وصل بعد ظهر الثلاثاء الموافق 28 يناير 2020م إلى مديرية حالمين بلحج تحديداً منطقة الحسو المحاذية لحاضرة المديرية حبيل الريدة وفد رفيع المستوى قدَم من محافظة الـضـالـع ومن مناطق جنوبية أخرى يتصدره قيادات عسكرية وأمنية أبرزهم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالضالع العميد عبدالله مهدي والعميد مختار النوبي قائد اللواء الخامس دعم وإسناد والشيخ مـلـهـم الـجـبـرانـي والعميد عبيد لعرم قائد اللواء السادس صاعقة والقائد وضاح الحريبي ومن العمليات المشتركة محمد علي حمود ومدير عام مديرية جحاف صالح عبيد ومدير شرطة سناح السوجري ومن شرطة الضالع الأخ الجمل ومدير مكتب القائد النوبي المناضل محمود سيف مقبل وعدد من الشخصيات الوطنية البارزة وذلك لتقديم الإعتذار لأبناء حالمين كافة وأهالي منطقة الحسو خاصة على خلفية اقتحام المديرية بقوة عسكرية عقب إستشهاد قائد اللواء الأول مقاومة وليد سكره بساعات بدون تنسيق مع السلطات الأمنية في المديرية حيث داهمت القوة العسكرية عدد من المنازل في منطقة الحسو بطريقة غير مسؤولة ليس لها مثيل تجاهلت كل الأعراف والقوانين وروابط الإخاء والمودة على أثرها تم اعتقال نخبة من شباب الثورة الجنوبية ظلماً ليس لهم علاقة بالقضية نهاياً تم الإفراج عنهما فوراً

وشهدت حادثة الإعتداء العسكري غضب شعبي وتضامن مجتمعي واسع في المديرية حيث وقف جميع ابناء حالمين صفاً واحداً أمام هذه التصرفات التعسفية التي أثارت استنكارهم لكونها أنتهكت منازل المواطنين وروعت الأطفال والنساء في منطقة الحسو المغبونة من تلك التجاوزات الإنفعالية التي تهدد وحدة النسيج الجنوبي ، في الوقت الذي بذلت فيه السلطة المحلية والامنية في مديرية حالمين وكل شرفائها دوراً كبيراً في عملية البحث والتحري عن قاتل القائد وليد سكره من خلال محاصرة الأماكن المشتبه بها وأغلاق الطرقات الفرعية في المديرية حتى أعلنت القوات الجنوبية إنتهاء المهمة بين " الطفوة وثوبة " بالضالع .

وكان في أستقبال قيادات ووجاهات الضالع في منطقة الحسو هم : مدير عام حالمين المناضل عبدالفتاح حسين حيدرة والمناضل قاسم حمود مثنى عضو الهيئة التنفيذية بأنتقالي لحج وعضو الجمعية الوطنية العميد محسن احمد حسين ورئيس المجلس الانتقالي في المديرية العميد ناجي الكربي ومدير الأمن العام العقيد علي مثنى سعيد والشيخ حمزه شائف احمد ومشائخ واعيان وشخصيات اجتماعية وعسكرية وقيادية في منطقة الحسو وجمع غير من ابناء المديرية

وخلال مراسيم الإعتذار ألقى رئيس انتقالي الضالع العميد عبدالله مهدي كـلـمـة جاء فيها :قال جئناكم باسم كل قيادات ووجاهات ومجتمع الضالع تحت شعار الثورة الجنوبية لنقدم اعتذارنا لما بدر من تصرف من قبل بعض الشباب العسكريين في هذه المنطقة عقب قضية استشهاد البطل وليد سكره وقال مهدي أننا ندين هذه التصرفات وأسلوب اقتحام المديرية من قبل الشباب الطائشين بدون التنسيق أو الرجوع للسلطات في حالمين ، موضحاً في كلمته بان هؤلاء الشباب هما أولادكم وأولادنا جميعاً وهما الدرع الحصين للوطن الجنوبي يقدمون التضحيات على مدار الوقت في ميادين الشرف والبطولة دفاعاً عن عزتهم وعزة شعب بأكمله وهذا شيء قد حصل ولذلك أتينا إليكم بقلوب تحمل لكم كل معاني الوفاء والأعتذار ، مشيداً بمواقف ونضالات أبناء حالمين في كل الأحداث والجولات الجنوبية ، مشيراً بأن مثل هذه المشكلة لا يجب أن تتكرر مرة اخرى ولا يسعنا أمامكم إلا أن نقدم لكم الأعتذار الشديد فرداً فرداً وجميعاً محكمين وأنتم الحكم في الغلط الذي صار من قبل القوة العسكرية " وقد حظيت كلمة رئيس انتقالي الضالع بالترحيب الكبير من قبل أبناء منطقة الحسو وكل القيادات الحاضرة الذين اعتبروا مجيئهم بالموقف المشرف لإنهاء صفحة التداعيات وطمس آثار الأخطاء التي حصلت من قبل القوة العسكرية .

ثم ألقى القائد مـخـتـار الـنـوبـي .. كـلـمـة شدد فيها على إرساء ثقافة التسامح والتصالح والعفو والحد من الظواهر والأساليب التي تبث روح العنف وسفك الدماء بين أبناء الجنوب ، موضحاً للجميع بأنه بالتكاتف وتوحيد الصف والكلمة سوف نتجاوز كل المحن والفتن والمكائد التي خلفها ويدعمها الإحتلال اليمني لتمزيق نسيج الجنوب الإجتماعي وعليه يتوجب علينا جميعاً أخذ الدروس والعبر من كل الأحداث السابقة وأن نحافظ على ما تحقق من نصر عظيم خصوصاً في هذه المرحلة الخطيرة ، معتبراً هـذا الأعتذار والمجيء المشرف للتك الوجوه العزيزة من اخواننا في الضالع الى حالمين قطع دابر كل واهم من التفكير في الاصطياد في مياهها العكرة " ورغم فداحة الألم ومرارة الشعور وجسامة الجرم ترحم القائد مختار النوبي على رفيق النضال القائد وليد سكره وكل شهدائنا الأبرار .

كما شهدت المراسيم عدد من الكلمات الأخوية ابرزها للعميد محسن احمد حسين ومدير عام حالمين المناضل عبدالفتاح حسين حيدرة والعميد ناجي الكربي جميعها رحبت بالوفد الذي قدم من محافظة الـضـالـع للأعتذار ، شاكرين لهم هذه الخطوة الجبارة ، وتركزت كلمات قيادات حالمين على الحفاظ على اللحمة الجنوبية وعدم السماح لأيً كان من تكرار هذه الممارسات الدخيلة على مجتمعنا بإعتبارها ليست من أخلاقنا ولا ثقافتنا ولا سلوكنا ولا أعرافنا وقيمنا الجنوبية ، مـؤكـديـن على تثبيت ثقافة المحبة والتآخي وتوثيق نهج التصالح والتسامح على أرض الواقع ، وطالبوا بالمزيد من التلاحم والتوافق والانسجام من اجل ثبات واستقرار الجنوب والسعي بخطى ثابتة نحو تحقيق الهدف الأسمى "