آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:05:14:04
صحف عربية: تصفية الهاشمي رسالة إيران للكاظمي ودعوة لطرد تركيا من ليبيا
(الامناء/وكالات:)

لا تزال تداعيات اغتيال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، تخيم على المشهد السياسي العربي، خاصة بعد ظهور أدلة جديدة تؤكد تورط ميليشيا كتائب حزب الله العراق فيها.
من جهة أخرى، أشارت صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، إلى تداعيات الغزو التركي لليبيا، وما قد يأتي بعد ذلك، حسب أجندة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي كتبت بحبر الإخوان.
رد بالدم
أكد ساسة عراقيون لصحيفة العرب اللندنية، أن تقديراتهم تربط بين اغتيال الهاشمي والإطاحة بفالح الفياض من منصبي مستشار الأمن الوطني ورئيس جهاز الأمن الوطني، مشيرين إلى أن إيران ردت على قرار رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي ضد الفياض باغتيال الهاشمي.
وقال مراقبون للصحيفة، إن "الميليشيات التابعة لإيران ضربت أكثر من عصفور برصاص اغتيال الهاشمي، فهي تخلصت أولاً من صوت كثير الإزعاج وشديد التأثير في توجيه الرأي العام المضاد لها، وثانياً أرسلت رسالة إلى كل من ينقدها تفيد بأنه قد يلقى المصير نفسه".
ولفت المراقبون إلى أن "فشل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تقديم قتلة الهاشمي إلى العدالة، قد يطيح بآخر فرصه لبناء علاقة ثقة متبادلة مع الشارع العراقي، الذي وجد في رئيس الوزراء الجديد، ساعة تكليفه، خروجاً عن المألوف في عالم السياسة".
جمهورية الخوف
من جانبه، تساءل الكاتب الصحافي مصطفى فحص، صحيفة الشرق الأوسط، هل كان القناص أو القاتل المُلثم "يدرك الفرق بينه وبين ضحيته، بين من يخفي وجهه ليغطي فعلته ومن يشهر وجهه ويقول كلمته؟".
وأضاف "لا أحداً في العراق يعرف تفسير الخوف بقدر ما يعرفه مصطفى الكاظمي، وهو الذي كان كتاب "جمهورية الخوف" جزءاً أساسياً من تكوينه السياسي والمعرفي، فقبل أن يكون رئيساً لجهاز المخابرات، عمل الكاظمي لعقد من الزمن على تدوين وتوثيق وتسجيل جرائم النظام السابق، وجمع ذاكرة شفوية لعشرات الآلاف من ضحاياه، وطالب بتطبيق العدالة لهم وليس الانتقام، وهو الآن مطالب أيضاً بتطبيق العدالة لصديقه هشام، وكل الذين سقطوا برصاص الملثمين والقناصين، لحماية من تبقى في بغداد ومدن العراق الأخرى ممن يؤمنون بخيار الدولة والسيادة والعدالة".
وقال فحص: "هو ليس الاغتيال الأول ولكن يجب أن يكون الأخير، وليكون كذلك على القائمين على الدولة ألا يترددوا في استخدام ما يملكون من أدوات القوة والسلطة والعدالة، حتى لو كانت الكلفة مؤلمة وكبيرة لحماية ما تبقى من العراق من الفوضى التي لن تتردد في اغتيال كل من يشبه هشام".
غزو رسمي
وعلى صعيد تداعيات الأزمة الليبية والغزو التركي، قال عبدالمحسن حمادة في صحيفة الجريدة الكويتية: "تحت أي مسمى تخوض تركيا الحرب ضد الشعب الليبي؟ تدعي أنها جاءت بناءً على طلب من حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وهي تعلم أن هذه الحكومة فقدت شرعيتها بعد أن سحب منها البرلمان الليبي المنتخب من الشعب الليبي غطاء الشرعية وأصبحت لا تمثل إلا نفسها".
وأضاف "بدأ التدخل التركي لمد المتطرفين بالأسلحة والعتاد منذ 2013، وضُبط كثير منها من قبل السلطات اليونانية، والمصرية، والجيش الليبي، ولكن الغزو التركي اليوم لم يعد مخفياً ولا مختبئاً بل هو علني جواً وبحراً، ونُقل آلاف المرتزقة والإرهابيين من سوريا وتركيا بطائرات تركية على مرأى ومسمع من العالم، وجاء الغزو التركي لليبيا ليذكر الليبيين بزمن الاستعمار التركي البغيض المكروه من الليبيين وجميع العرب".
وتابع حمادة "لا غرابة أن يتعاون الإخوان مع الغزاة الأتراك، فالجماعة منذ نشأتها وهي جماعة مشبوهة، ولا تؤمن بالولاء للوطن وكما قال مؤسسهم الأول، الوطن حفنة من تراب، وهذا رأي مرشدهم في الوطنية، كما يكرهون الجيش الوطني الذي يدافع عن الوطن ويسعون إلى تدميره لتأسيس قوة موالية للجماعة على غرار الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، فولاؤهما للمرشد وليس للدولة، والجماعة تردد قول المرشد وقادتهم أكثر من اهتمامهم بالنبي وأصحابه، ولسنا بصدد سرد تاريخ الجماعة ومساوئها فقد نخصص له مقالات أخرى، ولكن أردنا أن نشير فقط إلى موقفهم المعيب المؤيد للغزاة".
طرد تركيا من ليبيا
من جهته، حذر حمود أبو طالب، في صحيفة عكاظ، من تدخلات تركيا في ليبيا قائلاً: "في وضع كهذا يمثل خطراً وجودياً لكل العرب لا مكان للدبلوماسية والاعتبارات السياسية. عندما وضعت السعودية خطاً أحمر في اليمن للميليشيا الحوثية وإيران، ولم يُستوعب أعلنت المملكة للعالم بداية العمليات العسكرية في اليمن لتحجيم إيران، والحفاظ على الشرعية، وصيانة الهوية العربية لليمن. ليس هناك خيار عندما يصبح الخطر قريباً من بابك، ولا مجال للتكتم عن ممارسة حق يكفله القانون الدولي للدفاع عن النفس بمنع تهديد مباشر".
وقال: "هكذا يجب أن يكون الأمر، نحن في حرب وجود حقيقية، يجب أن نخوضها بشجاعة مكشوفة لأنه لن يخوضها أي طرف نيابة عنا، ولن تردع المعتدين أي جهود أو مبادرات سياسية كما أثبتت لنا التجارب. والعدو التركي يمارسها معنا علناً ويصرح بأهدافه بصلف مكشوف يتباهى به، فمثلما تشكل تحالف عربي في قضية اليمن، فليتشكل تحالف لطرد تركيا من ليبيا، وبتر أصابعها في المواقع الأخرى التي وصلت إليها".


 







شارك برأيك