آخر تحديث :الجمعة 14 فبراير 2025 - الساعة:01:15:31
عفّاج مضاربة لحج.. تشرب مياه مالحة وتغط في ظلام دامس
()

يعيش أهالي قرية العفّاج التابعة إداريا لمديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة عدن  ظروفا قاسية وصعبة ازدادت ترديا مع حلول شهر رمضان المبارك الذي تزامن مع انقطاع الكثير من الخدمات في المنطقة وخصوصا في جلب المياه والذي أصبح أكثر أعباء على النساء اللواتي يحملن من أماكن بعيدة ومتفرقة وعلى رؤوسهن أو بالوسيلة القديمة بالنقل على ظهور الحمير.

معاناة استثنائية يعيشها أهالي قرية العفاج بمديرية المضاربة بلحج، بسبب عزلتهم وغياب الخدمات لقريتهم والتي تزداد يوما تلو الآخر، وفيها الكثير من الفقراء والمساكين الذين غلب عليهم الفقراء وهناك البعض الآخر من هو مستور الحال  لتحسين حال أسرته، فحياتهم مهددة بالخطر بكل أساليب المعاناة، فالأهالي منتظرين تنفيذ مشروع المياه الذي مضى عليه عدد من الأشهر وأصبح القائمون عليه في تماطل وغموض  ووعود عرقوبية  حتى اللحظة سكان قرية العفّاج لم يفلحوا بشربة ماء من مشروعهم الجديد ،مقاولون مختفون  وسلطات متغاضية.

مشروع مياه متوقف

أصبح أهالي تلك القرية في انتظار لتنفيذ مشروع المياه الذي انتظره الكثير من الأهالي  ولكن تبخر مع  القائمين المتعاقبين عليه رغم أن الأهالي في قرية العفّاج وجهوا عدد من المناشدات إلى سلطات المحافظة بلحج إلا أن  الأمر ازداد إهمالا ،ومضت الأشهر والمشروع مازال  متوقف ولم يستكمل المقاول المنفذ مهمته التي التزم بها، فهم منتظرون لهذا المشروع ولعله يعود بالنفع للقرية إلا أن القائمين  في تماطل في عدم تنفيذه ويردفون على الأهالي وعود عرقوبية في كل لحظة، فسكان قرية العفاج يعانون في جلب المياه ومن أماكن بعيده وفوق رؤوس النساء  أو على ظهور الحمير والقرية في افتقار لعدد من المشاريع، ومصادر المياه التي يجلبوها من أعماق الآبار تأتي من مصادر غير ملائمة وبعضها مالحة  بسبب وجود الآبار في أماكن مكشوفة وهذا ما سببت  لهم الكثير من الأمراض وخصوصا في شهر رمضان المبارك الذي  أصبحن النساء في عمل مستمر لجلب  لمياه وسط أشعة الشمس إلا أن جميع أهالي القرية يقومون بنقل احتياجات المنزل أما على ظهورهن أو على الحمير وهي المساعدة لنقل البضائع ووصولها إلى المنازل.

البهائم.. وسيلة النقل

أصبحت البهائم الوسيلة الوحيدة للنقل لا يوجد في المنطقة أي وسيلة جديدة سوى تراكم المعاناة، كل وجهاء المنطقة أصبحوا في انشغال  بمصالحهم الشخصية وترك القرية  تعاني كل الأمور الصعبة، فالمعاناة يومية في ظل غياب كل الخدمات الأساسية ولهذا السبب جعل القرية معزولة وكأنها ليس من ضمن خريطة اليمن.

القرية في ظلام

خلافا للقرى التي وفرت لها  أعمدة الكهرباء في عموم مديريات محافظة لحج ومناطقها إلا أن الأمر يزداد تعقيدا لعدم وجود أي خدمة تبشر الأهالي بفرج الخير لا كهرباء ولا مياه ولا طرقات ولا صحة  قرية خالية من جميع الخدمات، رغم تكرار وعود المعنيين إلا أنها تبخرت وظلت حبرا على ورق فهي قرية بسيطة متواضعة ببساطة أهلها الطيبين إلا أن  هناك من يريد أن يدمر حواجز الخير فيها ويجعلها تعيش في ظلام مستمر  , شخصيات وثق بهم المواطنون حتى  جعل منهم رموزا تمثلهم في جميع المشاريع إلا أن الوعود  التي قدمت من قبلهم لم تر النور وذلك  لانشغالهم بأمور  شخصية أخرى   في جمع الأموال لأسرهم لا غير، فتلك القرية لم تعرف النور قط فسكانها يعتمدون على الفانوس كسراج ليضيء لبضع الدقائق وينطفئ وهكذا تستمر معاناتهم يوما تلو الآخر  .

 المجلس المحلي في القرية نائم

لكل قرية عضوٌ في المجلس المحلي و هو المحرك  في تنفيذ المشاريع وسرعة تنفيذها ففي قرية العفاج يوجد عضو في المجلس المحلي ولكن منذ أن تم ترشيحه وتنصيبه عضوا للقرية  لا يرى الأهالي منه أي خير سوى  القعود في منزلة وأصبح في سبات لا يحرك ساكنا مشاريع  لا يعلم بها واجتماعات متغيب عنها  فقط اسما , حياته مقصورة بأموره  الشخصية  وترك أهالي القرية في مزبلة الفساد المستنقع  دون أن يراجع نفسه يوما بما هو مكلف عنة، وضع كل أهالي القرية ثقتهم فيه  ووعدهم بعدد من المشاريع قبل أن يفوز في الانتخابات المحلية ولكن بمجرد فوزه  اتخذ فرصة وحيدة وهي تلك الوعود العرقوبية دون أن يلاحظ يوما بأنه من أبناء  القرية ومن أقرباء  الأهالي  فوجوده  كعدمه لا يحرك أي ساكن  سوى مواكبة المشاكل وتعددها  دون أن يشعر بالخجل، وهذا مما جعله أن يفي بوعده للناخبين من القرية.

