- الوليدي يشرف على تزويد محطة المنصورة بالوقود لإعادتها إلى الخدمة بقدرة 60 ميجاوات
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأحد بالعاصمة عدن
- بعد ظلام عدن.. توجه دولي وإقليمي لهيكلة الرئاسي والحكومة فوراً
- العليمي يتحدى الأغلبية في المجلس الرئاسي ويرفض إقالة بن ماضي!
- فضيحة .. حزب سياسي يبيع الموارد السيادية للدولة ..
- د. صلاح الشوبجي مدير عام البريقة لـ "الأمناء": الفساد والعبث يعرقلان جهود التنمية.. ولابد من تدخل عاجل لإيقاف المتنفذين
- محللون أمريكيون يقترحون استراتيجية جديدة لمواجهة التهديد الحوثي في اليمن
- تظاهرات عدن ضد انقطاع الكهرباء وتردي الخدمات: صرخة في وجه الضمائر الميتة؟
- طلاب كليات الطب يتظاهرون للمطالبة باستئناف الدراسة وإنهاء الإضراب
- العليمي يؤكد مسؤولية الدولة عن الوفاء بالتزاماتها الاقتصادية والخدمية
![](media/imgs/news/1399966587.jpeg)
كثيرون هم الذين ولدوا في العقدين الماضيين، وحتى من قبلهم يجهلون ما دار خلف الكواليس من صغائر الأمور وكبائرها بين قيادتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والجمهورية العربية اليمنية، ومعظم الساسة في هاتين القيادتين - إن لم يكن غالبيتهم - تحفظوا على نشرها، والبعض الآخر لزم الصمت، وبينهم من أفصح عنها بحذر في حوارات صحفية.. إلا أن الشيخ سنان أبو لحوم (وهو من كبار مشايخ اليمن وأصدقها - قولا وعملا - بحسب آراء النخب والعامة)، فقد كان السباق الى نشر مذكراته في اربعة اجزاء، وهو على قيد الحياة بعنوان: "اليمن .. حقائق ووثائق عشتها"، وأعد جزءها الرابع بعد نفاذ الأجزاء الثلاثة الأخرى.
طريق مسدود في تعز
بعد وصول مباحثات تعز الى طريق مسدود تم الاتفاق على تأجيل الاجتماعات الى اليوم التالي، لعل وعسى يعود الرئيس صالح الى صوابه وتهدأ الامور.. لكن الأمور تصعدت اكثر صباح اليوم التالي.. يقول أبو لحوم بصددها إنهم فوجئوا بمغادرة الرئيس البيض ومرافقيه تعز دون علم الجانب الشمالي، عندها قال صالح: "يا الله نسافر بعدهم الى عدن لنصلح الغلطة التي وقعنا فيها، وأشكر الوالد سنان أبو لحوم على موقفه الذي سيساعد على تخفيف ما حصل ويضع لنا خط رجعة للاعتذار للإخوة، لكن أبو لحوم شكك في كلام صالح عما اذا كان صادقا او مجاملة منه، باعتبار انه واجه موقف صالح بالقسوة فيما شجع ذلك اعضاء الوفد الشمالي الذين أثنوا على موقف أبو لحوم واعتبروه مشرفا وحكيما، وأظهر للجنوبيين وجود من يقل لصالح لا!
عودة إلى عدن دون استقبال
لم يتراجع الرئيس صالح في السفر الى عدن التي توجه إليها ومرافقوه لإصلاح غلطته .. لكن أبو لحوم لم يسافر معهم لأنه صائم الشعبانية.. إلا انه تراجع عن البقاء في تعز بعد نصح محمد سعيد عبدالله وإسماعيل الوزير.. وعندما وصل أبو لحوم الى المقر الرئاسي في معاشيق وجد صالح ومرافقيه لوحدهم دون اي استقبال لهم عندما أمر صالح مرافقيه بالنزول الى السوق، وطلب الانتشار في المدينة لتناول الغذاء وعند العودة الى المقر الرئاسي حاولوا الاتصال بقيادات جنوبية لمقابلتهم، فلم يستجب أحد لهم.. مما ادى الى مغادرة صالح منفردا الى تعز، ثم غادر مرافقوه بينهم الشيخ أبو لحوم.
