آخر تحديث :الاحد 03 اغسطس 2025 - الساعة:01:23:42
كيف موّلت قطر الإرهاب عبر الإخوان والجماعات الإرهابية؟ وما علاقتها بتفجيرات 11سبتمبر؟
("الأمناء" استعراض/ نصر صالح هرهرة - إفهام محمود العراقي:)

تستعرض "الأمناء" في عدة حلقات كتاب (إرهاب الحمدين وخطره على العرب والعالم) للمؤلف خالد القاسمي، وبعد أن تناولنا في الحلقة (الأولى) الخطر الذي يشكله (تنظيم الحمدين) على الجزيرة العربية، وتاريخ قطر المليء بالاغتيالات، سنتناول في حلقة اليوم كيف نشأت جماعة الإخوان في قطر في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، بالإضافة إلى سبب خروجهم من مصر في زمن الزعيم المصري جمال عبد الناصر.

حيث تناول المؤلف نشأة الإخوان في قطر في منتصف الخمسينات، عندما دفع الضغط السياسي لجمال عبدالناصر على جماعة الإخوان مما اضطرهم للهجرة، وكانت قطر إحدى هذه الدول وكان أبرز تلك القيادات القرضاوي والدكتور أحمد العسال، وكانت قطر في تلك الفترة قليلة السكان ويتمركزون في العاصمة الدوحة مما جعل حضورهم في قطر مؤثراً، ناهيك عما تمتعت فيه تلك القيادات الإخوانية من الحنكة السياسية والتمكن في العلوم الإسلامية الشرعية.

وفي التسعينيات قدم إلى مصر عددٌ من الطلبة القطريين، ومن بينهم الدكتور جاسم بن سلطان وكان طالباً بالفكر الإسلامي، وكان ذلك بداية اتصاله بالقيادات الإخوانية الخارجة من سجون مصر كما عاصر تيار العنف، فكل هذه المنجزات انعكست في تكوينه وتأسيسه في قطر. فالدور القطري لتمويل الإرهاب لم يقتصر على الإخوان فقط، بل تطرق في دعم جماعات الإرهاب بمختلف أطيافه، فقد عملت على تسهيل تحركاتهم بين الدول من خلال صرف جوازات سفر وتسهيل ممرات عبورهم.

كما أشارت تقارير خاصة عرضتها قناة أبو ظبي بأن علاقة تميم بتنظيم داعش علاقة واضحة، حيث يطلق العالم على جماعة تنظيم الدولة الإسلامية باسم داعش بينما يَطلق عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، مغدقاً عليهم بأمواله لتنفيذ أوامره ومنهم أحرار الشام وأنصار الشريعة، وكذا دعمهم لوساطات مشبوهة ومؤامرات للراعي الأول للإرهاب وهي حركة طالبان.

فالدور القطري لنظام الحمدين الإرهابي لم يقتصر في ربوع العالم العربي، بل امتد إلى أنحاء العالم، فقد كشفت وثائق عن علاقة قطر مع إيران بتفجيرات 11 سبتمبر وتعاونهما في القيام بأعمال إرهابية ضد المصالح الأمريكية وذلك حسب شهادة المخابرات الأمريكية، وأيضا دعمهم للإرهاب في أوروبا من خلال تأسيس العمل الخيري ودعم منظمات ومعاهد، وكذا دعمهم لانشقاقات في عدة بلدان منها فرنسا.

كما أوضح المؤلف أن سبب إرهاب ومؤامرات الحمدين في المملكة العربية السعودية يعود إلى الكره الذي يحمله هذا التنظيم للمملكة، وهذا راجع إلى عقدة النظام التي يشعر بها بافتقاده الزعامة ويحاول الوصول إليها بشتى الطرق، وقد بُنيت علاقة الدوحة بالرياض في عهد الحمدين على الأسُس الاستراتيجية التي وضعها حمد بن جاسم بن جبر وهي: (محاربة السعودية في كل مكان، وتشويه سمعتها بشكل متعمد وممنهج، وتعمد فصل السعودية عن محيطها الدولي بتهمة التطرف، ومحاولة فصل الرياض عن محيطها العربي والإسلامي، وارتكاب الجرائم والثورات وإلصاق التهمة بالسعودية أكبرها تعاونها مع القاعدة وجماعه الإخوان بالتخطيط وتنفيذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبناء علاقة خفية من تنظيمات القاعدة وداعش والحوثيين بالقيام بالأعمال القذرة نيابة عن الدوحة بابتزاز السعودية والمجتمع الدولي).

وقد بدأ بمحاولة احتلال موقع الحفوس السعودي الحدودي ومؤامرة تقسيم السعودية، حيث سربت تسجيلات صوتية مع معمر القذافي، ثم خطط اغتيالات لشخصيات في العائلة الحاكمة أهمها الملك عبد الله بن عبد العزيز والملك سلمان بن عبدالعزيز، وهذا يعبر عن رغبة قطر في أن تحكم بالوكالة، فتكون دولة صانعة للملوك والحكام، دولة تعتقد وتؤمن أنها بقوتها الناعمة كالمال الوفير والإعلام الموجه هي قادرة على تغيير الواقع على الأرض تحت شعارات الثورة والدين.

