آخر تحديث :الثلاثاء 28 مايو 2024 - الساعة:16:12:07
ما وراء لقاء الجبواني بالأتراك؟ وما الرسالة التي أرادت الشرعية توجيهها للرياض ؟ "تقرير"
("الأمناء" تقرير/ عــلاء عــادل حــنش:)

يومًا بعد يوم تثبت الشرعية اليمنية عدم جديتها في تنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي جرى توقيعه في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، لا سيما بعد اللقاءات المشبوهة التي عقدها وزراء تابعون للشرعية مع مسؤولين أتراك في أنقرة وإسطنبول.

وتشهد العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول مشاورات سرية للإعلان عن تحالف سياسي تحت لواء الشرعية يرتكز على عناصر تنظيم الإخوان المسلمين ليشكل حلقة الوصل بين وزراء وقيادات الشرعية القابعين في الرياض واليمن وبين رجب طيب أردوغان راعي التنظيمات الإرهابية في العالم.

مصادر خاصة أكدت لـ"الأمناء" أن وزير النقل في حكومة الشرعية صالح الجبواني مكلف رسميًا بالبقاء في تركيا.

وقال مقربون من الجبواني لـ"الأمناء" إن الوزير صالح الجبواني سيطلب من تركيا التدخل في الجنوب.. الأمر الذي يستوجب الحذر، والتجهز للتعامل معه من الآن، بحسب سياسيين وعسكريين.

 

لقاء الجبواني والارتماء في أحضان الأتراك

سياسيون ومراقبون أكدوا أن جناح الإخوان المسلمين في حكومة الشرعية اليمنية يخطط إلى تعطيل اتفاق الرياض، وتكرار سيناريو اتفاق ستوكهولم.

وقالوا، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء"، أن حكومة الشرعية اليمنية تبنت مسارًا بديلاً عن دول التحالف العربي، بالتوجه إلى تركيا، استجابة لأوامر التنظيم الدولي للإخوان.

واضافوا: "يعقد هذه الأيام الجبواني لقاءات مع مسؤولين أتراك في أنقرة، بينهم الوزير جاهد طورهان، ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية، نعمان قورتولموش، وهو مؤشر يفضح السياسة التي تنتهجها حكومة الشرعية المخترقة من قبل الإخوان".

وأشاروا إلى أن على المملكة العربية السعودية اتخاذ القرارات الصارمة ضد هؤلاء الوزراء الذين يحاولون بقوة تعطيل تنفيذ اتفاق الرياض.

وكان وزير النقل في حكومة الشرعية اليمنية صالح الجبواني قد قال في تغريدة له عبر حسابه في (تويتر): "تركيا عادت بقوة إلى الساحة العالمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان". في إشارة منه إلى الخطوة الكارثية التي تعزم عليها الشرعية، والمتمثلة بالارتماء في أحضان الأتراك، وحرف بوصلة الحرب في اليمن المتمثل في إنهاء انقلاب الحوثيين، وهو ما يناوئ هدف التحالف العربي.

 

الشرعية تبتز السعودية

مراقبون للشأن المحلي اعتبروا أن لقاءات الجبواني محاولة لابتزاز المملكة العربية السعودية التي ترعى اتفاق الرياض، وتقود التحالف العربي في اليمن.

وأشاروا إلى أن حكومة الشرعية لا تنوي تنفيذ بنود اتفاق الرياض منذ اليوم الأول لتوقيع الاتفاقية، وما يبرهن ذلك أنه لم يتم تشكيل حكومة جديدة رغم انقضاء الموعد الزمني المحدد لذلك، بالإضافة إلى عدم صرف مرتبات شهرين، وعدم فتح مصلحة الهجرة والجوازات بحسب الاتفاقية.

 

ما الرسالة التي أرادت الشرعية توجيهها؟

من جانبهم، أشار محللون إلى أن تحركات الجبواني سببها الرئيسي هو البحث عن منقذ يمكّن الشرعية اليمنية من تجاوز اتفاق الرياض ويضمن عدم تطبيقه على أرض الواقع، باعتبار أن الاتفاق ينهي دور حكومة الشرعية التي مارست كل صنوف الفساد خلال السنوات الماضية.

وقالوا، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء": "الشرعية تحاول أن تبتعد عن التحالف العربي شيئا فشيئاً، إذ أن علاقة وزرائها بقطر يعد مقدمة لهذا التوجه، وخلال الفترة التي شهدت فيها مدينة جدة السعودية مفاوضات بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، لم تتوانَ الأذرع الإخوانية داخل الشرعية على إفشال تلك المفاوضات، وذهبت باتجاه عقد اجتماعات سرية مع أطراف حوثية وقطرية وتركية في عُمان من أجل تنسيق المواقف".

