آخر تحديث :الاحد 24 اغسطس 2025 - الساعة:00:42:30
جيش لحج الأبيض يخوض معركة الحياة أو الموت مع جائحة كورونا ويحقق الانتصارات "تقرير"
(الأمناء / تقرير  / عبدالقوي العزيبي:)

منذُ وقت مبكر عكفت قيادة محافظة لحج على ترتيب وضعها الصحي الميداني وخوض معركة الحياة أو الموت بإمكانيات محدودة مقارنة بالدعم الدولي والعربي الذي يقدم لبعض المحافظات لمواجهة جائحة كورونا كوفيد 19، ومع ذلك استطاع جيش لحج الأبيض الصمود في ميدان المعركة من أول حالة مصاب  في تاريخ  4 مايو وإلى اليوم، ولقد بلغ عدد الحالات المصابة  98 حالة  منها 23 وفيات  6 تعافي، مع أنه احتمال ظهور أول حالة اصابة بكورونا في لحج بتاريخ 24 أبريل 2020.

 

دور السلطة المحلية

لقد تمكنت سلطة لحج من إنشاء محاجر صحية منها في مركز العاصمة الحوطة وفي بعض المديريات  وبتعاون سلطات المحليات في كل مديرية وبإشراف مكتب الصحة بلحج، وكان من أبرز المحاجر الصحية استقبال للحالات محجر مستشفى ابن خلدون وبكادر طبي محلي وليس أمميا، ولقد استطاع القائمون على المحجر تحقيق النجاح وإلى اليوم،  كما أن مستشفى ابن خلدون هو الوحيد داخل عاصمة المحافظة ظل مفتوح الأبواب ويستقبل المرضى المصابين بالحميات التي انتشرت مؤخراً، محققاً  صمودًا أسطوريًا وملحمة بطولية يخوضها جيش لحج الأبيض مجسداً من خلالها الإخلاص والأمانة في العمل الإنساني والأخلاقي مع أن الإمكانيات شحيحة ولكن الإرادة قوية بالإيمان.

 

الحوطة وتبن موبوءتان

مع ارتفاع عدد الحالات المصابة بكوفيد 19 وبعض الأوبئة الأخرى، عقدت في شهر رمضان قيادة المحافظة اجتماعا طارئا بحضور اللجنة الفرعية والفنية والقيادات الأمنية لمناقشة  خطورة الوضع صحياً وتمخض الاجتماع بإعلان لحج محافظة موبوءة، وعلى اعتبار مديريتي تبن والحوطة موبوءتان، وأطلقت مناشدات عاجلة بدعم المحافظة بالأجهزة وكافة مقومات العمل الطبي الصحي لمواجهة الجائحة وقبل حدوث الانفجار الكارثي بانتشار الوباء في المحافظة وعدم السيطرة على الوباء القاتل.

 

اجتماع تجاري إنساني

كما وجهت قيادة المحافظة مطلع الأسبوع الماضي دعوة لرجال المال والأعمال في لحج إلى عقد اجتماع لمناقشة إمكانية تعاون القطاع الخاص في مساندة السلطة لمواجهة الوباء المنتشر، وتمخض الاجتماع بتشكيل لجنة من القطاع الخاص وفتح حساب مالي لاستقبال التبرعات المالية ورفد المحاجر بالإمكانيات التي تساعدهم على نجاح عملهم الإنساني ومحاصرة الوباء والقضاء عليه بأقل مخاسير بشرية، وهكذا هي لحج دائما سباقة إلى فعل الخيرات عند حدوث الكوارث والأوبئة.

 

تشغيل الوحدات الصحية

مع انتشار الحميات وزيادة عدد المرضى ومن أجل التخفيف من الضغوطات التي تواجه مستشفى ابن خلدون اقرت قيادة المحافظة تخصيص 10 وحدات صحية في مديرية تبن للعمل نوبتين صباحا و مساءً، ورفدها بالأدوية والمستلزمات الطبية، فكان لهذه الخطوة المباركة أثر طيب في تخفيف معاناة المرضى  .

 

مستشفى الوهط والحمّيات

منذُ قبل رمضان وإلى ما بعد رمضان ومستشفى الوهط يستقبل حالات مرضية لم يشهدها بعهده منذ تأسيس المستشفى، وكان معظم المرضى يعانون من وباء المكرفس والذي نال نصيب الأسد من بين كل الأوبئة ولم يخلو أي منزل في لحج  من الإصابة بهذا المرض  بشكل جماعي أو جزئي، وجاء عيد الفطر وبعض الأسر اللحجية في حزن شديد لفراق بعض أفرادها أو الأقارب  نتيجة الوفيات بسبب انتشار الأوبئة والجائحة،  فكان عيد الأحزان بالنسبة لمعظم الأسر مع الإيمان بقضاء الله وقدره.

