
رئيس حكومة الشرعية يعترف :
- تعنت الرئاسة وراء تعثّر اتفاق الرياض
- المجلس الانتقالي الجنوبي يعتبر شريك
- قطر تدعم المليشيات بالمال والسلاح والإعلام
- ما وراء هجوم معين على تركيا وقطر؟ وما الذي دار في لقاءه مع الرئيس "السيسي" ؟
تصاعدت وتيرة تفكك الشرعية اليمنية، وتخبطها بعد الانقسام الواضح الذي بدت عليه الشرعية، في مقابل ذلك يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي سيره بخطوات واثقة نحو تحقيق أهدافه التي تشكل من أجلها واهمها استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو/ايار 1990م.
تفكك الشرعية اليمنية تجلى في المصادر التي قالت لوكالة "ديبريفر" إن: "معين تحدث للصحفيين عن المشاورات السياسية الجارية برعاية سعودية بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية في الرياض، وتعثرها قائلا: "الاتفاق أوشك على الإنجاز وهناك توافق شبه تام" مشيراً إلى أن: "الاعلان النهائي قد يتأخر بسبب تعنت مؤسسة الرئاسة".
وقالت وكالة "ديبريفر" أن رئيس الوزراء في حكومة الشرعية الدكتور معين عبدالملك قال إن الشرعية التي يعترف بها المجتمع الدولي هي "الدولة" وليست الأشخاص".
وأضافت الوكالة أن تلك التصريحات جاءت: "خلال لقاء (غير معلن) أمس الأول الثلاثاء جمع رئيس الحكومة بمجموعة من الصحفيين والإعلاميين اليمنيين على صالة فندق "الريتزكارلتون" في العاصمة المصرية القاهرة".
وكشفت "ديبريفر" أهم تفاصيل اللقاء الذي جاء بطلب من رئيس الحكومة معين عبدالملك، الذي اشترط وقف التصوير واخراج الكاميرات من القاعة قبل بدء اللقاء.
وقالت المصادر إن: "معين تحدث للصحفيين عن المشاورات السياسية الجارية برعاية سعودية بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية في الرياض، وتعثرها قائلا: "الاتفاق أوشك على الإنجاز وهناك توافق شبه تام" مشيراً إلى أن: "الاعلان النهائي قد يتأخر بسبب تعنت مؤسسة الرئاسة".
ووصف معين عبدالملك المجلس الانتقالي الجنوبي بالشريك الذي يمارس "بعض التجاوزات" حد وصفه، زاعما بأن الأوضاع في عدن ليست كما تظهر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، مضيفا بأن "الخلافات مع الانتقالي لا تؤثر على الحياة التي تسير بشكل طبيعي".
وبشكل ملفت، كرر معين عبارة إن "الشرعية دولة وليست أشخاص"، في تلميح مبطن للرئيس عبدربه منصور هادي المتواجد بالرياض.
وأشار إلى سوء الوضع الاقتصادي قائلاً بأن: "انهيار البنك المركزي بات وشيكاً، ولا يمكن إنقاذه حتى لو تدخلت السعودية بعشرة مليار" حد قوله، ملمحاً بأن مؤسسة الرئاسة تتحمل مسؤولية ما يحدث من تدهور للأوضاع الاقتصادية.
معين يفتح النار على قطر وتركيا
وكان معين عبد الملك قد أكد، في حوار مع جريدة "الأهرام" المصرية، نشرته أمس الأول الثلاثاء، إنه لا يمكن القبول بوجود قواعد عسكرية تركية في بلاده، مشيرًا في ذات الوقت أن قطر حليفة أنقرة نشرت الفوضى في اليمن، ودعمت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران.
وأوضح أن الأحاديث التي أثيرت أخيرا حول قواعد عسكرية تركية في اليمن "ليست محل نقاش أو بحث، ولا يمكن القبول بها".
وشدد على أن هذه الدعوات صدرت من "أصوات مرتهنة بلا وزن"، وأنها تأتي ضمن "محاولات بائسة، تستهدف التشويش على مواقف الحكومة الواضحة، والتأثير على علاقتنا مع دول التحالف".
وأعتبر أن موقف إيران من اليمن جزء من مخطط توسعي، يستهدف الدول والهوية العربية، قائلا إن "طهران تسعى من وجودها في اليمن إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الخليج العربي، والبحر الأحمر وباب المندب".
وأضاف أن هذا المخطط "يضع دول التحالف العربي في جبهة واحدة لمواجهة المشروع الإيراني العدائي والتخريبي، ضد الدول الوطنية العربية، وحماية الأمن القومي العربي".
وبالنسبة إلى الدور القطري في اليمن، قال عبدالملك إنه "لا يمكن فهم ما تقوم به قطر من أدوار تخريبية في اليمن الآن، بمعزل عن سياسة قطرية عملت على نشر الفوضى في اليمن، واستخدامها منذ فترة ليست بالقصيرة".
وتابع: "منذ وقت مبكر دعمت قطر الميليشيا الحوثية بالمال والسلاح والإعلام والعلاقات، وعملت على زعزعة الاستقرار في اليمن، ومنذ الأزمة الخليجية صارت هذه السياسة القطرية واضحة، وصار الدعم القطري للميليشيا الحوثية علنيا".
واستطرد: "الدوحة تعمل حاليا على إضعاف حكومة الشرعية اليمنية، وإفشال جهود استعادة الدولة، وخلق بؤر توترات في بعض من المحافظات، وتمويلها وإطلاق حملات تشويش هي جزء من هذه السياسة التخريبية".
سهام جباري المسمومة نحو اتفاق الرياض
تصريحات معين عبدالملك حول رفضه القبول بوجود قواعد عسكرية تركية، أغضبت النظام القطري الممول لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وعجز نظام الحمدين عن إدراك أن تصريحات معين، جاءت تحت ضغط حاجته إلى تحقيق إنجاز يعزز فرص بقائه، عبر عقد اتفاقات لنقل خبرات الجانب المصري في مجالي الصحة والكهرباء.
كما أغفل أن طبيعة تدخل الأتراك في الشأنين اليمني والجنوبي، قد تعمد إلى استخدام أدوات بديلة عبر حشد مرتزقة من سوريا والصومال، أو تعزيز الدعم اللوجيستي والمادي لمليشيات الإخوان الإرهابية وأدواتها من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.
الغضب القطري، ترجمته قناة الجزيرة باستدعاء الموالي لتنظيم الإخوان الإرهابي، المدعو عبد العزيز جباري، نائب رئيس مجلس النواب اليمني، ليكيل الاتهامات للتحالف العربي، ويوجه سهامه المسمومة نحو اتفاق الرياض.
وحرصت قناة الجزيرة الذراع الإعلامية لتنظيم الحمدين على صرف النظر عن تصريحات معين، باختيار شخصية منفصلة عن الواقع، لتأتي تصريحاتها مخالفة للمنطق ومجريات الأحداث، لتضمن إثارة الرأي العام المحلي والإقليمي، وصرف الانتباه عن تصريحات معين.
ومن أغرب مزاعم المدعو جباري، أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لا ترغبان في تنفيذ اتفاق الرياض، وتسعيان إلى استبداله، في تجاهل فاضح لواقع أن المملكة العربية السعودية رعت الاتفاق حتى لحظة توقيعه، وتقود وساطة لتطبيقه.
واستمرارا لحالة غياب المنطق، وصف طرد مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية من جزيرة سقطرى بأنها "مشكلة"، متجاهلا حقيقة أن الأرخبيل تخلص من ظواهر التحشيد والاغتيالات والاختطافات بعد إبعاد تنظيم الإخوان الإرهابي عن سقطرى بإرادة شعبية.
دعم قطر لحزب الاصلاح وخلق بؤر توترات
ولم تعد الاتهامات لدولة قطر بالضلوع في حبك المؤامرات مقتصرة على وسائل الإعلام، فالبراهين تؤكد الآن كافة الأدلة السابقة للدور المشبوه الذي ينفذه تنظيم الحمدين باليمن.
وتعاظمت الأجندة المشبوه لمحور (قطر ـ تركيا)، بشكل غير مسبوق خلال العام الجاري في إطار مؤامرة تشمل إيران لتسهيل انقضاض المليشيا الحوثية على باقي المحافظات المحررة.
ورمت قطر بكل أوراقها لإفشال التحالف العربي بقيادة السعودية، حيث دعمت خلايا تخريبية لتنفيذ عمليات اغتيالات، فضلا عن الدعم الكبير للمليشيا الإخوانية بهدف اجتياح العاصمة الجنوبية عدن وتفجير الأوضاع بتعز.
وخلافا للدعم المالي والعسكري، جنّدت قطر وسائل إعلامها لتكون بوقا إضافيا للانقلاب الحوثي، وذلك بتسخير كافة برامجها للنيل من التحالف العربي بقيادة السعودية، في مقابل تقديم مليشيا الحوثي الإرهابية باعتبارها كـ"طرف صراع" وليس "جماعة انقلابية"، والتغاضي الكامل عن كافة جرائم الانقلابيين بحق اليمنيين.
دعم مليشيات واستحداث معسكرات غير نظامية
وكثفت قطر خلال الأشهر الماضية من دعمها للمليشيا الإخوانية، وعملت على استحداث معسكرات غير نظامية خارج إطار الدولة، يقودها شخصيات تنتمي لحزب الإصلاح (الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان الإرهابي).
وبرز "معسكر يفرس" الذي يتبع الشيخ الإخواني حمود سعيد المخلافي المقيم في تركيا، كأحد أبرز القواعد غير النظامية، ومساعيه لخلق توترات جديدة بتفجير حروب وصراعات جانبية وحرف مسار المعركة الرئيسية عن المليشيا الحوثية.
وحاولت المليشيات المدعومة قطريا، تفجير الأوضاع في ريف الحجرية جنوب تعز، واختلاق معارك وهمية مع قوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، وتتواجد بالساحل الغربي.
سجال غير مألوف بين قطر والشرعية
بدورها، وصفت صحيفة العرب اللندنية الرد القطري على تصريحات رئيس وزراء الشرعية معين عبدالملك الاخيرة التي اتهم فيها قطر صراحة وبشكل رسمي بدعم الحوثيين وخلق توترات في بعض المحافظات اليمنية بانه "سجال وامر غير مألوف".
واشارت الصحيفة إلى الموقف القطري المساند على وجه العموم لحكومة الرئيس هادي في الصراعات التي تخوضها ضدّ خصومها ومن بينهم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أعلن مؤخرا الإدارة الذاتية للمناطق الخاضعة لسيطرته في الجنوب وعلى رأسها العاصمة عدن.
ولفتت الصحيفة الى تصريحات رئيس وزراء الشرعية عن قطر وتركيا ناجمة عن تأثره بمواقف القاهرة في تلك الملفات تحديدًا.
وكانت الخارجية القطرية قد نفت في بيان لها تقديمها أي دعم للحوثيين.