آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:17:42:58
بينما أبناؤها قادة في المحافظة والدولة.. مافيا الفساد تهدم الحياة بالوهط بلحج والأهالي يستغيثون "تقرير"
("الأمناء" تقرير/ عبد القوي العزيبي:)

لقد كانت الوهط، ولا تزال، مركز العلم والمعرفة في مديرية تبن محافظة لحج، وهي أرض مسقط رأس المناضل والسياسي الكبير المرحوم عمر الجاوي، وأيضاً الدكتور المرحوم عبدالله بكير، والوهط بلاد الدكتور هشام السقاف الأديب والإعلامي والقيادي في المحافظة، وأيضاً مسقط رأس اللواء أحمد سالم عبيد نائب وزير الدفاع سابقاً، والفنان عبود الخواجة، ويسكن فيها مدير عام مديرية تبن محسن جعفر السقاف، ورئيس المجلس الانتقالي بمديرية تبن محمد سالم الوع، والعديد من الشخصيات الاجتماعية ذات الوعي المنير ذكورا وإناثا، ولا يسعني بهذا المقام ذكر تاريخ هذه المنطقة وشهرتها كاملاً في مختلف المجالات.

لقد كانت زيارة "الأمناء" إلى الوهط بطلب من الأهالي لنقل ما يعانونه منذ فترة طويلة من أزمة مشكلة مياه الصرف الصحي ومغادرة بعض الأسر منازلها بسبب ارتداد مياه المجاري إلى داخلها، وانتشار الأمراض والتي حصدت عددًا من الوفيات بوقت سابق، وأيضاً ظهور مافيا الأراضي والقيام بالبيع والشراء للأرض الزراعية حتى الوصول إلى منطقة (عتيرة)، وأحرام أحواض الصرف الصحي.

 

أحواض بمناهل مسدودة

يعتبر مشروع الصرف الصحي في الوهط مشروعا غير مستكمل، ولقد افتتح إعلامياً مع امتناع مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي بلحج عن الحضور يوم الافتتاح نتيجة عدم استكمال المشروع بشكل تام، ومنذ افتتاح المشروع نهاية أبريل 2019 وبحسب إفادة الأهالي لا تزال مشكلة طفح المجاري دون أي حلول، وتعتبر المناهل هي أحد أبرز الأسباب فيما يحدث من طفح المجاري في أماكن عديدة داخل الوهط، مما أحدث تراجع مياه المجاري  إلى داخل عدد من منازل المواطنين، فعن أي افتتاح مشروع ضخم روج له آنذاك إعلامياً وهو غير مستكمل بشكل تام؟! وبحسب كلام  بعض المواطنين نتيجة لوجود كارثة بيئية فإنه يتطلب تدخل الجهاز المركزي ونيابة الأموال بلحج لمعرفة هل هذا المشروع ضربه الفساد في مقتل؟

 

مافيا الأراضي تهدم الحياة

لقد شكا المواطنون  لـ"الأمناء" عن ظهور مافيا الأراضي من خلال بيع الأراضي الزراعية وتحويلها إلى سكنية في الوهط وضواحيها، وصولاً إلى متنفس الوهط منطقة (عتيرة)، وكل ما يحدث من قبل دخلاء على الوهط نتيجة ارتفاع قيمة الأرض، وكشف لـ"الأمناء" مواطنون من الوهط بأن مشكلة طفح المجاري تحدث نتيجة قيام آخرين بردم مناهل الصرف الصحي بهدف بيع مساحة مشروع مجاري الوهط، مما يتطلب الاهتمام وسرعة استكماله من قبل قيادة السلطة بالمحافظة من خلال إصلاح الخطأ عند الافتتاح والمشروع والذي كان في الأساس غير مكتمل.

 

مذكرة شاملة

عند النزول إلى الوهط استلمت "الأمناء" من أبناء الوهط صورة من مذكرة صادر عن جمعية أبناء الوهط وبمعية عضو المجلس المحلي وشيوخ وعقال ووجهاء الوهط موجه إلى محافظ المحافظة ، تشمل عددًا من مشاكل الوهط بشكل متكامل منها، مشروع مجاري الوهط، ومخطط أبناء الوهط، وظهور مافيا الأراضي، واعتبرت المذكرة ما يحدث في الوهط هو تدمير وتنكيل ممنهج يهدد الروابط الاجتماعية والسلم الأهلي من خلال البسط على أرض عتيرة من قبل سماسرة الأراضي والمتنفذين والتي هي تابع النطاق الجغرافي للوهط بلد النظام والسلام على اعتبار أرض عتيرة تعد المتنفس الوحيد لأبناء الوهط.