 

المجحفة في خطر!

زيادة الوفيات التي تحدث بداخل قرية المجحفة مديرية تبن بلحج ، أوجدت الشك في أسباب الوفيات وخصوصاً أن هناك وفيات لعدد من أفراد الأسرة، مما دفع بمكتب الصحة تشكيل فريق طبي للنزول إلى منطقة المجحفة  ومعرفة الأسباب، فهل الجائحة اختارت المجحفة لكي تكون بؤرة الانتشار ؟ والإجابة على هذا السؤال سوف يكشفها الفريق الطبي. 

 

 

من منزل إلى مستوصف!

وفي منطقة الرباط بمديرية تبن حكاية يخلدها التاريخ بقيام الشيخ ياسر العزيبي بافتتاح أبواب منزله لتقديم الخدمات الطبية لمعالجة مرضى الحميات ومجاناً من خلال الفحوصات والأدوية،  كما يمتلك سيارة إسعاف خاصة لنقل الحالات الحرجة إلى مستشفيات في عدن،  ويواجه في هذا العمل الإنساني معوقات بحركة تنقل الإسعاف ليلاً مما يتطلب من قيادة المحافظة في لحج وعدن تعزيز عمله الإنساني بخطاب يسمح حركة الإسعاف ليلاً عند وجود حالات مرضية يتطلب إسعافها إلى أقرب مستشفى في لحج أو عدن  .

 

"مدحي" نموذج للعمل الإنساني

يتجلى جلياً الإخلاص والأمانة وتقوى الله في العمل لخدمة المرضى في شخص الدكتور مدحي والذي أصيب بالوباء وخضع مبكراً للعناية الصحية وتعافى بإذن الله، ولم يهرب كبقية الأطباء - والله المستعان - وإنما دخل المعركة، وكان قائداً عظيما يقود الجيش الأبيض في لحج نحو النجاح وإلى جانبه اختصاصي التنفس الصناعي  الدكتور صبري عميس وعدد من الكوادر الصحية في المحافظة، هؤلاء فعلاً يستحقون لقب ملائكة الرحمة وقادة عظماء لأي جيش أبيض.

 

ملف مثقل بالأسرار  

لا بد وأن ينتهي خطر الجائحة في لحج بقدرة الله تعالى،  ومع ذلك سوف تخلف الجائحة ملفاً مثقلاً بالعديد من الأسرار والتي  ربما لن يتم البوح عنها أو تسريبها إعلامياً  وفي كل الحالات سيخلد للمحافظة انتصار على الجائحة بكادر طبي محلي وليس أمميا،  وهذا يعد أكبر منجز طبي تفتخر به لحج بكوادرها الطبية والتي خاضت معركة التحدي وجهاً لوجه مع الجائحة بإمكانيات محدودة وبأقل مخاسير بشرية ولله الحمد والشكر.

 

دور المنظمات سلبي

لقد اختفت تلك الأساطيل من السيارات بآخر الموديلات التي كانت تتبختر داخل المحافظة لتقديم الدعم، والذي منذ خمس سنوات لا يوجد له أي أثر ملموس،  فلقد اختفت معظم المنظمات من دعم المحافظة في قطاع الصحة مع انتشار الجائحة، وانحصر الدور فقط على منظمة الصحة العالمية بالرغم أنه لم يكن يرتقي إلى الحجم المطلوب صحياً وطبياً، ويبقى السؤال: ما دور تلك المنظمات إذا كانت لحج بأمسّ الحاجة لها ولكنها اختفت عن المشهد الصحي؟! هل دورها إنساني أم أنه غير إنساني قد يكون محل شبهة؟!

 

الفرج قريب

يتوقع عامة الناس أن يحدث الله تعالى فرجا قريبا برفع الوباء والابتلاء عن لحج وأهلها  وتعود الحياة الطبيعية الى مجرها الصحيح والسليم،  وحال حدوث ذلك لا بد لقيادة المحافظة إقامة مهرجان طبي لتكريم الجنود المجهولين قادة وأفرادا في جيش لحج الأبيض تقديراً وعرفاناً لدورهم الإنساني في العمل وبما تراه المحافظة.

 

استمرارية الدعم الصحي

لا تزال محافظة لحج تنتظر أن يقدم لها الدعم لمواجهة الجائحة وبشكل متكامل وكافٍ من قبل منظمة الصحة العالمية والأخوة الأشقاء بقادة دول التحالف العربي حتى تتمكن المحافظة من السيطرة على عدم انتشار الوباء والقضاء عليه من خلال تعاون الجميع لمجابهة الجائحة.


#

شارك برأيك