آخر تحديث :الاثنين 10 فبراير 2025 - الساعة:01:07:34
الشيخ سنان ابو لحوم شاهد على حقبة انطوت ويجهلها الكثيرون ( 2 )
()

سافر سالم صالح محمد، الذي كان حينها يشغل الامين العام المساعد للحزب على رأس وفد رفيع الى موسكو لاستطلاع الموقف السوفيتي ولم يمكث الوفد طويلا هناك وبحسب معلومات الصحيفة ان السوفيت رفعوا الغطاء عن اليمن الجنوبي ولم يعد بمقدورهم تقديم اي دعم في المستقبل لهم وعليهم ان يدبروا انفسهم بل انه شاع قولهم: توحدوا ولو مع الشيطان"، فعاد الوفد الى عدن بخفي حنين.

بالمقابل عاد الشيخ سنان الى صنعاء في الوقت نفسه وعلى الفور استدعاه الرئيس صالح الى مكتبه في القيادة العامة ووجد عنده يحيى العرشي والمقدم عبدالله البشيري وتم اطلاعه على نتائج لقاءاته بقيادات الاشتراكي.

وبحسب قول سنان ان صالح قبل ان يلتقيه ذهب الى مأرب والتقى ببعض اصحاب سنان وابلغهم ان عمه سنان لديه مستعمرة ويأخذ حقهم.. فكان رد سنان: من بيته من زجاج لا يرجم بيوت الناس.. ومع ذلك سرر صالح من نتائج زيارة عمه سنان وقال: نحن الان وصلنا الى موقف يجب ان نواصله.

وفجأة طلب صالح عقد صلح لمدة عام مع الشيخ سنان ..فرد الاخير انت لا توفي. فقال صالح: الصلح في الوجه وانا ضميني عبدالله البشيري . فرد سنان: وانا ضميني الاستاذ يحيى العرشي.

سالم يشترط السرية التامة

يروي الشيخ سنان انه توجه مع الرئيس صالح بعد اسبوع من اللقاء الى تعز حيث سيصلها سالم صالح على رأس وفد يضم د. سيف صائل الذين عقدا لقاءا انفراديا واجتماعات عقدت بحضور الشيخ سنان الذي قال بهذا الصدد: ابلغني سالم ان اتفاقنا في الاعداد للقاء اللجنة اليمنية المشتركة ان يبقى الامر سريا حتى يتفاهم مع القيادة في عدن.

انقسام مبكر في الاشتراكي على الوحدة

في 29 نوفمبر 1989م، وصل الرئيس علي عبدالله صالح على رأس وفد كبير ورفيع المستوى.. للتوقيع على اتفاق يقول الشيخ سنان بشأنه: كان رأيي ومعي الكثير من الطرفين ان نبدأ الاتفاق على دمج 4-5 وزارت في العام الاول ثم العام الثاني نزيد منها وهكذا الى ان تندمج جميع الوزارات والمؤسسات وتتنم الوحدة بالتدريج".

ويشير ان صالح جاء حاملا معه الوحدة الفيدرالية مدتها سنوات ومصرا على دمج الدفاع والداخلية والخارجية والتربية والتعليم والاعلام والاشغال.. لكن البيض اقترح ان تكون وحدة اندماجية وفورية.. وهنا حدث انقسام لمسه الوفد الشمالي بحسب قول سنان.. طرف متحفظ على الدمج الفوري ويمثله د. ياسين سعيد نعمان وحيدر العطاس وسعيد صالح وطرف ثان مع الدمج ويمثله البيض وسالم صالح ومحمد سعيد عبدالله محسن.

وفي اليوم التالي 30 نوفمبر 89م، شهد مقر اللجنة المركزية حوارات ومشاورات يقول عنها الشيخ سنان انه عندما تحددت بعض وجهات النظر ضاقت حلقة الحوار على من بيدهم سلطة اتخاذ القرارات الحاسمة.. فعقد الرئيسان صالح والبيض اجتماعا في المكان نفسه بحضور سالم صالح وياسين سعيد نعمان وحيدر العطاس من الجنوب، ود. عبدالكريم الارياني من قيادة الشمال.

وبعد ساعتين من هذا الاجتماع لم يتوصل المجتمعون الى اي اتفاق بل خرجوا منه والوجوم يخيم عليهم ..يقول سنان بهذا الصدد : حينها شعرت ان جبل شمسان فوق رأسي وطلبت الحديث وقلت.. انتم تدورون حول انفسكم ويبدوا انكم لم تصلوا الى الرغبة الاكيدة والقناعة الراسخة بالوحدة.. نريد منكم ان تصدروا بيانا ولو كاذبا لحفظ ماء الوجه امام الشعب الذي عقد امالا كبيرة وامركم الى الله ويتولى عقابكم".

عندها طمأن سالم صالح الشيخ سنان:"علينا ان لا نيأس ولابد من خير".. وزاد البيض بعد ان انفض الاجتماع من التطمين حيث قبض على يد الشيخ سنان وخاطبه: لا تستعجل ستصلح الامور انشاء الله مع الصبر"..كان ذلك اثناء تناول طعام الغذاء في نادي الضباط بجزيرة العمال.

صالح يقرر السفر ليلا

لم تشفع وجبة الغذاء بين القيادتين (عيش وملح) ولا جلسة المقيل في (معاشيق) في التوصل الى وفاق بينهما.. بل راح يلملم اوراقه ويدعوا اصحابه الى مغادرة عدن ليلا.. وقال :"يا الله علينا ان نسافر حالا، الليل استر لنا"، لكن سالم صالح وحيدر العطاس وياسين سعيد نعمان لم يتركوه يغادر عدن على ان يرجئ سفره الى اليوم الثاني، بحجة ان ما تم الاتفاق عليه بينه وبين البيض سيتم التشاور بشأنها.. وهنا بيت القصيد ان صالح والبيض اتفقا على الوحدة الفورية لكنهما لم يوقعا عليها والسبب ان البيض طلب من صالح ان يتشاور مع قيادة الحزب حسب شهادة الشيخ سنان في مذكراته لكنه للحق كان البيض مقتنعا قناعة تامة بالوحدة.. قلت للبيض انتم ظروفكم لا تتحمل ولا تثق انك ان تبقى على ما تريد".. عندها اصر الجميع والكلام هنا للشيخ سنان – على التوقيع او السفر فما كان منهم الا ان ذهبوا الى البيض واتوا معه الى مقر الرئاسة في معاشيق وتم التوقيع على اتفاق 30 نوفمبر 1989م، ثم سافر الوفد الشمالي وخرجت قيادة الاشتراكي كلها لتوديعهم الى الشريجة بل ورافقوهم الى تعز.

صالح: :" سنقيم الوحدة ولو بالقوة"

في الفترة نفسها عقدت قيادتا البلدين مباحثات في تعز وصفها الشيخ سنان باللقاء الفاشل بعد ان وصلت الى طريق مسدود وحضرها نفس الوجوه في اللقاءات السابقة عدا شخصيتين كبيرتين عن الشمال تحضر هذه المباحثات لاول مرة هما الشيخ مجاهد ابو شوارب والمقدم علي محسن صالح.. فشلت تلك المباحثات بسبب مادة دستورية تتطلب مراضاة الشيخ عبدالله بن حسين الاحرم بشأنها.. وهنا قد تدخل الشيخ سنان حسب شهادته ورمى مشدته وقال:"يا جماعة المادة الدستورية التي تختلفون حولها ليست بذات الاهمية لنختلف حولها.. واذا كان الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر وبعض الاخوة متمسكين برأيهم سنرضيه ونرضيهم"، هنا انفعل الرئيس صالح وقال:" سنقيم الوحدة بأي شكل من الاشكال ولو بالقوة"، وقال كلاما جارحا على حد قول سنان.. فرد عليه الاخير: انت لا تستحي ونحن عندك في بيتك".. وانسحب سنان من الجلسة احتجاجا على ما قاله صالح.

هنا تدخل علي محسن وطرح (جاهه) وقال: ارجو ان لا يعرف احد بما جرى وكذلك فعل مجاهد ابو شوارب الذي كان مصدوما.

 

 

 

 




شارك برأيك