آخر تحديث :الثلاثاء 16 يوليو 2024 - الساعة:14:55:43
صحف عربية: هل تصبح معركة سرت الجفرة في ليبيا "نصيبين" جديدة لأردوغان؟
(الامناء/وكالات:)

لا يزال التدخل التركي في ليبيا يتصدر عناوين الصحف، وتوقعت تقارير صحافية اندحار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذا أصر على دفع مرتزقته إلى المنطقة الحدودية بين ليبيا ومصر.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، كانت الجهود والمساعي السلمية للتوصل إلى تسوية سياسية في ليبيا، العنوان الأبرز لتحركات الدول في الآونة الأخيرة، في حين خسرت تركيا اللعبة، حتى قبل أن تبدأ، بعد إعلانها المسبق أنها لا تريد مواجهة عسكرية مع مصر، رغم تورطها في وحل الأزمة بشكل كبير. 

مصر وطموحات أردوغان

وفي التفاصيل، قال حسن ناصر الظاهري في صحيفة "المدينة" السعودية: "كان من المفروض، وحسب تخطیط الغازي أردوغان، أن معركة استرداد سرت والجفرة قد بدأت، ولكن التحذیرات المصریة، وضرب قاعدة الوطیة، جعلته یتراجع عن خطته، ویدرك أنه أمام خصم لیس من السھل ابتلاعه، خاصةً بعد طلب البرلمان والقبائل من مصر العون "والدخول إلى الأراضي اللیبیة لحمایتھم من الغزاة، وإعادة التموضع المصري لتنظیم لیبیا سیاسیاً وعسكریاً، إضافة إلى أن مصر قد حصلت على الرخصة الدستوریة الملزمة لتحریك القوات بعد أن وافق البرلمان على تدخل مصر لمساندة الأشقاء في لیبیا، وللدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتیجي الغربي ضد أعمال المیلیشیات الإجرامیة المسلحة والعناصر الإرھابیة، ولعل أردوغان ینصت لصوت العقل ویسحب قواته ومرتزقته من حیث أتى بھم، وإلا سیدخل في معركة تشبه معركة "نصیبین" التي انتصر فیھا المصریون على تركيا".

إنهاء المغامرة 

من جهة أخرى، أشارت صحيفة البيان الإماراتية في افتتاحيتها، إلى أن "أردوغان لم يترك وسيلة إلا واتبعها بهدف إطالة أمد الحرب في ليبيا، وتحقيق أطماعه العدوانية عبر محاولة احتلال سرت، والجفرة، لكن مشروعاته ومخططاته كلها وئدت وجرى دفنها بفضل قوة الجيش الليبي وصموده وتضحياته، فلا إرادة فوق إرادة الشعب الليبي في الحفاظ على سيادته، فهو صاحب الحق والإرادة والضمانة الحقيقية في الدفاع عن سلامة أراضيه. فمن صمد في مواجهة الحرب بالوكالة فإنه يَكتنز قُدرات ذاتية تمكّنه من إسقاط كل مخططات أردوغان في إحياء الحلم العثماني".
وأضافت "خلاصة القول، لا يمكن الركون إلى النيات التركية في ظل نظام مسكون بأحلام السيطرة، ولن ينفع النظام التركي وغيره سوى الامتثال للشرعية الدولية التي تحرّم عليه وعلى غيره التدخل في الشؤون الداخلية. فمراهنة أردوغان على نشر الإرهاب والفوضى يجب أن تتوقف، لأن اللعب بأمن الآخرين سيرتد على تركيا، وعلى كل من يحاول نشر الفوضى في المنطقة".

قطر تدفع الثمن 

وفي سياق متصل، قال علي الصراف في صحيفة "العرب" اللندنية، أن "إعلان إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية، أن أنقرة لا تريد مواجهة مع مصر، وإعلان مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي أن الحل سياسي في ليبيا، بعد أيام فقط من قوله إن وقف إطلاق النار لا يفيد حكومة طرابلس، وامتناع تركيا عن الرد على الضربة الجوية لقاعدة الوطية، كل ذلك، يمكنه أن يوحي بأن ممول الحفلة التركية في ليبيا، ربما قال لمأجوره في أنقرة ألا يذهب إلى خوض مواجهة عسكرية مع مصر، لأن قطر ستدفع الثمن باهظاً، في الحالتين، إذا هُزمت تركيا وإذا انتصرت".
وتابع "إذا تهاوى الغطاء الذي ظلت تتستر به الدوحة لعدة سنوات، فالسؤال هو: ما قيمة المحافظة عليه؟ وإذا بدا أن المشروع الإخواني بات بلا ستر ولا سند، فما هو مبرر الاستمرار في الدفاع عنه؟ السند نفسه كان هزيلاً ومؤقتاً من الأساس. فأردوغان ليس في وضع يسمح له بالبقاء في السلطة لوقت طويل. ولا حزبه قادر على أن يسترد المكانة التي بدأ بها. وهناك من الدوافع، والخطايا، الكثير الذي يبرر للأتراك أن يطووا صفحته إلى الأبد. على الأقل لأن انتهاكات نظامه طالت مئات الآلاف من البشر. وقاد البلاد من كارثة إلى أخرى حتى لم يبق لأردوغان من مخرج سوى أن يذهب بمشكلاته إلى الخارج. وعندما فعل، عاد منها بالفشل".

خط أحمر

من ناحية أخرى، سلط موقع "إندبندنت عربية" الضوء على أهمية الجفرة الليبية التي تملك ثاني أكبر قاعدة عسكرية من حيث الأهمية في البلاد.
وحسب الموقع، فإن للجفرة أهمية اقتصادية وجيوسياسية وعسكرية كبيرة، إضافة إلى مزاياها الاستراتيجية، من ناحية الموقع الجغرافي، توجد في الجفرة "ثاني أكبر قاعدة عسكرية من حيث الأهمية في ليبيا، والسيطرة عليها تعني امتلاك سماء الجنوب الليبي، واقتصادياً تملك الجفرة أهمية اقتصادية كبرى في الماضي والحاضر، فبعد أن كانت حتى منتصف القرن الماضي، منطقة تبادل تجاري بين شرق ليبيا وغربها وجنوبها، وواحدة من أكبر المناطق المصدِّرة التمور في ليبيا، أحدث اكتشاف النفط في البلاد، في نهاية خمسينيات القرن الفائت، نقلة كبيرة في حياة السكان، واقتصاد هذه المنطقة".

ولذلك حذرت القاهرة من تجاوز خط سرت الجفرة، واعتبرته خطاً أحمر، والسيطرة على الجفرة خاصةً، حسب الباحث والكاتب الليبي محمد العنيزي "تعني السيطرة على كنز اقتصادي لتركيا، فهي تدرك مخزونات الطاقة الضخمة فيها، وتعرف أهمية هذا المخزون ورقة اقتصادية وسياسية، ليس في ليبيا فقط، بل في المنطقة برمتها، ولأصحاب المصالح الكبرى في ليبيا في القارة العجوز تحديداً".
في حين يُشدد الصحافي الليبي عبد المعز أبو خطوة، على اهتمام فرنسا بالجفرة التي "تمثل أهمية كبرى تاريخية واقتصادية لديها، بعد أن كانت جزءاً من مناطق نفوذها في ليبيا بعد الحرب العالمية الثانية، وأطماع فرنسا وطموحاتها في العودة إلى الجنوب الليبي أسالت كثيراً من الحبر خلال العقد الماضي".


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك