آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:15:56:26
قيادي في الانتقالي يبعث برسالة إلى الرئيس هادي بشأن تنفيذ اتفاق الرياض
(الامناء/ خاص )

 

بعث د. عيدروس نصر رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي برسالة شخصية للرئيس عبدربه منصور هادي بشان إتفاق الرياض.

جاء ذلك في منشور كتبه على حسابه الرسمي بالفيسبوك ونعيد نشره كما جاء 
: من أجل تنفيذ إتفاق الرياض ..
(رسالة شخصية إلى الأخ رئيس الجمهورية)


فخامة الأخ المشير عبد ربه منصور هادي 
رئيس الجمهورية اليمنية       المحترم
تحية طيبة         وبعد
نعلم وتعلمون أن تشكيل حكومة (أي حكومة)  في اليمن يمثلُ معضلة بدلا من أن يكون خطوة لحل مشكلات فشلت سابقتها أو سابقاتها في حلها، وفي الغالب الأعم يخضع تشكيل أي حكومة لمجموعة من الاعتبارات ليس بينها الكفاءة والمهنية والمهارة والخبرة، دعك من النزاهة والإخلاص للوطن التي ليس لها ضرورة في معظم الأحيان، وهذا بطبيعة الحال لا يعني عدم وجود وزراء بالصدفة يتحلون ببعض تلك الخصال الحميدة.
كان هذا في الظروف الطبيعية لليمن أما عندما تكون الحكومة حكومة منفى، وفي حالة حرب مع طرف انقلابي يستمد دعمه من دولة خارجية وينفذ مشروعها، وبين أطراف الحكومة المراد تشكيلها حرب أخرى، يراد إطفائها، ومع الرئيس كما تعلمون، تحالف متعدد المشارب والتنويعات والأجندات فإن تشكيل الحكومة  يغدو معجزة أقرب منها الحصول على لبن العصفور.
وتكمن المفارقة يا فخامة الرئيس!
 في أن المطلوب تشكيل حكومة مناصفة بين الجنوب المحرر، الذي حرره أبناؤه بتضحياتهم التي يعترف بها خصومهم وأصدقاؤهم وبدعم سخي من الأشقاء في التحالف العربي لا ينكره إلا الجاحدون، وشمال لم يتحرر منه إلا أقل من 10% يتنازع النفوذ عليه أنصار الشرعية أنفسهم، وهذا الشمال يريد نصف الحكومة  ليحكم بها الجنوب المحرر.
 ولكم أن تتخيلو يا فخامة الرئيس!
عندما يكون وزير الصحة مثلا من محافظة ذمار أو صعدة أو حجة أو المحويت المخلص غالبية أهلها أيما إخلاص للمشروع الحوثي ليتولى ملف الخدمة الطبية في المناطق التي يهاجمها أهل محافطته ويصدرون الموت لأهلها : كيف سيكون شكل المشهد؟  
. . .وينطبق ذلك على بقية الوزارات التي ينص اتفاق الرياض على توليها من قبل وزراء شماليين، وبمعنى آخر حكومة نصفها من الشمال (هكذا نص اتفاق الرياض) لتحكم الجنوب، أين المنطق في هذه الصيغة؟ والأسوأ من هذا عندما يأتي وزير مخبر أو عسكري كان حتى وقت قريب يوجه جنوده بقتل أبناء الجنوب طوال أعوام 2007-2015، وحتى 2017م ليمارس سلطته عليهم، لأنه بالتأكيد لن يمارس أية سلطة في مناطق الشمال الخاضعة للطرف الانقلابي.
أعتقد أن هذه الفقرة في اتفاق الرياض ينبغي أن تعدل لتشمل الآتي:
• تشكيل حكومة كفاءات من 24 وزير من أبناء الجنوب نصفهم يختارهم المجلس الانتقالي من أنصاره وحلفائه، ونصفهم يختارهم رئيس الجمهورية من أنصاره  في الأحزاب التي تقول أنها تدعمه.
• بالنسبة للوزراء الذين سيخرجون من التشكيلة الحكومية الحالية فإنه يمكن حل مشكلتهم من خلال تكليفهم بمهمات قتالية بحيث يتحركون إلى محافظاتهم في الجبهات الشمالية لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الحوثيون، ويمكن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بينهم مع وزارة الدفاع ورئاسة الأركان ليقوموا بحشد المواطنين كل في محافظته، مع احتفاظهم بدرجاتهم الوظيفية (درجة وزير)، كما يمكن إحالة بعضهم إلى عضوية مجلس الشورى.
• لا بأس أن يكون رئيس الوزراء ووزيران أو ثلاثة من حصة الرئيس من المناطق الشمالية المحررة مثل مدينة  مأرب ومديريات تعز والساحل الغربي المحررة.
فخامة الرئيس!
إن الظرف الراهن بالنسبة للإخوة في الشمال هو ظرف استعادة العاصمة ومعها استعادة الدولة ولا ينبغي أن يكون ظرف تدبير مصدر للرزق وتحسين مستوى المعيشة وبالتالي فإنني لا أرى مبرراً لتشبث البعض بمنصب الوزير وكأنه الغاية وليس باعتباره وسيلة لتحرير الأرض والإنسان بالوسائل المتوفرة سلماً أو حرباً.
وبهذا المناسبة أحيي الزملاء الذين قدموا استقالاتهم من وزاراتهم وكنت أتمنى أن يكون سبب الاستقالات هو الزهد والتواضع وليس كما فعل البعض، احتجاجاً على ما أسموه تدخل التحالف العربي وخصوصا من الشقيقتين السعودية والإمارات، هذا التحالف الذي دعوه بأنفسهم وهللوا لحضوره أكثر من ست سنوات.
والسلام تحية



شارك برأيك