آخر تحديث :الاحد 26 يناير 2025 - الساعة:23:53:22
محمد سعيد مسواط – ادريس حنبلة 1-2 ..صخرتان في مدماك الحركة النقابية العدنية
()

مقدمة

زخرت الحركة النقابية العدنية منذ العام 1935 (تاريخ انشاء جمعية النجارين) وحتى تأسيس اول كيان نقابي موحد في مارس 1956م (المؤتمر العمالي)، بكوكبة من الرواد : زين صادق الاهدل – محمد عبدالله الهندي – علي سكاريب – عبدالقادر الفروي – محمد سالم علي عبده – حسين باوزير – عمر كتبي عمر – عباد ناصر السلومي – احمد صالح الشاعر – ادريس حنبلة – محمد سعيد مسواط – عبدالله فارع فارع – عبدالقادر بيج – احمد طمبش – عبدالله عبدالمجيد الاصنج - محمد سعيد باشرين- نبيه ناصر علي يافعي (اول نقابية عدنية) – محمد يحيى ميسري ، كل هؤلاء ومعهم الكثيرين اثروا بنضالاتهم المجيدة تاريخ الحركة النقابية العدنية، والتي تأسست على اساس الانتصار للعمال والدفاع عن حقوقهم، وتحسين احوالهم المادية وشروط العمل المجحفة، وكثيرا ما تعرضوا للاعتقال والضرب والمحاكمات وتعرضت منازلهم للمداهمة والتفتيش، الا انهم لم يتهاونوا قط امام اية ضغوط او تهديدات، أكانت من الشركات والمؤسسات الاجنبية او السلطات البريطانية ، واذا استحضرنا لك التاريخ العطر والمفعم بالمآثر المجيدة والبطولية لهؤلاء القادة نتمزق الما للوضع النقابي المهلهل الذي نعيشه منذ عام 1994م، وحتى اليوم، فبعض النقابات اما قد تم احتوائها او انها فرخت، واصبحت نقابات (مؤدبة) يسودها الضعف والخنوع امام مدراء المرافق، والطامة الكبرى ان يشغل بعض سكرتيري لجان نقابية وظائف مدراء عامين؟ّ!! ودافعا على ان يحصلوا على حياة افضل، لم يبحثا عن منصب او مركز وعاشا بشرف يكللها ثرا ثارتهما المجيد المليء بالتضحية والاقدام.

اولا – المناضل محمد سعيد مسواط :

النشأة والمراحل العملية:

من مواليد مدينة الشيخ عثمان في عام 1930م درس المراحل الابتدائية والمتوسطة في كل من الشيخ عثمان وكريتر والتحق بمعهد بخت الرضا في السودان ونال دبلوما تربويا، عمل في عدة مجالات اهمها: عمله في سلك التدريس في المدرسة الحكومية الابتدائية (ابتدائية ردفان اليوم) ومدرسة النهضة الاهلية مدرسا ومديرا لها.

عمل في الصحافة ككاتب في صحيفة للبعث لصاحبها المناضل الفقيد "محمد سالم علي عبده" وسكرتيرا ومديرا للتحرير فيما بعد.

عمل اداريا في المصرف البريطاني والعربي فيما بعد لفترة بسيطة ، قبل تفرغه للعمل النقابي.

النشاط النقابي والسياسي:

انخرط الفقيد في العمل النقابي عندما انتخب رئيسا لنقابة البنوك وبعدها سكرتيرا لنقابة عمال القاعدة (البريطانية)، وأنتخب فيما بعد رئيسا لنقابة المدرسين، وباعتباره عضوا في مجلس المندوبين للمؤتمر العمالي، شارك وعلى مدى يومين (4-3 مارس 1956)، في الاجتماعات والمشاورات المكثفة بين القيادات النقابية في كريتر والتي تكللت بتشكيل اول لجنة تنفيذية وقيادية لمؤتمر عدن للنقابات، مكونة من (8) من كبار القيادات ، كان مسواط عضوا فيها، وفي 15 يوليو 1960م، كلف المجلس التنفيذي للمؤتمر العمالي لجنة من اعضائه كان من بينهم الفقيد – تولت مهمة اعداد التعديلات الدستورية المقترحة للمؤتمر العمالي انتخب "مسواط" رئيسا لها،واستمر في منصبه هذا حتى وفاته، مثل الحركة النقابية في مؤتمرات نقابية دولية في كل من مصر، لبنان، الهند، غانا وكان من مؤسسي الجبهة الوطنية المتحدة، وكلف باعداد دستور حزب الشعب الاشتراكي الا انه لم يشارك فيها نظرا لوفاته.

النشاط الصحفي والادبي:

كان الفقيد مثقفا وكاتبا متمرسا كما وصفه صديقه الفنان الراحل "المرشدي" في احد كتبه فالى جانب مقالاته الصحفية في صحف البعث – العامل – الحقيقي (1955 – 1962م) والذي انتقد فيها اوضاع مستعمرة عدن، كتب في مجال القصة القصيرة في الفترة من (1954 – 1956)، وتميزت كتاباته بالواقعية وبساطة الاسلوب واعتبر رائدا للقصة القصيرة وكان اتقانه للغة الانجليزية قد ساعده على ترجمة العديد من المقالات الصحفية التي تناولت اوضاع مستعمرة عدن في الصحف البريطانية.

اختطفته يد المنون وهو في ريعان شبابه (32 عاما) في 1962/4/28 وقد رثاه كل من المغفورين : محمد سعيد جرادة و ادريس حنبلة واحمد حسين المروني (د. خالد مسواط، 2010م: 7 – 22 – 157 – 184) (صالح احمد عيسى، 150 – 157) (هشام علي بن علي/ الموسوعة اليمنية، 2003م: 2681) (حمزة العطار، 2012م: الصفحة 6 صحيفة الامناء).

 

 

 




شارك برأيك