آخر تحديث :الاربعاء 06 اغسطس 2025 - الساعة:00:12:30
المناضل الشيخ "سلمان بن سلمان البكري" في ذمة الله
(الأمناء نِتّ / عادل سلمان)

انتقل إلى رحمة الله مطلع الأسبوع المناضل/ سلمان بن سلمان جابر البكري، عن عمر ناهز الـ"97" عامًا قضى معظمه في خدمة الوطن .

 المناضل سلمان بن سلمان البكري من مواليد1923 م قرية السبابة، ظاهرة البكري، نشأ يتيم الأب وحيد الأسرة، تحمّل رعاية أسرته الصغيرة منذ أن كان طفلا، عاش مكافحا كغيرة من أبناء جيله وعانى من الفقر والحاجة والعوز، التحق في السلك العسكري إبان الاحتلال البريطاني في معسكر الليوي في عدن ثم في شبوة في منتصف الخمسينات من القرن الماضي.

 هرب من المعسكر البريطاني في بيحان نهاية الخمسينات بعد أن استطاع هو وزميله صالح سلام حبيب من أخذ سلاحيهما - نوع كندة - في عملية مغامرة خطيرة كادت أن تكلفهما حياتهما، حيث تم ملاحقتهما لكنهما استطاعا بعون من الله الوصول إلى بيحان العليا ثم إلى البيضاء والاستنجاد بالمقاومة هناك بقيادة الرويشان، والذي بدوره أرسل معهما خبيراً ليوصلهما إلى ذي ناعم، ثم سلكا طريقهما إلى يافع ثم إلى ردفان.

بعدها التحق الرفيقان بركب الثوار وشارك المناضل سلمان بن سلمان مع غيره من مناضلي ردفان في مقاومة الاحتلال البريطاني منذ بزوغ فجر ثورة 14أكتوبر، وظل هو ورفاقه في مقارعة المستعمر البريطاني حتى الاستقلال، وهرب من جراء القصف البريطاني على قرى ردفان هو وجميع أفراد قريته، حيث تم تدمير الطابق العلوي لمنزله بالكامل نتيجة القصف البريطاني بعد معركة الوفيزة. 

حاز المناضل البكري على شهادة مناضلي الثورة وميدالية حرب التحرير.

ويعتبر البكري أحد مشائخ قبيلة البكري، عضو في لجنة الدفاع الشعبي بعد الاستقلال إلى نهاية الثمانينات، وساهم في حل كثير من القضايا الاجتماعية وقضايا الأرض في كثير من مناطق ردفان . كما ساهم في المبادرات الجماهيرية الطوعية في عدد من المشاريع العامة، منها مشروع طريق العقاب ظاهرة البكري. وكان يحث الناس وينظمهم كونه عضوًا في لجنة الدفاع الشعبي، كما ساهم في تأسيس وإنشاء مدرسة السبابة، وعدد من المشاريع الأخرى.

 وله إسهامات عديدة في عدد من الجوانب، حيث يتميز بشخصيته العقلانية المتزنة الحكيمة، ويعتبر من الشخصيات التي يُرجع إليها وقت النوائب، فهو صاحب رأي سديد وخبرة واسعة في الحياة وخبير في مآلات الأمور. وظل في خدمة وطنه وأبناء مجتمعه منذ شبابه، فكان لا يكل ولا يمل ولا ييأس في البحث عن حلول لمشكلات مجتمعه العامة والخاصة، وكان أنموذجًا رائعًا في خلق التفاني والإخلاص محباً للخير وإصلاح ذات البين.

وهو أيضاً شاعر حكيم اشتهر بشعر الزوامل، فقد كان الناس ينتظرون زوامله في الأعراس بفارق الصبر ودائماً ما تتكرر زوامله في الأعراس ولا زالت تردد إلى اليوم، وله المزيد من المساجلات الشعرية مع عدد من الشعراء.

أصيب بمرض عضال في 2011 أقعده الفراش إلى أن فاضت روحه إلى بارئها مساء الجمعة 15/ جمادى الأولى 1441هـ الموافق 2020/1/10 م ودفن في مسقط رأسه في قرية السبابة .

أسأل من الله تعالى أن يغفر له وأن يتغمده برحمته وأن يشمله بعفوه وأن يبلغه منزلة النبيين، إنه جواد كريم.


#

شارك برأيك