اتفاق العشر الأواخر من رمضان
استمر التواصل بين قيادتي البلدين من خلال الاتصالات، حتى العشر الأواخر من رمضان حيث وصل الرئيس البيض على رأس وفد الى صنعاء، حيث أقام الرئيس صالح في 24 رمضان حفل إفطار ترحيب بمقدمهم.. وتغيب عن هذا الحفل الشيخ أبو لحوم والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لوجودهما في مكة لأداء العمرة، وعند السؤال عنهما يقول أبو لحوم :"عندما سألوا عنا.. قال الرئيس صالح مازحا: عمي سنان والشيخ عبدالله سافروا لا ندري هل للعمرة، أم للعملة،؟ جوب عليه بعض الأصدقاء: للعملة - سامحهم الله".
في هذا اللقاء الذي صادف يوم 26 ديسمبر 1989 تم الاتفاق على تصور لدمج الوزارات والمؤسسات، تقييم لتجربة الشطرين في كافة المجالات، واستخلاص الإيجابيات منها وتطويرها لاحقا، إعداد مشروع قانون الانتخابات ونظام إجراء الاستفتاء الشعبي على دستور دولة الوحدة، العفو العام الشامل.. وتكليف لجنة التنظيم السياسي بوضع تصور لمستقبل العمل السياسي في اليمن الموحد، وإجراء حوارات مع التنظيمات والشخصيات الوطنية..
الأحمر يعترض مجدداً
عاد أبو لحوم والأحمر الى صنعاء بعد أدائهما مناسك العمرة، وفور علم الأحمر باتفاق قيادتي البلدين اعترض مجددا بحجة مشكلة المادة الثالثة من مشروع دستور دولة الوحدة.
يقول أبو لحوم إن صالح استدعاه وشرح له الموقف وما تم الاتفاق عليه، فأبدى موافقته عليه لكنه طلب ان يكون مرنا مع الشيخ الأحمر، وتجاهله خطأ.. فرد صالح: أنا والشيخ عبدالله متفاهمان.
بعدها سعى صالح في اليوم التالي للاتصال بالشيخ الاحمر وشهد عند حضوره الى دار الرئاسة محاولات الاتصال التي تجاهلها الاحمر حتى تجاوب مع آخر اتصال، ولبى الحضور الى الرئاسة لكنه بالوصول حتى الثانية عشر والنصف ظهرا يقول ابو لحوم: عندما حضر قلت له تتحكم حتى الرئيس؟
وتأكد أبو لحوم ان صالح والشيخ عبدالله بالفعل متفاهمين وقال: كنت أحس ان بينهما أسرار خاصة والخلاف بينهما صوري.. قلت لهما أنا غبي، لأنني كنت أعتقد انكما مختلفون".. فاقترح عليهما ابو لحوم للحفاظ على الوفاق بينهما ان يبتعد الشيخ عبدالله عن تأثير سكرتيره القيري، وأن يبتعد صالح عن تأثير حسن اللوزي.
مناصفة مبكرة
وارضاء للشيخ عبدالله بن حسين الاحمر تم القبول بالملاحظات التي طرحها على الرئيس صالح، وحلحلة الخلاف بينهما بعض القضايا التي قبل بها الرئيس صالح في اتفاقه مع القيادة في الجنوب.. كما قبل ان تكون قيادة دولة الوحدة مناصفة بين الشطرين حتى في مجلس الشعب تم الاتفاق على اضافة اعضاء جدد لتتساوى الاعداد.
ونسب الشيخ ابو لحوم الى الرئيس صالح قوله: لم يحصل هذا الا نزولا عند رغبة القيادة في الشطر الجنوبي والفترة محدودة ولا نستطيع ان نبذل اي شيء تم الاتفاق عليه، فيما بقي الشيخ عبدالله على تحفظاته.
ويمضي ابو لحوم القول في خاتمة الفصل الاول من مذكراته: كان هذا الحوار يهدف الى تقريب وجهات النظر في قيادة الشطر الشمالي تمهيدا للمصادقة على دستور الجمهورية اليمنية في مجلس الشورى الذي انعقد لهذا الغرض في صنعاء في 26 شوال 1410هـ الموافق 21 مايو 1990م، كما انعقد في اليوم نفسه مجلس الشعب الاعلى في عدن للمصادقة على الدستور.
في العدد القادم: قيام دولة الوحدة وازمات الفترة الانتقالية ولماذا اختلف الرئيس ونائبه في استقبال الملك حسين وكيف كان التعامل مع ازمة الخليج؟