
تواصل القيادة الجنوبية جهودها التي تهدف إلى ضبط الأوضاع الأمنية في الوقت الذي تتعرَّض فيه المحافظات لاعتداءات مروِّعة من قِبل المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية.
العميد عبد اللطيف السيد، قائد قوات الحزام الأمني في أبين، وجَّه بشن حملة أمنية في مدينة زنجبار والمناطق المجاورة لها، لضبط الأمن.
وتهدف الحملة إلى تثبيت الأمن والاستقرار في المدينة وفرض هيبة الدولة عبر القوات الأمنية المشاركة في تنفيذ الحملة ومعالجة بعض القصور والتجاوزات الأمنية.
وتركز الحملة على تنفيذ قرارات حظر الدراجات النارية من الساعة العاشرة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحًا، ومنع حمل السلاح غير المرخص، ومواجهة ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات الأخرى.
وفيما تتعرض محافظات الجنوب لاعتداءات إخوانية متواصلة تشمل الأمن والحريات والاقتصاد ومختلف مناحي الحياة، تكثِّف القيادة الجنوبية من جهودها المتعلقة بتوفير مختلف الخدمات لمواطنيها.
وكثَّف القائد الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، من جهوده الأمنية لتحصين الجنوب من انتهاكات المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية، إذ شهدت الأيام الماضية جملة من الاجتماعات التي عقدها الزُبيدي مع عدد من القيادات الأمنية في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى.
وعلى الرغم من استعار التحديات التي تحاصر الجنوب من كل اتجاه بعدما تكالبوا عليه أعداؤه، فقد أبلى المجلس الانتقالي أحسن البلاء في العبور الوطن نحو بر الأمان، على النحو الذي يُحقق الحلم الأكبر والأعظم وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.
ويواجه الجنوب أكثر من عدو، بينهم المليشيات الحوثية وشقيقتها "الإخوانية"، وهذان الاثنان يعملان ليل نهار على استهداف الجنوب وقيادته وشعبه والنيل من أمنه واستقراره.
وفي مواجهة هذه التحديات، فقد أظهرت القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، حنكة وقدرة كاملة على التصدي لكل هذه المؤامرات.
وقامت الاستراتيجية الجنوبية على شقين، أحدهما عسكري يتمثل في إظهار العين الحمراء لأي معتدٍ يحاول النيل من أمن الجنوب، وذلك عبر قوات مسلحة باسلة تصون الأرض وتحمي الوطن، مقدِّمة أغلى التضحيات في هذا السبيل ضد مختلف الأعداء المتكالبين على الجنوب.
وسياسيًّا، فقد برهن المجلس الانتقالي على حنكته الكاملة في هذا الشأن، وذلك من خلال حرصه على السلام وعدم حل الأزمات عبر الصراعات وإسالة الدماء.
وتجلّى ذلك في المشاركة الفاعلة للمجلس الانتقالي في المحادثات التي أجرت في مدينة جدة والتي أفضت إلى اتفاق الرياض فيما بعد، وقد تفاعل "الانتقالي" إيجابيًّا مع الدعوة السعودية فور توجيهها، خلافًا لحكومة الشرعية التي حاولت عرقلة هذا المسار.
في الوقت نفسه، استطاع المجلس الانتقالي أن يحقق عديد المكاسب السياسية للجنوب بفضل هذه الحنكة الكبيرة، تجلَّت نقل الاهتمام بالقضية الجنوبية إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى وضع الجنوب طرفًا رئيسيًّا في معادلة الحل المقبل.
يُشير كل ذلك إلى أنّ المجلس الانتقالي يرسِّخ أركان دولة أصبح أمر استردادها أقرب ما يكون، على الرغم من التحديات التي تحاصرها من اتجاهات عدة.
بسالة الجنوبيين ووهن الحوثيين بجبهة الضالع
القوات الجنوبية أضافت انتصارات جديدة إلى سجلها البطولي الحافل على المليشيات الحوثية، وتحديدًا في جبهة الضالع، ففي الساعات الماضية، كبَّدت القوات الجنوبية، مليشيا الحوثي الانقلابية خسائر كبيرة بسقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصرها، من بينهم قيادات وذلك خلال مواجهات بجبهات الضالع.
وتمكّنت القوات الجنوبية من تحرير مواقع جديدة غرب الفاخر فيما سقطت قيادات من المليشيات في إب وصعدة بجبهات بتار والجب وباب غلق.
وذكرت مصادر ميدانية أن القيادي بالمليشيات المدعومة إيرانيًّا المدعو أمير علي يحيى المقداد لقي مصرعه مع خمسة من مرافقيه، وذلك بعد يومين من وصوله على رأس تعزيزات إلى جبهة الفاخر.
فيما قالت مصادر طبية في إب وذمار، إنّ مستشفيات المحافظتين استقبلت عشرات القتلى والمصابين من عناصر المليشيات الحوثية خلال الأيام الأخيرة.
وتولي القيادة الجنوبية اهتمامًا كبيرًا في الحرب على المليشيات الحوثية، وقد برهن على ذلك الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أكّد - مؤخرًا - أهمية تضافر الجهود لتحرير آخر الأراضي الجنوبية من المليشيات الحوثية.
وخلال لقائه مع الشيخ علوي العفية، أحد شيوخ قبيلة العواذل بمحافظة أبين، شدَّد الزُبيدي على ضرورة إفشال كل محاولات إقلاق السكينة العامة من قبل الجماعات التخريبية الممولة من جهات هدفها إفشال اتفاق الرياض.
الجنوب حقَّق على مدار الفترات الماضية انتصارات بطولية على المليشيات الحوثية، لاسيّما في محافظة الضالع، حيث تُسطِّر القوات الجنوبية دروسًا عظيمة في الدفاع عن الوطن ودحر الأعداء.
تحمل الانتصارات الجنوبية المتواصلة على المليشيات الحوثية الكثير من الدلالات، لعل أهمها أنّ الجنوب يملك قوات مسلحة قادرة على حماية الوطن وأمنه وصون مقدراته، والتصدي لأي مؤامرات تُحاك ضده على مدار الوقت.
كما تؤكِّد هذه الانتصارات البطولية أنّ القوات الجنوبية تقف في خندق واحد إلى جانب التحالف العربي في مواجهة المليشيات الحوثية، خلافًا لحزب الإصلاح الإخواني الذي ارتمى في أحضان الانقلابيين موجِّهًا طعنة غادرة بالتحالف العربي على مدار السنوات الماضية.
لا يقتصر الوعي الجنوبي على القوة العسكرية، لكنّه يحمل كذلك حنكة سياسية، تجلّت في حرصه على السلام والسير في هذا الطريق على الرغم من تعرُّضه لاعتداءات كثيرة.
وقد عبَّر الرئيس عيدروس الزُبيدي عن حرص الجنوب على السلام، عندما قال إنّ القضية تحتاج جسورًا للتفاهم وليس جدرانًا عازلة، وأضاف أنّ الجنوبيين أقوياء في الحرب، لكنّهم في الحقيقة محبون للسلام، حسبما نقلت عنه الكاتبة نورا المطيري، مؤخرًا.
ويسير الجنوب في طريقٍ مستقيم على طريقه الرئيسي الهادف إلى استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو يملك قوات مسلحة قادرة على صد الأعداء مهما تكالبوا على أمنه واستقراره، وفي الوقت نفسه فإنّه يبقى ملتزمًا سياسيًا ويميل إلى التهدئة وعدم التصعيد العسكري.
عرقلة انتصارات الجنوب
في الوقت الذي تُسطِّر فيه القوات الجنوبية نجاحات بطولية أمام المليشيات الحوثية في ميادين عدة، فإنّ قوات الجنوب المُسلحة تواجه عدوًا آخر في نفس الميدان، وهي المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية التي تستهدف نجاحات الجنوب في الميدان.
المليشيات الإخوانية لا تقتصر على التواطؤ الذي تمارسه ضد التحالف العربي وضد الجنوب أيضًا فيما يتعلق بعلاقاتها المريبة مع المليشيات الحوثية عبر تجميد جبهات مهمة أو تسليمهم مواقع استراتيجية.
فبالإضافة إلى ذلك، تعمل المليشيات الإخوانية على عرقلة البطولات التي تُحقّقها القوات الجنوبية عبر إشغالها بمواجهات مسلحة في جبهات عدة، بالمخالفة لبنود اتفاق الرياض، الذي يتعرّض لسلسلة طويلة من المؤامرات الإخوانية من أجل إفشال هذا المسار شديد الأهمية.
يتفق مع ذلك المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر الذي توقّع أنّ تعمل المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية على إشغال القوات الجنوبية عن مواجهة الحوثي.
ونقل الزعتر، عبر "تويتر"، عن قوات الحزام الأمني قولها إنّ هناك عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثي في جبهة الفاخر في الضالع.
وعلَّق الزعتر على ذلك بالقول: "أكاد أجزم أن ميليشيات الإخوان ستحاول السعي كما هي عادتها لفتح جبهة جديدة من المناوبات مع القوات الجنوبية لإشغالها عن مواجهة الإرهاب الحوثي".
ويومًا بعد يوم، تُحقِّق القوات الجنوبية بطولات ملهمة في جبهات القتال أمام المليشيات الحوثية، مُسطِّرةً دروسًا عظيمة في الدفاع عن الوطن، والوقوف إلى جانب التحالف العربي في صد الإرهاب الحوثي المدعوم من إيران.
ميدانيًّا، نجحت القوات الجنوبية، في الساعات الأولى من يوم الخميس المنصرم، في التصدي لهجوم كبير شنَّته مليشيات الحوثي الإرهابية على قطاع الفاخر وحبيل العبدي وباب غلق غربي قعطبة.
وكشفت مصادر أنَّ الهجوم الذي قامت به مليشيا الحوثي من عدة جبهات في قطاع الفاخر غرب مديرية قعطبة تم كسره وأسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف مليشيا الحوثي.
وأضافت المصادر، أن الهجوم الحوثي كان من ثلاث جبهات في قطاع الفاخر (باب غلق، حبيل العبدي، تبة عُثمان)، موضحة أن القوات الجنوبية تمكنت عقب مواجهات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة من صد الهجوم وتكبيد المليشيات الحوثية خسائر كبيرة في العديد والعتاد.
وأكدت المصادر، أن جبهات القتال شمالي وغرب محافظة الضالع تشهد هدوءًا بعد المواجهات العنيفة وأن الوضع حاليًّا تحت السيطرة بشكل كامل.