وحدة صحية  بلا أدوية

العجيب في الصحة أنها وفرت مساعد طبيب في القرية ووحدة صحية  تتبع أحد الشخصيات في المنطقة كانت  قديما منزلا وتحولت إلى وحدة صحية قدمها رجل خير في المنطقة يدعى طه أحمد علي سيف، نظرا لظروف الأهالي  وصعوبة العيش قدم منزله لسكان القرية بأن يكون وحدة صحية  لعدم لتوفر مشفى قريب من القرية وكل القرى المجاورة لهم وهب تلك المنزل ليكون معالجا لجميع الأسر، ولكن الغريب في ذلك  أن الوحدة الصحية بلا أدوية وتفتقر لعدد من الأدوية  ومهملة لدرجة كبيرة من قبل القائمين بأمورها والصحة في المديرية لم تراقب ذلك العمل الذي أصبح  مماطل لعدم توفير الأدوية وكذا الدوام المتتالي من قبل المساعد الطبيب الذي وجد لمعالجة الأسر الفقيرة والميسورة فهو مزاجي في جميع  أموره لا يصحوا من نومه إلا في وقت متأخر وكأن ذلك ليس من مهامه  متغيب  عن الوحدة الصحية لا يحضرها إلا في وقت محدد في النهار  أما في أوقات المساء وفي الحالات المتضررة لا ينهض من بيته وهو في حالة نوم وما يلاحظ من قبله أنه وجد لتغير المزاج فقط ليس للمساعدة لجميع أفراد القرية  ،ومع مرور الأيام  فإذا بالنور يظهر في توفير وحدة صحية حكومية ولكن لم تستكمل حتى اللحظة ومازال المقاول يمارس عملة فيها، فهنا في قرية العفاج الموت إجهاضا هو المصير من لا يسعفهن الوقت ويسر قدوم سيارات"الانجيز"إلى مشافي المدينة وكذا هو حال باقي المرضى العاجزين عن السير لكن المضحك في الأمر أن تلك الوحدة الصحية المتواجدة في القرية لم تنقذ أحد حتى مشفى المديرية "الشط" حالة كحال الوحدة الصحية في القرية فقد أصبحا عملتان واحدة في موت البشرية فقط لا إنقاذهم، فأقصى خدماته تظل موسمية في حملات اللقاح السنوية أو الفصلية غير أن الأهالي يؤكدون أن وعورة الطريق الواصلة بين الوحدة الصحية وبعض المناطق الأخرى القريبة  والبعيدة منه يجعل أفراد حملات التطعيم تلك يؤجّلون يوما بعد أخر حتى تنقضي الفترة المحددة واللقاحات المتوافرة ما يدفع بالأهالي إلى جلب أطفالهم إلى مراكز أخرى أو  مشيا على الأقدام إلى  الوحدة الصحية الخالية من  خدمات العلاج لتلقيح أطفالهم  لعدم ضياع فترة التلقيح والبعض الأخر من الأسر ممن يتجاهل اللقاح برمته.

الرحلة باهظة الثمن

عندما تسال أهالي القرية عن البعد والرحلة بين القرية والمدينة لعدم وجود طريق معبد يربط القرية بالطريق العام المار بخط عدن الحديدة، فهنا تجد الجواب في رحلتهم الشاقة أكثرهم لا يذهب للمدينة إلا وفي جيبه  أكثر من 10 ألف ريال  منها مواصلات  وأخرى  للمأكل والمشرب حد قول الأهالي، رغم تزايد السعر في السفر من قبل بعض الميسرين ممن لديهم سيارات  نقل  تجد المعاناة  تتجلى في وعورة الطريق ووسط أتربة ورمال  وصحراء قاحلة  لا يوجد فيها أنيس ولا جليس سوى المشقة المتعبة فقط وبعدها عن المدينة مما جعل بعض الحالات  المرضية تموت في الطريق  لوعرة الطريق .

أطفال منسيون

أطفال قرية العفاج ليسوا كالأطفال.. ليس من حقهم اللعب لأن حياتهم مهددة بالخطر لعدم وجود أي وسيلة تساعدهم على اللعب أو النهوض إلى مراتب أعلى، وهذا ببساطة لأن واقعهم المؤلم اختار أن يطمس حقوقهم وأحلامهم بأن يعيشوا طفولتهم ويجعل هم معيلهم توفير قوتهم اليومي فقط.

وبمجرد الاقتراب من أحدهم تعرف حقيقة أطفال يعانون بحق، وبالنظر إلى أياديهم المشققة والتي يسيل منها الدم من قسوة الشقاء والمتاعب التي لحقت بهم، وهذا تحدثك عن فقر أسرهم واحمرار وجناتهم يخبرك أنهم من كوكب آخر غير الذي نوجد فيه، همّهم الوحيد قطعة خبز  يسدون به رمقهم في  درجات الحرارة المرتفعة، لكن لبساهم هو الآخر  يخبرك أن أهلهم لا حول لهم ولا قوة فهم يتأقلمون مع الزمان رغم قسوته  وظلم قيادته لهم إلا أنهم صابرون بكل ما يحدث من تقلب وتغيير، فهم لا يجدون أي مكان آخر للجوء إلية سوى الوقوف على مرارة العيش الذي كتب لهم في قريتهم العفّاج.




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل