
تشهد عاصمة محافظة لحج "الحوطة" حركة نشطة بإعادة البناء والتأهيل والترميمات وإخراجها من مستنقع مخلفات حرب عام 2015م، حيث تُبذل جهود مكثفة ومشتركة من قبل قيادة السلطة المحلية في المحافظة بقيادة اللواء ركن أحمد تركي، محافظ المحافظة، وقيادة المديرية، وبمساندة المنظمات الدولية والصناديق الداعمة، والتي تهدف إلى إعادة الرونق الجمالي لمدينة الحوطة وإعادة مجدها من جديد، فهي منذ عامين تتنزين يومياً بحلة جديدة على طريق إحياء مجدها التاريخي والحضاري.
الخبجي.. دور كبير في نهضة لحج
وبعد أن تم طرد الحوثيين من لحج، ومحافظات الجنوب الباقية كان هناك دور بارز وكبير للمحافظ السابق الدكتور ناصر الخبحي الذي وضع حجر الأساس الأول لعودة مجد الحوطة بلحج وإخراجها من الظلام، فقد استطاع في عهده تطهير الحوطة من العناصر الخارجة عن القانون، وهو القائل (إذا المحافظ لا يستطيع دخول الحوطة فلن يدخل الآخرون)، رافضا عرضاً بتحويل العاصمة إلى مديرية تبن، وعبر قيادته وفريق عمله آنذاك تمكن من دخول الحوطة التي كانت يطلق عليها "قندهار" نتيجة الأعمال الإرهابية التي شهدتها قبل حرب 2015 وما بعد الحرب خلال نفس العام وزرع بذور الخير، وجاء عهد التركي بري وزراعة بذور أخرى وأثمرت جميعها لإخراج الحوطة من الظلام إلى النور، واليوم "الحوطة" عاصمة لحج بمثابة لؤلؤة نفيسة تفتخر بأمنها وشعبها وقيادته الحكيمة الرشيدة كأفضل عاصمة بلحج وفي نمو مزدهر يومياً وعلى أمل أن تزهو للمجد العالي خلال عام 2020م.
دور المحافظ تركي
وفي عهد المحافظ اللواء أحمد تركي للفترة من 2017 حتى 2019م، فقد تمكنت السلطة المحلية في لحج من افتتاح البنك المركزي، وأيضاً البنك الأهلي اليمني فرع لحج، وكذلك معالجة أوضاع عدد من الأسر التي اقتحمت المرافق الحكومية وإخراجها، مع إعادة التأهيل لتلك المرافق، والشروع في إعادة بناء مبنى السلطة المحلية في المحافظة (المرحلة الأولى). أضف ذلك إلى تحسن خدمة المياه ووصولها إلى كل منزل في الحوطة بعد معاناة من أزمة مياه الشرب الحكومية لمدة سنوات منذ قبل الحرب ومن خلال إعادة تشغيل خزانات مشروع شركة دندار والذي توقف لسنوات طويلة، وافتتاح مشروع تغيير خط المياه من حقل مغرس ناجي وحتى الحوطة مما ساعد في وصول مياه الشرب النقية الصحية.
وقامت قيادة المحافظة بإنجاز عظيم من خلال تحسين خدمة الكهرباء في العاصمة بإدخال محطة 20 ميجا طاقة مشتراة تابع لشركة الأهرام، وسعي المحافظة المستمر لتحسين هذه الخدمة ودعمها في ظل وزارة أعطت لفرع المؤسسة بلحج "ظهر المجن".
وفي قطاع الصحة لا تزال المحافظة في صراع مع لوبيّ الفساد بهدف القضاء التام على اللوبي وتجفيف منابع فساده وعودة مجد لحج الصحي ممثلاً بمستشفى ابن خلدون العام، باعتباره وجه المحافظة والعاصمة صحياً، ومن أجل ذلك وجّه المحافظ باعتماد موازنة إضافية للمستشفى حتى تتحسن فيه جودة الخدمة الطبية واستمرارية المتابعة لتحويله إلى هيئة، بالإضافة إلى إعادة دور مخازن الأدوية في تقديم الخدمة الدوائية من خلال إعادة تأهيلها وافتتاحها.
كما قامت السلطة المحلية بجهود مكثفة في دعم صندوق النظافة للارتقاء بدوره في نظافة المدينة وتحسينها وتأسيس وافتتاح أول مقلب قمامة للمحافظة بمنطقة "الفشلة"، بعد حرمان المحافظة من المقلب منذ قيام الثورة 1963م وانعكاس تراكم القمامة السلبي على العاصمة. وتتزين الحوطة بالأشجار على جزر الطرقات للحفاظ على البيئة وإعطاء منظر جميل بعبق روائح الورد والزهور، كما تشهد طرقات المدينة حالياً إعادة تأهيل من جديد من مدخل الحوطة الجنوبي وشارعي "التربية والسياحة" واستمرارية ردم بقية الأماكن بالأحجار كما هو حاصل اليوم أمام فرزة الحوطة - الشيخ عثمان.
كما قامت قيادة السلطة المحلية بعهد التركي بلفتة كريمة وتاريخية لإعادة مجد تاريخ لحج الحضاري من خلال الرعاية والاهتمام بالمعالم الأثرية التاريخية، وكان افتتاح حديقة الأندلس بداية الغيث على طريق إعادة تأهيل وترميم قصور السلاطين كشواهد تاريخية عن حضارة لحج، وهي خطوة ذات آفاق واسعة تميز بها المحافظ التركي عن بقية جميع محافظي المحافظة السابقين، وتخليد التركي أول محافظ في لحج يخطو هذه الخطوة داخل عاصمتها والتي قوبلت بارتياح شعبي كبير على مستوى الداخل والخارج.
واستطاعت المؤسسات الأمنية وبإيعاز من قائدها الأول رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة "التركي" وبتعاون جميع القيادات الأمنية الأوفياء للوطن من تحقيق أكبر إنجاز في عاصمة لحج ممثلاً باستقرار أمني مشهود نتج عنه قيام اللواء "تركي" وبمعية اللواء "صالح السيد" بتكريم عدد من القيادات الأمنية، وكان في مقدمة المكرمين مدير أمن مديرية الحوطة "عواد الشلن" وضابط البحث "الوكالة" تقديراً وعرفانا بدور أمن الحوطة في تحقيق الاستقرار الأمني والاطمئنان لعامة الناس.
كما شهدت لحج تقليص المداهمات الليلة بداخل العاصمة وعودة كرامة وعزة المواطنين باعتبار المتهم بريئَا حتى تثبت إدانته، واحتجازه لابد أن يكون بطرق قانونية. وبتعاون مع اللواء السيد مدير عام أمن المحافظة تمكنت القيادة من تنظيم وتفعيل دور المؤسسات الأمنية نظامياً، وتفتخر لحج بالأولى أمنياً مع عاصمتها النموذجية، ولا فخر، وهي نعمة من الله على عباده.
وتشهد الحوطة في القطاع الخاص حركة نمو عمراني وتجاري ملحوظ من خلال افتتاح محلات تجارية لم تشهدها منذ العهد العبدلي، لتحقق للمواطن اللحجي الاكتفاء الداخلي في البيع والشراء لمختلف المستلزمات الأسرية بعد أن كانت محصورة في محافظة عدن.
وشهدت أيضا الحوطة افتتاح العديد من المصارف بعد أن كان يوجد فيها مصرف واحد، ومن أجل مساعدة سائقي المركبات وتوفير المشتقات النفطية بشكل ميسر أثناء أزمة المشتقات، ساندت قيادة السلطة المحلية على افتتاح محطة بترول كانت منذ سنوات عبارة عن مشروع معاق، وتمكنت السلطة المحلية بلحج من وضع الحلول والمعالجات مع بقية الأطراف مما أثمرت بافتتاح المحطة بداخل قلب الحوطة وبمعية مديرة شركة النفط "العراشة"، كما قامت السلطة المحلية في المديرية وبتمويل إحدى المنظمات بافتتاح سوق الخضار والفواكه كسوق مركزي داخل الحوطة، وتنظيم عملية البيع والشراء، وأيضاً افتتاح سوق الأسماك وتفعيل مكتب المصائد البحرية لتنظيم عملية الصيد وسوق الحراج في العاصمة، مما ساعد في خلق صورة جميلة لشارع الحوطة وتخفيف الضغوطات على حركة السير للمركبات وللمواطنين في الشارع ومنع ظاهرة البيع والشراء في الشارع.
وفي قطاع شرطة السير تشهد الحوطة يومياً عملاً منظماً ملحوظاً من قبل أفراد شرطة المرور مع استمرارية العمل المكتبي يومياً لقضاء مصالح سائقي المركبات المختلفة، وتنظيم حركة الدراجات النارية والإشراف على تنظيم فرزات السيارات وحركتها اليومية.
وبالرغم مما لحق بالحوطة من تدمير وخذلان قبل وأثناء وبعد حرب عام 2015، إلا أن الحوطة تمكنت بفضل الله ثم أبنائها من الحفاظ على تاريخها العريق بفرح وسرور المواطن المنتصر، فكانت عاصمة أنموذجية وتعتبر من الأوليات في مختلف المجالات التي تظهر جلياً أمام عامة الناس.
ثقافياً، تشهد قاعة الثقافة بعد إعادة تأهيلها العديد من المناسبات والتي أعادت الحياة إلى الفن اللحجي الأصيل وأقامت الاحتفالات في المناسبات الوطنية وغيرها، ونفذت بداخلها أفراح العرس الجماعي بدعم من الإمارات، وأيضاً إقامة مختلف الفعاليات المتنوعة برعاية المحافظ مقدماً دعماً معنوياً ومادياً وإرشادات تاريخية من خلال العديد من كلماته، ولا تزال القاعة مسرحاً منيراً لإحياء مجد لحج الثقافي المجيد على طور تحرير المبنى كاملاً.
ومن أجل استمرار الحياة في العاصمة تبذل قيادة السلطة المحلية في المحافظة بقلب نابض محب وحريص جهوداً جبارة على مدار الساعة لتقديم الخدمات للمواطنين وتسهيل وتيسير متطلباتهم اليومية بالرغم من شحة الإمكانيات والعمل بأثر رجعي بموازنة عام 2014 وما ترتب عقب ذلك من حرب ودمار في البنية التحتية وارتفاع صرف الدولار وتدهور العملة المحلية، وبقوة الإرادة والصمود والتحدي والولاء للوطن تمكنت القيادة من تحقيق الإنجازات في العاصمة وبقية المديريات والتي لا يسعنا المقام بذكرها بالأرقام والمبالغ المالية.
ولم تكتفي القيادة بتلك الإنجازات من دون مخالطة المواطن، وفي قلب العاصمة يعقد كل يوم أربعاء محافظ المحافظة لقاء الأب والراعي الأول مع رعيته ويحتضن بقاعة مكتب الصحة جموعًا من المواطنين بشكل مباشر لتلمس همومهم ومشاكلهم وقضاء احتياجاتهم اليومية، وهي خطوة يحرص "التركي" أسبوعياً الحفاظ على تنفيذها بالرغم من فتح باب مكتبه وباب ديوان منزله يومياً لاستقبال عامة الناس دون أي تمييز عنصري أو مناطقي لكي يسمع من رعيته من القلب إلى القلب مما جعله يتصدر قلوب عامة مواطني المحافظة كمحافظ نموذجي استطاع تحقيق إنجازات في عهده، وعلى وجه الخصوص في الحوطة.
أضف إلى ذلك قامت قيادة السلطة المحلية بالوقوف إلى جانب السلطة القضائية في المحافظة بإعادة دورها من خلال افتتاح المحاكم والنيابة وإجراءات المحاكمات في إحدى القاعات والنظر في قضايا المساجين، كما تبذل السلطة المحلية جهودًا لإعادة تأهيل سجن صبر المركزي، ويقوم "التركي" من فترة لأخرى بزيارة المساجين وتلمس أحوالهم الصحية عن قرب، وتخوفاً من دعوة مظلوم احتُجز ظلماً.
افتتاح مقرات المجلس الانتقالي بطرق حضارية
وشهدت الحوطة افتتاح مقرات المجلس الانتقالي بطرق حضارية وتفاهم مشترك لخدمة المحافظة دون أي معارضات أو تدخلات، نتيجة الولاء لحب الوطن ورشد القيادة الرشيدة والحكيمة، باعتبار الجميع على سفينة لحج ومن أجل خدمة لحج الأرض والإنسان.
حركة يومية تشهدها الحوطة نحو استمرارية عودة مجدها، وخلال فترة عامين استطاع المحافظ وبتعاون جميع الشرفاء والأوفياء بتحقيق العديد من المنجزات التنموية في مختلف المشاريع، تبلورت جميعها خيراً طيباً لرسم لوحة عملاقة وجميلة عن عاصمة المحافظة وتحويلها من عاصمة كان يستوطنها الإرهاب قبل عام 2015 إلى عاصمة المحبة والسلام كما ذكرها التاريخ بكتاب الأمير القمندان "هدية الزمن" وبطابع حديث وفريد يجسد تاريخ وحضارة لحج ومحبة الولاء لهذه الأرض الطيبة والتي تعتبر جزءًا أساسيًا واستراتيجيًا من الوطن.


