آخر تحديث :الخميس 15 اغسطس 2024 - الساعة:02:33:10
صحف عربية: المشروع التركي في مواجهة حتمية مع دول المنطقة
(الامناء/وكالات:)

ينذر التصعيد التركي الحاد في ليبيا بأزمات ومشكلات لا حدود لها، قد تتجاوز حتى الصدام العسكري الذي تتوجه نحوه أنقرة بشكل واضح، خاصة مع احتدام الموقف حول مدينة سرت.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، أصبحت القاهرة في مرمى استراتيجية إقليمية معادية لها تتبناه تركيا وقطر وجماعة الإخوان تهدف لعرقلة نفوذها الإقليمي، في محاولة لتخفيف الضغوط على الساحة الليبية.

مواجهة حتمية

قال الكاتب يحيى الأمير في مقال له بصحيفة عكاظ السعودية، إن "المواجهة حتمية بين محور الاستقرار العربي في المنطقة والمشروع التركي التوسعي".
وأضاف أن "الرمز الأكبر في هذه المواجهة هو الجيش المصري العظيم، الذي مثل الصخرة الكبرى في وجه مشروع الإخوان في المنطقة، والذي أفسد على الأنظمة التركية والإيرانية والقطرية حلمهم بتوسيع مشروع الثورات العربية وإعادة تشكيل المنطقة".
وأوضح أن أردوغان لطالما أعلن عداءه السافر والواضح لمصر بعد ثورة 30 يوليو(تموز)، ومن يومها انتهى الحلم ولم تستطع عواصم التآمر أن تكبح آثار خيبتها، فانطلقت في محاولة البحث عن أي انتصار ضمن ذلك المشروع المدمر، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
وأشار إلى أن النظام التركي كان يوظف سوريا لخدمة أجندة وأهداف غير واضحة ولا مفهومة ولم تحقق شيئاً حتى لتركيا، سوى أن جعلتها في حرب مفتوحة في الشمال السوري وفي مواجهة مع حزب العمال الكردستاني، وفي مقابل ذلك تكبد النظام خسائر بشرية واقتصادية يكشفها الواقع الذي وصل له الاقتصاد التركي اليوم.
وتابع الكاتب أن "أبشع صور استغلال النظام التركي للقضية السورية ما فعله باللاجئين السوريين وكيف حول بعضهم إلى ورقة للتفاوض مع الأوروبيين، فيما حول البعض الآخر إلى مرتزقة يقاتل بهم اليوم في ليبيا".
وأردف قائلاً "ليبيا اليوم هي الفرصة الأخيرة لتحقيق آخر نصر مأمول مما تبقى من مشروع الثروات، فتحالف المال القطري مع العنجهية والأطماع التركية في المنطقة لمحاولة تسجيل آخر انتصار ممكن"، لافتاً إلى أن النظام التركي سيجد نفسه في مواجهة دولية وإقليمية وداخلية أيضاً، وسيزداد النظام القطري تورطاً وعزلة وسيؤسس محور الاستقرار لمستقبل جديد في المنطقة يحمي الدولة الوطنية ويحارب المشاريع التوسعية والمؤدلجة.

دعوة للحوار

ومن جهتها، حذرت دولة الإمارات من تفاقم الأوضاع في ليبيا عموماً وحول سرت بشكل خاص، مشيرة إلى أن طبول الحرب التي تقرع حول سرت في ليبيا الشقيقة تهدد بتطورات جسيمة وتداعيات إنسانية وسياسية خطيرة.
ودعت حسب ما ذكرت صحيفة البيان إلى الوقف الفوري للتصعيد ولغة الحرب وتغليب منطق الحكمة، والدخول في حوار بين الأطراف الليبية وضمن مرجعيات دولية واضحة، وتجاهل التحريض الإقليمي وغاياته.
وناشدت المجتمع الدولي أن يرسل رسالة واضحة لا لبس فيها إلى تركيا، مفادها أن سلوكها غير مقبول، كما دعت لممارسة كل الضغوطات الممكنة لتفادي إشعال الحرب، ولإفساح المجال لليبيا بالعودة إلى عملية سياسية خالية من الأعمال العدائية المدعومة خارجياً.
وأشارت الصحيفة إلى أن اهتمام الإمارات بإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، نابع من مسؤولياتها العربية ونهجها الواضح دائماً في حل النزاعات بالطرق السلمية، كما أنها تخشى من التدخلات الإقليمية الأجنبية في ليبيا، وتأثيرها كوسيلة لزعزعة استقرار العالم العربي.
وأوضحت أن تركيا تبحث عن أطماعها الخاصة في المنطقة، وأنها لا تريد أن تكون جسراً بين أوروبا والعالم العربي، بل تسعى إلى إشعال الفوضى والاضطرابات وممارسة الضغوط على العرب والأوروبيين، ونهب ثروات ليبيا عبر غزوها بالآلاف من المرتزقة الإرهابيين، الذي شهد العالم على نقل تركيا لهم من سوريا إلى غرب ليبيا.

سيناريوهات متعددة

وبدوره، قال الكاتب والباحث الليبي الدكتور جبريل العبيدي في مقال بصحيفة الشرق الأوسط، إن "مأزق معركة سرت المؤجلة أو المعلقة تعدد السيناريوهات وفرص الاحتمالات المختلفة؛ بين اندلاع المعركة والتوصل إلى تفاهمات جديدة لتجنب المواجهة".
وأضاف أن "تلويح القاهرة بالخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعد بمثابة إعادة ضبط التوازن المفقود منذ التدخل التركي السافر لصالح ميليشيات الإخوان في طرابلس، تحت عباءة اتفاقية خالفت جميع القوانين والأعراف وحتى اتفاق الصخيرات الذي تتمسح به تركيا في تعاملها مع حكومة الوفاق غير الدستورية، والتي تعدّ مجرد واجهة لميليشيات الإسلام السياسي".
وأشار إلى أن معركة سرت في نظر السلطان التركي المهووس، غزوة الغنيمة لحصر الإرث العثماني المزعوم في ليبيا، وعزمه على استعادة ما سماها أمجاد العثمانيين في ليبيا وبطولات بربروس وأتاتورك، فضلاً عن زعمه وجود أكثر من مليون شخص من أحفاد الأتراك في ليبيا؛ الأمر الذي كذبته الديموغرافيا الليبية والقبائل الليبية والتاريخ الليبي، كل هذا لا يعدو كونه حالة جنون سياسي.
وأوضح أن "ما قام به البرلمان الليبي بدعوته الجيش المصري للدفاع عن ليبيا ضد الغزو التركي، أمر قانوني مشروع تدعمه اتفاقية الدفاع العربي المشترك، خصوصاً ونحن نواجه عدواً مشتركاً جلب المرتزقة والإرهابيين لليبيا؛ ليس فقط لنهب ثروات ليبيا، بل لتهديد الأمن القومي العربي".
وذكر أنه في سبتمبر(أيلول) المقبل ستكون هناك محاكمة رمزية للرئيس التركي رجب أردوغان، بسبب تدخلاته السافرة في بلدان العالم والتسبب في نشر الفوضى عبر تدريب وتسليح ونقل المرتزقة عبر العالم، والتصرف كزعيم ميليشياوي مافيوي بدلاً من تصرفه على أنه رئيس دولة، خطوة قد تؤسس لملاحقة قضائية جادة للسلطان المهووس بالفوضى.

خطابات استفزازية

وأما الكاتب محمد أبو الفضل، فقد تطرق في مقال له بصحيفة العرب اللندنية إلى المفردات الدعائية الاستفزازية التي أصبحت سمة في الخطاب الذي تتبناه تركيا وقطر وجماعة الإخوان في الأزمة الليبية تجاه خصومهم الرئيسيين لا سيما مصر.
وأوضح أن هذا الاتجاه لم يعد قاصراً على مواقع التواصل الاجتماعي المنفلتة، ووسائل الإعلام التي تنتهج خطاً عدائياً لمصر، بل غلب على تصريحات الكثير من المسؤولين سواء في تركيا أو ضمن حكومة الوفاق في طرابلس، ، في مطابقة كبيرة للمصطلحات التي تروّج لها جماعة الإخوان والتي تكررها قناة الجزيرة بلا ملل.
وقال إن "هناك تكاملاً وانسجاماً بينهما، وفقاً لخطة ترمي لممارسة أقصى ضغوط نفسية ممكنة على مصر، وتتعمد صياغة منظومة محكمة تضخّم من الدور التركي وأهميته في ليبيا، وتقلل من الدور المصري وتجاوز حيويته وعافيته الراهنة، من حيث القوة والمشروعية وحجم التأييد الشعبي والقدرة على التأثير المادي والمعنوي".

وأشار إلى أن جماعة الإخوان أعدت بالتنسيق مع تركيا وقطر مؤخراً مكونات خطاب يستهدف مصر وحلفاءها، يقوم على وضع ملف الحريات وحقوق الإنسان في الواجهة، والتركيز على استهداف القيادات الكبيرة ومتابعة تصريحاتها بتعليقات ساخرة، وتحريض الدول الغربية على ذريعة إنقاذ الديمقراطية المغدورة في ليبيا، لصرف الأنظار بعيداً عن الإرهابيين ومن يقدمون الدعم السخي إليهم.
كما لفت إلى أن هؤلاء يريدون وضع مصر دوماً في حالة الدفاع عن النفس، وتجريدها من المبادرة، واستغلال التريث الذي تبديه في التعامل مع ليبيا لصالحهم، ومحاولة توجيه الأضواء على سد النهضة كأزمة وجودية، بينما الغرض تخفيف الضغوط على الساحة الليبية.
واختتم الكاتب مقاله قائلاً "أنقرة لا تريد الدخول في صدام عسكري مباشر مع القاهرة في أيّ من بؤر الأزمات المشتركة، لذلك تلجأ إلى الدخول في تراشقات ومناوشات وتجاذبات معنوية قد تقود إلى انعكاسات مادية، وهو ما دفعها إلى رفع مستوى الخطاب الدعائي، كسلاح يدغدغ مشاعر أتباعها ويراكم الضغوط على مصر".


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل