آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:05:12:15
الوطن يودع المناضل الأكتوبري الفذ أحمد علي مقبل بن مسعود  
(الأمناء نت / السفير / قاسم عسكر جبران :)

كم من الأحزان والالام  والأهوال عشناها وسمعنا عنها خلال العقود الاخيرة من القرن العشرين واثناء العقدين الاخيرين من القرن الواحد والعشرين ، فقدنا خلالها وطن وفقدنا اثنائها  شخصيات وطنية ورموز قيادية عديدة ومناضلين ونشطاء وكثيرين ، ممن كان يشار اليهم بالبنان ، فقدنا هامات وقامات من العيار الثقيل ،فقدناهم الى الابد، وكم من الرجال والنساء كانوا مناضلين في طليعة شعب الجنوب ضد الاحتلال البريطاني عام 1839م والاحتلال اليمني صيف 1994م- والغزو الحوثي عام 2015م.

من هؤلاء الابطال والمناضلين الفقيد/ احمد علي مقبل بن مسعود الذي افنى كل حياته من اجل خدمة شعب الجنوب ومع فجر ثورة 14اكتوبر 1963م كان احمد علي في طليعة المناضلين ضد الاحتلال البريطاني وابلى بلاء حسنا في مسيرة النضال خلال تواجده في المهجر وعودته الى الوطن ، كانت لأحمد علي دائما خيارات ومواقف صعبة ترجع الى طبيعة شخصيته التي تتسم بالشجاعة والاقدام على الامور والقضايا التي كان يقتنع بها حيث مكانه في المقدمة وفي اول الصفوف عندما تكون المخاطر محدقة .

 عندما اشتعلت ثورة 14 اكتوبر من قمم ردفان الشماء عام 1963م في المهجر كان هو الاخر يشتعل شوقا للعودة الى الو طن للمشاركة مع طلائع الثورة في النضال ضد الاحتلال البريطاني وبالفعل ترك المهجر الذي ذهب اليه من اجل لقمة العيش مفضلا الثورة على الاحتلال قبل لقمة العيش ،هؤلاء مثل الفقيد / احمد علي مقبل  هم الثوار والمناضلين الغيورين على اوطانهم ومستقبل شعوبهم والاجيال المتتابعة ويفضلون الحرية لأهلهم وقبائلهم وأوطانهم واممهم وشعوبهم على حياتهم.                    بعد عودته مباشرة من المهجر نهاية عام 1965م التحق بجبهتي الشعيب والضالع وكان المناصل المقدام والشجاع في كل المعارك التي كان يشارك فيها جنبا الى جنب مع زملاء النضال أمثال علي احمد ناصر عنتر وصالح مصلح قاسم قائدي جبهة الضالع والشعيب على التوالي، واثناء سنوات النضال كان يحظى بتقدير واحترام الجميع وكان مثالا للقائد والجندي المقاتل في ان واحد ،كما كان يتصف بهدوء البال وقليل الكلام وكثير العمل .

عندما كان يزور عمي احمد جبران ووالدي وعمي عبيد جبران كنت اشاهد بندقيته ملغمة وهو في حال الجاهزية لأي موقف او طارئ، واستمر الفقيد/احمد مواكبا ديمومة الثورة في تلك الجبهتين حتى تم اعلان فجر الحرية والاستقلال لشعب الجنوب العربي في 30نوفمبر 1967م .

بعد الاستقلال عين عضوا في القيادة المحلية لحالمين مكلف بالقطاع العسكري  حتى عام 1971م عندما تولت القوات الشعبية مكان هذه القطاعات ، ووصل نضاله في بناء مؤسسات دولة الجنوب الفتيه وتطوير مواردها واقتصاده حيث شارك بنشاط في بناء جاهز التعاونيات الاستهلاكية التي كانت ترتبط اشد الارتباط بحيات المواطنين وقدم كل جهده وخبرته لإرساء هذ الانجاز الكبير الذي كان يعد من اهم وسائل الخدمات للناس في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، فكان مسؤولا عن التعاونية الاستهلاكية في المنصورية واخيرا في مدينة الشعب.

ان ما كان يميز هذه الشخصية القيادية البطلة والمناضل الأكتوبري والمجهول في نفس الوقت هو عدم مطالبته بحقوقه المعنوية والسياسية وكان لا يمن او يذكر ما قدمه للوطن ولا يريد من احد فضل او عطف على ما نذر به من حياته لخدمة شعب الجنوب، انه القيادي الطلائعي المناضل البطل الوطني المجهول احمد علي مقبل الذي لم يؤخذ يوما شيء من الوطن وحق الشعب بل كان قنوعا صامتا على ما يحصل عليه من عرق جبينه ووظيفته ، ومنذ سنوات تعرض لمرض خبيث اقعده فراش المرض  ولم يلتفت اليه احد للقيام بعلاجه ، وهكذا كانت حياة ومعيشة الفقيد/ احمد علي الذي كان عملاقا وهامه وطنيه في نظر كل من عايشه وفي وجدان كل محبيه واصدقائه وزملائه .

وبهذا فقد خسر الجنوب واحدا من قياداته بصورة عامة وفقد حالمين واهله احد مناضليه الابطال الذي كان له بصمات مضيئة وعلامات بارزة في سماء المنطقة ، عزائنا لأولاده فضل وعارف وعادل وجميع اولاده ومحبيه .   

انا لله وانا اليه راجعون.

السفير / قاسم عسكر جبران

رئيس لجنة العلاقات الخارجية  للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي .

 الامين العام للمجلس الاعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب.



شارك برأيك