 

البسط على مشروع المجاري

وأشارت المذكرة  بقيام آخرين بالبسط على مشروع حرم مجاري الوهط، وبحد قولهم المشروع الذي تخلت عنه السلطة المحلية ومكتب المياه والصرف الصحي بلحج، مما حول المشروع إلى تهديد بحدوث الكارثة لسكان الوهط ربما لا تحمد عقباها، وأيضاً تطرقت المذكرة الموجهة للمحافظ إلى ما يحدث من تدمير الأراضي الزراعية تدميراً ممنهجاً وتحويلها إلى سكنية، ووصف أبناء الوهط ما يحدث بمثابة جريمة كبرى في ظل صمت السلطة المحلية بالمحافظة نحو تصرفات يقوم بها أفراد ومتنفذون أحدثت الإضرار لأهالي الوهط.

 

مخطط من عام 1992م

من جانب آخر أشارت المذكرة الى قضية عدم تمكين أبناء الوهط من مخططهم السكني الزراعي منذ عام 1992 وإلى اليوم  بالرغم من المتابعات المستمرة ، وأكد الاهالي للأمناء  بأنه حالياً يتم البسط  على المخطط في عتيرة  من قبل سماسرة الأراضي مع حرمان أبناء الوهط من مخططهم.

 

مطالب أهالي الوهط

ناشد أبناء الوهط من رؤساء جمعيات وشيوخ وعقال ووجهاء عبر مذكرة موجهة لمحافظ لحج بسرعة وقف التصرف في أرض عتيرة وإزالة كافة الاستحداثات وإحالة المتسببين إلى القضاء، وإلزام مكتب المياه والصرف الصحي بلحج  باستلام مشروع المجاري وتشغيله وتصفية كافة السدات، وإزالة أي استحداث في حرم مشروع المجاري، وأيضاً وقف التدمير الممنهج للأراضي الزراعية وتحويلها إلى سكنية مع إزالة كافة الاستحداثات .

 

القيادة من أبنائها

بالرغم  مما ورد ذكره من مشاكل داخل الوهط  نجد أن معظم القادة في مديرية تبن من أبناء الوهط، منها مدير عام مديرية تبن، وكذا رئيس المجلس الانتقالي في المديرية ،وأيضاً مدير عام التخطيط والتعاون الدولي بلحج ،كما يوجد بالوهط شرطة خاص تابع لأمن المديرية، وأيضاً من أبناء الوهط قيادات عليا في الدولة، ومع ذلك تشكو الوهط من مشاكل عديدة ومزمنة ، فكيف الحال مع بقية المناطق الأخرى في لحج والبعيدة عن مركز العاصمة؟

 

عجز السلطة

بالرغم من افتتاح محافظ لحج مشروع مجاري الوهط مع نهاية ابريل 2019 والذي كان بدعم من مركز الملك سلمان بمبلغ 125 ألف دولار تنفيد المؤسسة الطبية الدولية، وايضاً بدعم من منظمة شركاء اليمن تنفيذ مؤسسة رواد التنمية وحقوق الإنسان بمبلغ 20 ألف دولار، ومن خلال النزول شاهدنا وجود بحيرات من مياه  المجاري داخل حارات الوهط وبعض المنازل داهمتها مياه المجاري، في ظل سلطة محلية عاجز عن دفع تقريباً مبلغ 300 ألف ريال يمني تكلفة تصفية المناهل، وعجز مؤسسة المياه بلحج بعدم قدرتها دفع ما يقارب 2 مليون ريال يمني تكلفة ربط التيار الكهربائي بموقع المشروع ودفع مبلغ الرسوم لفرع كهرباء لحج.

 

غضب متصاعد

في ختام الزيارة الى الوهط بلد العلم والسلام والمحبة وأولياء الله الصالحين، ورداً على سؤال الأمناء عن هذه المشاكل المزمنة وعدم حلحلتها في حينه بالرغم من وجود القيادة من أبناء الوهط، أجاب طاعن في السن بحد القول: (الذي ما نفع أمه كيف بينفع خالته؟!)، وتبقى الوهط نواة التغيير لكل زمان، ومع ظهور هذه الصحوة من قبل أبناء الوهط، هل سيحدث في الوهط تغيير جذري لجميع مشاكلها في حال استجابة المحافظ لنداء صوت أبناء الوهط من خلال وضع الحلول العاجلة؟ أم سوف تكون صحوة الوهط بمثابة (القشة) التي سوف تقسم ظهر البعير ربما على مستوى المحافظة أو المديرية، لإحداث التغيير في لحج باعتبار الوهط رائدة منبع العلم والوعي المنير؟







شارك برأيك