا القصر من ثلاثة أدوار وهو من أجمل مباني مدينة الحوطة على الإطلاق ، ودوره الثالث كان يشغل حاليا متحف مدينة الحوطة والثاني اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين .

((المسجد الجامع عمر بن عبدالله المساوى)):

يعتبر من أهم مساجد مدينة الحوطة ، بناه (السيد عمر بن عبدالله المساوى) في عام(1083هـ) ونقل منبرة من جامع مدينة الرعارع ، ثم جدده ووسعه (السلطان عبدالكريم فضل بن علي محسن العبدلي ) عام (1348هـ) حتى صار من أجمل وأفخم مساجد اليمن ، يحتوي على قبة متميزة بزخارفها الخارجية والداخلية الجميلة يتكون من طابقين – دورين – استغل الدور الأول كمحلات ، يستخدم ريعها كوقف للجامع ، أما الجامع ففي الدور الثاني وقد زخرفت واجهته الخارجية بطراز الفنون الإسلامية التقليدية ، وله مدخلان ، الأول في جداره الجنوبي ، والآخر في جداره الشرقي وقد تم ترميمه أخيرا في عام 1970م ترميما كاملا .

((مسجد الدولة ((:

بني مسجد الدولة (السلطان أحمد محسن فضل) وجدده أخوه (محمد بن محسن) عام (1292هـ) ويعتبر من أجمل المساجد في مدينة الحوطة ، والتخطيط الهندسي والمعماري للمسجد متأثر بفنون العمارة الإسلامية في بلدان الشرق الأقصى ، وقد دفن إلى جوار المسجد بانيه السلطان (أحمد محسن فضل) كما دفن الى جواره العديد من أمراء السلطنة أشهرهم ،(القمندان أحمد بن فضل العبدلي) ويقع هذا المسجد في قلب مدينة الحوطة وتقع إلى جواره المنازل القديمة لعشائر السلاطين التي كانت تحكم السلطنة تلك التي كانت تستخدم غالبا كمسرجة حيث توضع داخلها فتيلة المسرجة لتخرج عبرها الإضاءة بأشكال هندسية رائعة .

وقد تم أعادة طلائه وتزيينه وزخرفته  في عام 2014م..

هناك العديد من المعالم التاريخية في محافظة لحج والحوطة على وجه الخصوص قد اندثرت والبعض منها على وشك الاندثار دون إن تحرك السلطات المحلية في المحافظة ساكنا مناشدات عدة اطلقها العديد من المفكرين والمثقفين وفقهاء وخطباء مساجد وعلى رأسهم الفقيه العلامة الشيخ علي بن فقيه أحمد قاسم والذي حضينا بلقاء خاص معه حيث تحدث إلينا بمراره قائلا: إن في حوطة لحج أعرق المساجد والمتاحف الاثرية فعلى سبيل المثال مسجد جامع الحوطة الذي بني في عام 84هجريه وبناه السلطان عبد الكريم فضل على نفقته الخاصة حيث كانت بنايته الأولى من اللبن ثم أعيد بناؤه مرة أخرى من الحجر وكانت تشكيلة بناء المسجد من الطراز الهندي مضيفا: أن المسجد الجامع يعتبر  أول مسجد في حوطة لحج من ناحية المساحة والكبر رمم في عام 1986م عن طريق مكتب دولة الكويت الواقع في محافظة عدن..

وعند سؤالنا له هل هناك أي اهتمام لهذه المعالم الأثرية من قبل السلطات المحلية في المحافظة؟؟؟ فأجاب قائلا: إن وزارة الأوقاف والسلطة المحلية في محافظة لحج لم تقدم أي مساعدات للحفاظ على ما تبقى من أهم المعالم الأثرية في لحج والحوطة على وجه الخصوص مطالبا كل المواطنين الشرفاء بأن يحافظوا على ما تبقى من هذا التأريخ العريق الذي يعبر عن هوية وعراقة هذه المدينة وختم حديثه بالقول(( من ليس له ماضي ليس له حاضر))..

صحيفة "الامناء"

 



شارك برأيك