وقد سعى نظام الحمدين إلى تدويل الحرمين وبدأ في التشكيك في قدرة المملكة العربية السعودية على إدارة الحج وأن حادثة التدافع في عام ????م، كان بسبب سوء إدارة وليس عملاً جنائياً مفتعلاً، وركب هذه الموجه بعض الشخصيات الدينية المحسوبة على النظام القطري الإرهابي، وتآمر بتدويل قضية الحج. كما استغل تنظيم الحمدين الأزمة السعودية الكندية، حيث أعلنت قطر أن تصريحات أمين عام مجلس التعاون الخليجي حول الأزمة لا تعبر عن رأي الدوحة، كما تم استهداف الشباب السعوديين بالمخدرات، واستغل نظام الحمدين واقعة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشفجي بالنيل من السعودية، وقد شكلت خلية أزمة إعلامية منذ اليوم الأول لإخفاء خاشفجي لاستغلال أزمة اختفاءه وتحويلها إلى قضية سياسية توجه من خلالها ضربة إلى السعودية.

وعن إرهاب الحمدين في دوله الإمارات العربية المتحدة يعود السبب في ذلك إلى فشل النظام القطري في فرض هيمنته على الاتحاد التساعي، وانتهى به الأمر إلى الانسحاب من هذا الاتحاد وشن حملاته الإرهابية على دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد تجلى ذلك الإرهاب في حماية القرضاوي ومهاجمته للدولة الإماراتية ودعم الخارجين عن القانون في محاولتهم قلب نظام الحكم عبر التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وقد بينت بعض قيادات سابقة في تنظيم الإخوان أن قطر كانت تهدف إلى نزول الإخوان إلى الشوارع في الإمارات لنشر الفوضى، مثل ما حدث في بعض الدول العربية. وأضافت أن الإعلامي في قناة الجزيرة أحمد منصور كان يدعم أعضاء التنظيم السري بمقالات كان يكتبها بأسماء مستعارة، وتم إرسال موظف في الجزيرة لتدريب أعضاء التنظيم السري في الإمارات، وعملت قناة الجزيرة على ربط الهاربين من وجه العدالة بالجهات الإعلامية الخارجية، وقدمت لهم قطر جوازات سفر وكانت فتاوى القرضاوي تقدس وتدرس في قطر، كما خصصت قطر ميزانيات وموارد ضخمة لإقامة مواقع وحسابات شبكية تستهدف بث الإشاعات والأخبار المفبركة والإساءة لرموز دولة الإمارات،  وقد ثبت خيانة قطر للتحالف العربي في اليمن وتعاونها مع الحوثي لتثبيت النفوذ الإيراني، وعملت على فبركة وثائق للنيل من دولة الإمارات، كما قام تنظيم الحمدين بتهريب العناصر الإرهابية، وهدد الطيران المدني الإماراتي عدة مرات، وحاولت عرقلة عملية الإمارات في الصومال والوقيعة بين الحكومة اليمنية ودوله الإمارات.

إن السبب التاريخي الذي يدفع بتنظيم الحمدين للنيل من شؤون البحرين هو أن آل خليفة هم أول من سكن المناطق القطرية وجعلوا لها اسماً وتاريخاً وحققوا رخاءً اقتصادياً في هذه المنطقة، حتى نجح القاطنون بمساعدة بريطانيا من الانفراد بالحكم فقط، ولم يكتفوا بما حصلوا عليه ولكن حاولوا اقتطاع مناطق من البحرين وضمها لدولتهم الصغيرة وتحالفوا مع إيران للنيل من استقرار مملكة البحرين؛ بل والقضاء عليها، فحاولوا احتلال جرز بحرينية من خلال استغلال مواضيعها من القضايا العربية لابتزاز الدول العربية ولتمكينها من احتلال جزر بحرينية، كما حاولت من خلال محكمة العدل الدولية التي استمرت عدة عقود، وهناك عدة قضايا تجسس قطرية للبحرين.

فلم تتوقف مساعي تنظيم الحمدين في دولة الإمارات أو السعودية أو البحرين، وإنما تطرقت كذلك إلى دولة الكويت، محاولة زعزعة الأمن القومي لمجلس التعاون الخليجي، فكانت أول محاولتهم في وضع العراقيل في طريق تحرير الكويت من الغزو العراقي، حيث رفض اتخاذ القرارات  الضرورية التي أرادت دول الخليج العربية اتخادها لإخراج العراق من الكويت، وكذا محاولاتها فيما بعد في  بث الشائعات ضد دولة الكويت ونشرها لتقارير عبر شاشة قناة الجزيرة، وهو ادعاء وجود ثورة لا أساس له من الصحة، وكما نشرت تصريحات لصحيفة البيان الإمارتية توضح الدور القطري في الدعم في تمويل أركان المعارضة الكويتية بالمال والدعم الإعلامي، وعن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وفي أغسطس 2015م كشفت وزارة الداخلية الكويتية ضبط أعضاء لخلية إرهابية مرتبطة بحزب الله، وقد قدمت اعترافها بتمويلها من دول أخرى، فلم تكتفِي قطر في الدعم الإرهابي للكويت فهي تنحاز للفلبين ضد دولة الكويت  في الأزمة التي صارت بين الدولتين في 6 فبراير 2018 وقيامها بتهريب العمالة الفليبينية إلى مانيلان وكذا إنكار مساعيها في حل الأزمة القطرية العربية.

سنتناول في الحلقة القادمة، بإذن الله، إرهاب الحمدين في اليمن، والأدوار المشبوهة في اليمن سواء قبل عاصفة الحزم أو بعدها من خلال دعمه ومساندته للمليشيات الحوثية الانقلابية والجماعات الإرهابية المتطرفة.


#

شارك برأيك