آخر تحديث :الاربعاء 06 اغسطس 2025 - الساعة:00:12:30
تكدس النفايات وطفح مجاري الصرف الصحي..أزمات تهدد سكان بئر أحمد بعدن "تقرير"
("الأمناء" تقرير/ معين الصبيحي:)

شكا لـ"الأمناء" عدد كبير من أبناء منطقة بئر أحمد التابعة إداريا لمديرية البريقة بالعاصمة عدن من ظاهرة الانتشار الكثيف للنفايات والقاذورات والقمامات بمناطق مختلفة من المنطقة، خصوصا وسط أسواق وحارات المنطقة خلال الأيام الأخيرة.

وأكد الأهالي، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء"، أن تكدس أكوام  ضخمة من النفايات والقاذورات بمناطق مختلفة من المنطق  تسبب في انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة وسط الأهالي والسكان، ناهيك عن الروائح الكريهة المزعجة لمرتادي حارات وأسواق بئر أحمد بعدن.

"الأمناء" بدورها التقت بعدد من مواطني بئر أحمد لمناقشة هذه القضية وخرجت بالحصيلة التالية:

 

285 حالة مصابة بحمى الضنك

في البداية تحدث المواطن حسين سيف أحمد المسافري أحد سكان بئر أحمد لـ"الأمناء" قائلا: "إن تكدس القمامات والنفايات والقاذورات انتشر بكثرة منذ فترة طويلة وسط حارات وأسواق بئر أحمد، وأصبحت ظاهرة غريبة ومخيفة تأتي في ظل عجز واضح من قبل مسؤولي المنطقة الذين يتقاعسون عن وضع حد لهذه المشكلة".

وأضاف: "نطالب مسؤولي المديرية أكثر من مرة بإزالة هذه النفايات والقاذورات والقمامات من المنطقة وللأسف الشديد لم يستجب أحد لمطالبنا".

وتابع: "قدمنا مقترحاً للأهالي بخصوص توظيف عدد من الشباب حتى من اللاجئين الأفارقة على نفقة الحكومة أو الأهالي لتنظيف المنطقة ولم يستجب أحد لمثل هكذا مقترح، ونتمنى من المسؤولين والأهالي وشيوخ المنطقة وضع حل لهذه المشكلة قبل أن تسبب أمراضًا ومشاكل كبيرة لأهالي المنطقة".

بدورها قالت الناشطة الجنوبية والتربوية، مديرة مدرسة بئر أحمد للتعليم الأساسي أ/ نزيهة الشينة: "بلغت حالات الإصابة بحمى الضنك 285 حالة خلال مدة لا تتجاوز الأسبوعين".

وأضافت لـ"الأمناء": "كما ازدادت حالات الإصابة بالملاريا وانتشرت حالات الإسهالات الحادة والتقيؤات بشكل كبير، وليست كوليرا، لكنها بسبب انتشار البكتيريا المنتشرة في المنطقة بكثرة وبشكل مخيف جدا نتيجة طفح المجاري وتكدس النفايات والقاذورات والقمامات منذ سنوات طويلة".

وأردفت: "بئر أحمد فُرض عليها حالة حظر خطيرة جدا عن الخدمات والمشاريع منذ عقود طويلة، خصوصا طيلة الحرب  القائمة في بلدنا منذ مطلع العام 2015م، فلم تنفذ فيها الدولة والحكومة أي مشاريع وخدمات في أي مجال، كما أنها لم تحصل على الخدمات المقدمة من المنظمات الدولية في مجال الصحة والتربية والمجاري والنظافة والخدمات الأخرى".

واستطردت: "ذهبت إلى اللجنة الأهلية للمنطقة وتحدثت مع رئيس اللجنة الأخ طه أحمد عوض ماطر، فأكد لي أن البلدية في المديرية لم تعد تقدم أي خدمات لبئر أحمد أسوة بكل المناطق، وإن بئر أحمد أصبحت تعتمد في نظافة البيئة على تنسيق مشترك بين صندوق النظافة والشيخ مهدي العقربي شيخ منطقة بئر أحمد، حيث يتكفل الصندوق بتوفير شاحنات نقل القمامة ويتكفل الشيخ مهدي العقربي بتوفير الشيول لرفعها من أماكن تجمعها، وهذه الحملات تقام مرة كل شهرين أو ثلاثة أشهر لكنها لا تفي بالغرض أبدا".

وقالت: "طرحت عدة مرات على الكثير من المواطنين بالمنطقة مقترحًا حول إمكانية حرق القمامات في مواقع تجمعها، أجابوا أن ذلك أمر خطير على صحة المواطنين نتيجة لقرب تلك المواقع من سكن المواطنين وأن استنشاق الدخان يضر بالصغار والكبار، وبقيت القمامات والقاذورات متكدسة ومكتب النظافة بالمديرية غائب، وحتى سيارات البلدية لرش الديزل في أماكن تجمع القمامات توقف عن العمل - للأسف الشديد - منذ فترة طويلة".

وأضافت: "أحب أن أشير هنا إلى أن قضية انتشار الذباب  بالمنطقة في الوقت الراهن وبشكل مخيف لأننا في فصل الشتاء، وهو الفصل الذي يتكاثر فيه الذباب، إضافة إلى عملية الإحراق في المقلب الكبير الكائن في بئر أحمد، والتي تنقل إليه قمامات الكثير من مناطق العاصمة عدن، مما يسبب بنفور الذباب منه إلى بئر أحمد لكونها أقرب منطقه من المقلب ولا توجد فيها أي حماية صحية".

وأشارت إلى أن حل هذه "المشكلة يكمن في توفير براميل قمامة في الشوارع من قبل البلدية وأن تمر يوميا شاحنات القمامة لإفراغها، وبهذا تتخلص بئر أحمد من المصدر الرئيسي لانتشار الأمراض والأوبئة فيها".

وتابعت: "على المسؤولين في المديرية القيام بمهامهم تجاه حل قضايا كل المواطنين في بئر أحمد وخصوصا قضية النظافة قبل أن يصل الأمر حد الكارثة؛ لأن حياة المواطنين أصبحت في خطر بسبب عدم النظافة وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه".

 

إهمال متعمد

أما رئيس اللجنة الأهلية في بئر أحمد الشيخ طه ماطر فقال لـ"الأمناء": "بئر أحمد تفتقر لخدمات النظافة والدعم الصحي منذ سنوات طويلة، وليس هناك أي مبرر لهذا الإهمال المتعمد الذي يجب أن يُحاسب عليه أصحابه".

وأشار إلى أن تكدس أكوام القمامة في كل أحياء المنطقة بشكل كبير جدا سبب انتشار الأوبئة والأمراض بين السكان في ظل غياب السلطة المحلية لمديرية البريقة التي لم توفر سيارات وأدوات تجميع القمامات ونقلها ووضع هذا المطلب ضمن خطط مكتب النظافة في المديرية أسوة بالمناطق الأخرى في المديرية. ومنطقة بير أحمد هي الوحيدة التي تعاني من التهميش، وكأن منطقه بئر أحمد ليست جزءًا من النظام الإداري لمديرية البريقة ولم تحظَ بلفتة ضمن سلم جدول أعمال المكاتب الخدمية بالمديرية.

وقال: "هناك غياب تام لبرنامج الصيانة الخدماتية للمدارس والوحدة الصحية ورفدها بالمتطلبات والاحتياجات الضرورية اللازمة".. وطالب مسؤولي المديرية والمحافظة بإنصاف بئر أحمد.

وأضاف: "مكتب النظافة بالعاصمة عدن يدعم منطقة بئر أحمد بالحملات بين الحين والآخر، ولكن قيادة المديرية لا تقدم شيئا، ونحن نشكر مدير مكتب النظافة بالعاصمة عدن قائد راشد على دعمه لنا بالحملات".

بدوره قال المواطن محمود الشامي، أحد سكان بئر أحمد: "مدينة بئر أحمد مدينة جميلة وذات جو نقي تحيط بها المزارع من كل جانب، وهي مدينة حضارية بكل معنى الكلمة، إذ ماتزال كثير من المعالم والآثار التاريخية الأثرية باقية فيها حتى اليوم، ولذلك يطلق الكثير عليها - خصوصا وسائل الإعلام - تسميتها الحضارة المنسية بعدن، ولكن مشكلتها الوحيدة تكمن في أن معظم حاراتها ومبانيها عشوائية وبدون تخطيط حضري، ولا شبكة مجاري، وصرف صحي حديثة، ومازالت العشوائية مستمرة فيها حتى اليوم".

واضاف لـ"الأمناء": "الذين يقومون بشراء أراضيها الشاسعة في الوقت الراهن يشيدون المباني والمساكن والمزارع فيها بشكل عشوائي فلا يوجد هناك مكان لحديقة أو مدرسة أو شارع، ولذلك من الطبيعي أن تتفاقم فيها مشكلة انفجارات البيارات ومعظم البيارات مكشوفة وبدون غطاء، وهذا صادر مظهر المنطقة الحضاري وأصبحت البيارات تؤذي الناس عند الذهاب والإياب وشكلت خطرًا على الأهالي خصوصا الأطفال".

وأردف: "بالنسبة للنظافة لا توجد هناك حملات نظافة رسمية وأعمال نظافة لا تتبع المديرية ولا تتبع المنطقة وبالتالي تكدست خلال الأربعة الأعوام الأخيرة القاذورات والقمامات بشكل ضخم وأصبحت مصدرا للأمراض والأوبئة وعلى أهالي المنطقة وقيادة المديرية والمحافظة وضع حل لهذه المشكلة في أسرع وقت ممكن، فبقاء المنطقة بهذا الشكل من الوساخة كارثة بحد ذاتها من غير المعقول تجاهلها".

وفي ختام لقاءاتنا، قال المواطن صالح عبادي الردفاني، أحد سكان المنطقة: "تكدس القمامة بالمنطقة أصبح مصدرًا للأمراض والأوبئة التي فتكت بالأهالي، وخلال الشهور الثلاثة الأخيرة انتشرت الملاريا وأدت إلى وفاة أكثر من شخص من أبناء المنطقة أمام مرأى ومسمع الجميع، وانتشار الأمراض بالمنطقة بسبب عدم النظافة".

وأضاف لـ"الأمناء": "أناشد جميع أبناء المنطقة يتقدمهم الميسورون والتجار والمشائخ والأعيان بتبني حملات نطافة المنطقة وتشغيل موظفين لنظافة المنطقة بشكل مستمر ولو على حساب الأهالي،  وأملي من الأهالي الاستجابة لمناشدتي".


#

شارك برأيك