وأضافوا: "هذه الاجتماعات أفرزت عن تنفيذ خطط تآمرية من قبل وزراء الشرعية ضد التحالف العربي، وكانت مقدمة للتهرب من تنفيذ اتفاق الرياض على أرض الواقع، وبعد شهر ونصف تقريباً من توقيع الاتفاق بدا أن الشرعية أكثر جاهزية للتعاون مع معسكر الشر لاستمرار ما بدأته بشكل جدي خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين".

وتابعوا: "تدرك الشرعية جيداً أن الخناق يضيق عليها كلما تهربت من تنفيذ اتفاق الرياض؛ لأنها تظهر أمام العالم أجمع أنها المسؤولة عن هذا الفشل بالنظر إلى الوقائع العديدة التي جرت خلال الفترة الماضية، كما أن التحالف العربي قد يكون له رأي آخر جراء تلك الممارسات، وبالتالي فهي تحسب أي خطوة وتذهب باتجاه تحصين نفسها من خلال تشكيل تكتل سياسي تابع لها يتواجد في تركيا بحيث يمكنها الاتّكاء على طرف دولي جديد يساندها".

واعتبر المحللون أن لجوء الشرعية إلى تركيا في الوقت الحالي يعد نتاجًا مباشرًا لقمة كوالالمبور، التي اختتمت أعمالها مطلع الأسبوع الماضي، والتي شارك فيها قيادات من الشرعية تابعون لمليشيات الإصلاح، كما أن هذا الموقف يأتي في ظل ترتيبات إقليمية يقوم بها التنظيم الدولي للإخوان للحفاظ على عناصره في العديد من البلدان على رأسها اليمن.

واستطردوا: "بالتالي فإن هيمنة الإصلاح على الشرعية تفرض عليها تنفيذ أوامر التنظيم الدولي الذي يتقارب مع إيران في مواجهة دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة".

واختتموا أحاديثهم لـ"الأمناء" بالقول: "إن تلك الأوامر بالتأكيد تذهب باتجاه إفشال اتفاق الرياض وعدم السماح بأي فرص لتطبيقه على أرض الواقع، بما لا يؤدي لإنهاء سيطرة الإخوان على الحكومة الحالية".

 

تشابه خطوة الشرعية والسرّاج في ليبيا

بدوره، قال الخبير والمحلل العسكري الإماراتي خلفان الكعبي: " إن وزراء سابقين في الشرعية اليمنية يجتمعون مع القيادة التركية".

وتساءل الكعبي، في تغريدة على أشهر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بالقول: "هل تتجه الشرعية اليمنية لخطوة مشابهه لما قام به السرّاج في ليبيا؟ أم أن هذه التحركات تعد تصرفات فردية وخارجة عن توجه الحكومة اليمنية؟".

وأكد أن مثل هذه التحركات قد لا تساعد على تطبيق اتفاق الرياض.

متسائلا عن السبب الحقيقي وراء تأخر إعلان التشكيل الحكومي.

الجدير ذكره أن فائز السراج هو رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، وهو ينتمي للإخوان.

 

أكاذيب الشرعية

وما يثبت أن تحركات الشرعية بعقد لقاءات مع الأتراك يأتي لتعطيل تنفيذ اتفاق الرياض هو التصعيد الإعلامي الكبير من قبل الشرعية تجاه اتفاق الرياض والتحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي خلال الأيام الماضية، حيث يبدو أن مرحلة بث الأكاذيب على نطاق واسع من خلال قيادات عدة وفي وسائل إعلامية متعددة يعد مرحلة جديدة من المراوغات بشأن تطبيق الاتفاق الموقع بالعاصمة السعودية الرياض في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأطلقت الشرعية العنان للمدعو الجبواني وكذلك وزير الخارجية محمد الحضرمي، بالإضافة إلى قيادات عدة بوزارة الإعلام لانتقاد التحالف العربي بالرغم من أن المملكة العربية السعودية تحاول أن تبقى على الحياد وتجاهد لتنفيذ الاتفاق على الأرض، وجميع التحركات التي أقدمت عليها خلال الفترة الماضية يمكن وصفها بأنها تأتي في إطار الجهود الدبلوماسية التي تهدف لإنجاحه.



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل