آخر تحديث :الجمعة 26 ابريل 2024 - الساعة:23:38:24
القائد يعقوب الوحش ..من قائدا لجبهات القتال... الى رعاية الاغنام
(الامناء/خاص:)

كتب - جلال القيدعي

يقول داعس يا بلاد المهزله
محال يرتاح البطل فيكي محال
اهملتي الابطال اهل المرجله
واتمرجلوا في احضانك اشباه الرجال

 نفتتح هذا المنشور بهذه الكلمات النارية الصادقة ، التي عبر بها شاعرنا الكبير نجيب داعس ، عن ما وصل اليه حالنا ووضعنا الجنوبي ، من تهميش وأقصاء لرجال الساحات والجبهات ، وتصدر بعض المشهد الجنوبي ، اللصوص والفسول وتجار الحروب .

واحد من ضحايا ذلك التهميش المتعمد ، هو القائد يعقوب الوحش الذرحاني ، ذلك القائد الاسمر الذي خاض المعارك في اغلب جبهات القتال للدفاع عن ارض الجنوب .

فكان ذلك القائد الفذ الذي يتنقل من جبهه الى اخرى ، حاملا بندقيته الشخصية ، موجها، ومخططا ، مع بعض رفاقه المناضلين ، وكان من السابقين بالصفوف الاولى ، لمواجهة العدو الغازي في 2015 ، فكان همه الاول والاخير هو تحرير الجنوب ، واستعاده امنه ، وعزة شعبه وعلو شأنه ، فلم يكن في حسبانه ، ولم تكن ابدا حساباته ،  الغنيمة والفيد كما كان هدف البعض .

فبعد انتهى الحرب بتحرير عدن ولحج ، توجه القائد يعقوب الوحش مع بعض رفاقه المخلصين لتدريب الشباب ، واحتوائهم ، املا ان يتم ترتيب الصفوف ، تحت قيادة واحدة ، وذلك لتشكيل نواة الجيش الجنوبي ، وإيجاد كيان جنوبي عسكري ، ولكن للاسف بأئت تلك المحاولات بالفشل ، بسبب اختراق القوات الجنوبية من قبل التيارات المتطرفه والمخابرات المعاديه للجنوب .

ضل الوحش على مبدئه الوطني ولم تغيره تلك الظروف القاسية ،  التي تعرض لها هو وبعض رفاقه المخلصين بعد الحرب ، وضل يتنقل ويجهد ويدرب الشباب ، من جيبه الخاص ، دون اي دعم او مسانده من اي جهه ، او من اي فرد ،  وبعد ان وصل الى طريق مسدود ، والى قناعه تامه ، ان الجنوب يمر بمرحلة حساسه ودقيقة ، ليس للشرفاء والمناضلين والمخلصين مكانة فيها ،  تنحى القائد يعقوب الوحش جانبا ، تاركا تلك المتاهات  ، والطرق المظلمة والمجهوله ، التي لم يفهمها احد ، وعاد الى عمله الخاص ، نظيفا شريفا لم يحمل في جعبته مالا او غنيمة ،  او حتى طلقة رصاص واحدة .

 فعاد من حيث أتى بعد ان حقق هدفه الوطني ، وهو تحرير الجنوب وطرد الغزاه.

واليوم وبعد 6 أعوام من نهاية تلك الحرب ، مازال القائد يعقوب الوحش شامخا كشموخ تلك الجبال ،  لم تغريه المغريات ، ولم تجذبه الطقوم والاراضي ، والاموال الفاحشة التي هطلت على البعض ، فمازال ذلك المناضل الاسمر ، الذي يأكل ويشرب من عرق جبينه ، وعمله الخاص ، حاملا مبادئه وقيمه التي تربى عليها ، ففضل رعاية الاغنام والتجاره بها ، على اكل المال الحرام والارتزاق والمتاجره بدماء شباب الجنوب ، والتسابق على الفيد والغنائم والاراضي والطقوم.

تحية للقائد يعقوب الوحش ، ولكل الشرفاء والمناضلين ، الذي اذا دعاهم داعي الوطن ، وطلبتهم الضرورة اجابوا ، واذا ناداهم المنادي للقتال والدفاع عن الارض والعرض لبوا النداء ، واذا ناديتهم المصالح الشخصية والفيد والغنائم والمال الحرام ، رفضوا ، وفضلوا العزله والاختفاء ، وأبوا إلا ان يكونوا متربعين على كراسي عزة النفس والأنفة ، واكل المال الحلال الذي يصرفه عرق الجبين.



شارك برأيك