- الوليدي يشرف على تزويد محطة المنصورة بالوقود لإعادتها إلى الخدمة بقدرة 60 ميجاوات
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأحد بالعاصمة عدن
- بعد ظلام عدن.. توجه دولي وإقليمي لهيكلة الرئاسي والحكومة فوراً
- العليمي يتحدى الأغلبية في المجلس الرئاسي ويرفض إقالة بن ماضي!
- فضيحة .. حزب سياسي يبيع الموارد السيادية للدولة ..
- د. صلاح الشوبجي مدير عام البريقة لـ "الأمناء": الفساد والعبث يعرقلان جهود التنمية.. ولابد من تدخل عاجل لإيقاف المتنفذين
- محللون أمريكيون يقترحون استراتيجية جديدة لمواجهة التهديد الحوثي في اليمن
- تظاهرات عدن ضد انقطاع الكهرباء وتردي الخدمات: صرخة في وجه الضمائر الميتة؟
- طلاب كليات الطب يتظاهرون للمطالبة باستئناف الدراسة وإنهاء الإضراب
- العليمي يؤكد مسؤولية الدولة عن الوفاء بالتزاماتها الاقتصادية والخدمية
![](media/imgs/news/1399878704.jpeg)
لا تكلف زيارة محمية الحسوة غير50 ريال بالعملة المحلية للفرد يمكنه بها المكوث لساعات. وسيدخل الزائر البوابة الرئيسية بعد أن يجتاز على يساره موقف سيارات, ثم المدخل الرئيسي مباشرة, قبل المداخل الفرعية التي تقود إلى عدد من الاستراحات والمزارع, وفي نهاية المطاف برج مراقبة الطيور.
وما بين حميمية أو عائلية, وأخرى فردية, أو بصحبة عدد من الأصدقاء لقضاء بعض الوقت, تختلف الزيارات, إلا أن الزائر في الوقت الراهن لن يجد الكثيرين أمامه حتى لو صادفت زيارته يومي الجمعة أو السبت؛ بصفتهما يوما الإجازة الأسبوعية في هذا البلد.
في السابق كما يقول المشرف على المحمية سمير حسن محمد, كانت الحسوة تعج بآلاف الزيارات الجماعية والفردية, سنويا, من الباحثين والمهتمين, ومنهم العامة وحتى السواح الأجانب, غير أن ذلك كان في زمن مضى استمر حتى العام 2010.
يضيف حسن: كان دخل المحمية السنوي يقدر بالملايين, وكان لدينا عدد من الشباب ممن يعملون في مختلف المجالات في المحمية التي كانت مزدهرة وجاذبة للسياحة.
ايقاف مشروع الادارة المستدامة
والزمن الذي يتحدث حوله مشرف المحية لم يدم أكثر من عامين (2008 -2010)؛ وحين اندلعت الأحداث الأخيرة في مستهل العام 2011 كان أن تضاءل العدد, وكف السواح الأجانب عن المجيء, حد تعبيره, ولم يستمر «مشروع الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية» بعد مرحلته الثانية, والذي موله البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة, في كلا المرحلتين؛ امتدت الأولى من 2006 حتى 2008, واستمر في الثانية حتى العام 2010.
وأساسا ازدهرت المحمية بعد أن مولت الأمم المتحدة مشروع الإدارة المستدامة المشار إليه, والذي جهزها لاستقبال الزائرين, وكان عمالها يستلمون مرتبات شهرية من المشروع؛ انقطعت بانتهائه.
2 موظفين فقط
في أول زيارة لي وحتى عدد من الزيارات اللاحقة, ظننت أن الشباب العاملين في المحمية موظفين حكوميين, ولديهم مرتبات شهرية, وحقا دُهشتُ حين سمعت من مشرفها أن الموظفين اثنان فقط, فيما الآخرون ما زالوا بانتظار تحقيق وعود حكومية منذ سنوات بتوظيفهم.
استمعتُ لـ سمير حسن محمد بعض الوقت, وكان يتحدث حول «مشروع الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية» (المرحلة الثانية), الممول من قبل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة (UNDP) والذي استمر لعامين حتى 2010.
حينها كان المشروع يدفع مرتبات شهرية لعمال المحمية, وكان الزائرون لها كثر, ودخلها جيد. اليوم لا يستطيع أن يقدر الدخل السنوي للمحمية إلا بآلاف الريالات فقط, بعد أن كان بالملايين.
قال سمير حسن إن الشباب الذي عملوا في المحمية لسنوات لم يُوظفوا حتى الآن على الرغم من وعود حكومية قطعتها بعض الجهات, منذ كان أحمد الكحلاني محافظا لعدن, بتوظيفهم ضمن حصة وزارة المياه والبيئة التي تتبعها الهيئة العامة لحماية البيئة المشرفة على الموارد الطبيعية في البلد.
