آخر تحديث :الاربعاء 27 اغسطس 2025 - الساعة:17:43:50
صمرقع حضرموت يرعب الإخوان ..
تقرير لـ"الأمناء" يرصد الرسائل التي بعثتها مليونية المكلا ومستقبل حكومة هادي في الجنوب
(الأمناء / تقرير خاص :)

تقلص نفوذ حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور، وبات يواجه رفضا شعبيا، وذلك بفضل تحالف هادي، مع أشد خصوم الجنوب، تنظيم الإخوان الإرهابي الممول من قطر وتركيا.

فقد عززت المليونية التاريخية التي شهدتها مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، كبرى مدن الجنوب، عصر السبت، الحضور الشعبي والسياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يخوض وفده مفاوضات مطوّلة في العاصمة السعودية الرياض مع حكومة اليمن المؤقتة، وعلى العكس من ذلك أصبح هادي مهددا بخسارة آخر معاقل حلفائه "مأرب" التي يعتزم الحوثيون السيطرة عليها.

مئات الآلاف من أهالي مختلف مديريات محافظة حضرموت الساحل والوادي، خرجوا في مليونية حاشدة كانت قد دعت لتنظيمها الإدارة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة، عبرّت عن دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي، وجددت موقف حضرموت الشعبي إلى جانب المجلس، وطالبت هذه المرة بتطبيق قرار الإدارة الذاتية في المحافظة.

وسجلت حضرموت تاريخا جديدا كتب في الثامن عشر من يوليو (تموز)، بعد أن خرج مئات الآلاف من أبناء المحافظة في تظاهرة كبيرة، دعما للإدارة الذاتية للجنوب، وتأكيدا على تمسك أبناء الجنوب بالاستقلال واستعادة دولتهم السابقة على ترابها الوطني قبل الثاني والعشرين من مايو (آيار) للعام 1990م.

تظاهرة السبت حملت رسائل سياسية عديدة، بل إنها جاءت كاستفتاء شعبي شامل يتجدد دائما للإدارة الذاتية، وحق تقرير المصير، ودعمًا لتمسك المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل عن الجنوب في أي مفاوضات للحل السياسي النهائي للأزمة في اليمن.

الرسائل السياسية أكدت على حق أبناء حضرموت في السيادة على أرضهم وثرواتها النفطية واستعادة الموارد المنهوبة، وفي طليعتها استعادة ميناء الوديعة البري، ودعم قوات النخبة في اجتثاث التطرف والإرهاب الذي يعبث بوادي حضرموت ومدن الجنوب الأخرى.

أحمد سعيد بن بريك، رئيس الإدارة الذاتية للجنوب، أكد أن هذه المليونية جاءت تأييدا للإدارة الذاتية، معتبرا أن إعلانها في محافظة حضرموت ساحلها وواديها، أتت ليقول أبناء الجنوب من خلالها لقوى الفساد: "ارحلوا من أمامنا، ارحلوا لنسير من أجل إنقاذ هذا الشعب، فلا يجوز أن تكون محافظة حضرموت وهي تنتج ما يوازي 120مليون دولار شهرياً وتحرم من الكهرباء والماء!".

تصريحات بن بريك مهدت الطريق لاستعادة وادي حضرموت من قبضة قوات عسكرية تدين بالولاء لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، وكذا نحو استعادة ميناء الوديعة البري الذي تسيطر عليه حكومة مأرب الإخوانية، وتذهب موارده إلى بنك مأرب المنفصل عن بنك عدن المركزي.

لكن إجمالا تؤكد حضرموت على أن مشروع "هادي" - الذي أقره عقب انتهاء مؤتمر حوار صنعاء الفاشل في العام 2014م، بتقسيم الجنوب إلى إقليمين، في محاولة لضرب المشروع الوطني الجنوبي - قد لفظته تظاهرة السبت، وحددت مستقبل الحكومة اليمنية، وبدأت العد التنازلي لرحيل السلطة التي كانت سببا رئيسيا إلى جانب الحوثيين في إنتاج الحرب المدمرة. وإنهاء حكم هادي، تبدو أيضا رغبة إقليمية في وضع النهاية الحتمية للحرب المدمرة التي كان مخطط لها أن تستعيد اليمن الشمالي من قبضة الذراع الإيرانية، قبل أن يحرف حلفاء الرئيس المؤقت بوصلتها صوب الجنوب الذي استطاع هزيمة المشروع الحوثي.

 

انتفاضة شعبية بأبين تعزز مكاسب الجنوب العسكرية

بدورها شهدت محافظة أبين، وبالتحديد مديرية لودر، مظاهرات داعمة للمجلس الانتقالي الجنوبي وتنفيذ الإدارة الذاتية بالمحافظة، وهو ما يشكل تعزيزًا للمكاسب العسكرية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة مليشيات الشرعية بالمحافظة على مدار الشهرين الماضيين، وبدا أن التظاهرة تعد أول تعبير شعبي عن انتصار الإرادة الشعبية بأبين.

نجاح المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين لم يكن فقط عسكريا بل إنه استطاع أن يستعيد أبين لتظل عضدا جنوبيا غير قابل للانكسار، وهو أمر لاقى ترحيبا شعبيا من أبناء المحافظة الذين عبروا عن تقديرهم للجهود العسكرية، والتي جنبت المحافظة كثيرا من المخاطر الأمنية في ظل سعي الشرعية لاتخاذ المحافظة نقطة انطلاق نحو اختراق العاصمة عدن.

ويرى مراقبون أن خروج المظاهرات في أكثر من محافظة جنوبية لتقديم الدعم إلى المجلس الانتقالي يبرهن على أن الشرعية ليس لها حاضنة شعبية في الجنوب من الممكن أن ترتكز عليها من أجل تمرير محاولات احتلالها، وبالتالي فإنها لن تتمكن من البقاء فترات طويلة مهما طالت فترة الصراع الحالي، وأنها ستجد نفسها مرغمة على العودة إلى قواعدها الشمالية مجددا، حتى وإن جرى ذلك بتفاهمات مع المليشيات الحوثية.

ويذهب البعض للتأكيد على أن الشرعية أدركت أنها ستواجه انتفاضة شعبية حال أصرت على ارتكاب مزيد من الجرائم بالجنوب، ولعل انتفاضة أهالي سقطرى ضدها أبرز دليل على ذلك وأن ما حدث في سقطرى سيكون قابلا للحدوث في محافظات أخرى في القريب العاجل.

وكانت مديرية لودر بأبين، قد شهدت أمس الأول الأحد، تظاهرات شعبية حاشدة تأييدًا للإدارة الذاتية للجنوب، وخرجت الجماهير في مسيرات جابت مختلف شوارع لودر، بأعلام الجنوب وهتافات مؤيدة لإعلان الإدارة الذاتية، واستجاب الآلاف من المواطنين إلى دعوة القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بلودر للتظاهر تأييدًا للإدارة الذاتية.

ونجحت قوات الحزام الأمني في تأمين التظاهرات الشعبية التي شهدتها لودر بأبين، تأييدًا للإدارة الذاتية للجنوب، وجرى تطويق التظاهرات بـ4 أطقم من قوات الحزام الأمني، منذ بداية الفعاليات وحتى نهايتها.


#
#
#
#
#

شارك برأيك