الشباب بحسب سمير حسن, هم: أحمد هاشم سالم, عصام سالم ناصر, محمد هاشم سالم, ناصر راشد عوض, عبدالله المهدي, هشمان هاشم سالم, سمير ناصر أمابدي, سعيد عبده سعيد, باسل علوي عبدالله, فهيم مصطفى حيدرة, ووحيد ناصر سعد.
محميات الأراضي الرطبة
وفي عدن خمس مواقع لمحميات الأراضي الرطبة, أعلنت بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (249) للعام 2008, بإجمالي 2500 هكتار, وهي:
منطقة البحيرات (بحيرات عدن), المملاح, الحسوة, مصب الوادي الكبير, وخور بئر أحمد (الفارسي).
وتصنف محمية الحسوة الطبيعية ضمن محميات الأراضي الرطبة الاصطناعية كونها نتجت عن تصريف الصرف الصحي في الأراضي القريبة من الساحل, علما أن جزءا منها كان أراض رطبة طبيعية استخدمت في الماضي كأحواض لإنتاج الملح.
و«المحمية» تُعرف بـ«مساحة محددة من الأرض تحمى من الأنشطة البشرية, ويحافظ على حيواناتها ونباتاها ومظاهرها الجيولوجية لأهميتها كنظام بيئي متميز».
والأراضي الرطبة وفقا لاتفاقية رامسار هي مناطق مستنقعية أو سبخات أو مياه, سواء كانت طبيعية أو اصطناعية دائمة ومؤقتة مياهها ساكنة أو جارية, عذبة أو ضارة في الملوحة, بما في ذلك المياه البحرية التي لا يتجاوز عمقها عند الجزر ستة أمتار وتشمل أيضا الوديان والواحات.
وتقع محمية الحسوة في نهاية دلتا السهل الفيضي للوادي الكبير (وادي تبن) الممتد من المناطق الوسطى شمال محافظة لحج, مرورا بمناطق محافظة لحج والوهط وبئر أحمد وينتهي في مناطق الحسوة والمهرام حتى مصبه النهائي في خليج التواهي.
وكلمة الحسوة في اللغة هي الأرض الوفيرة الماء حيث يتواجد بالقرب من السطح وعلى أعماق قليلة, وهو ما كان وما يزال أحد ميزات مناطق الحسوة حتى اليوم حيث يمكن أن يوجد الماء على عمق أربعة أذرع تزداد ملوحته كلما اقتربنا من منطقة الساحل حيث تداخل مياه البحر.
وخلال بعض المراحل كان جيش الاحتلال البريطاني يحصل على جزء من احتياجاته المائية من تلك المنطقة مقابل مبالغ نقدية كان يسددها لحاكم المنطقة آنذاك وهم قبائل العقارب وبعد شراء المنطقة من سلطان لحج, تم حفر الآبار في أعلى الدلتا بالمنطقة المعروفة ببئر أحمد وما يزال حوض المياه الجوفية في تلك المنطقة يساهم في توفير جزء من احتياجات سكان محافظة عدن من مياه الشرب حتى اليوم.
اشجار نادرة
ولقد ساعدت ظروف النشأة الجيولوجية للمنطقة (السهل الفيضي الأخير للوادي الكبير الذي يصب في خليج التواهي) والظروف البيئية المحلية على انتشار أشجار نخيل الدوم (البهش أو الطاري) في تلك المنطقة وأنواع أخرى مثل أشجار السمر «السنط العربي» وشجيرات السويداء أو ما تعرف محليا بالعصل والأخير ينتشر بكثافة على المنطقة الساحلية.
المحمية المعلنة بحدودها الحالية تنقسم إلى قطاعين أساسيين الأول عبارة عن أراضي مدية وسبخات طينية ملحية منخفضة بمحاذاة المنطقة الساحلية ويمتد من غرب المحمية وحتى موقع إدارة المنطقة الحرة ومينائها حاليا وقد استخدم هذا الجزء لإنشاء ملاحات لإنتاج الملح وذلك منذ القرن السادس الهجري بحسب ما تفيد المصادر, أما الجزء الثاني والذي يمتد من الطريق الاسفلتي الحالي وحتى موقع أحواض المعالجة فهي أراضي فيضية طينية استخدمت كأراضي زراعية.
ويحوي دليل محمية الحسوة الطبيعية – عدن المعد من قبل الهيئة العامة لحماية البيئة, والصادر في نوفمبر 2010، معلومات غزيرة, ومنها تاريخية, عن المحمية, إضافة إلى اشتماله على كم كبير من الصور, وعدد من الخرائط, والرسوم البيانية، حيث تضم المحمية تنوعا حيويا ثريا قدّمه الدليل بالكلمة والصورة.