مدير مؤسسة المياه بردفان لـ "الأمناء": استعنا بالمشايخ واللجان الشعبية لمساعدتنا وضبط المخالفين

 

قال مدير فرع المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي في ردفان بمحافظة لحج الأخ عبدالله صالح علي القريطي: "إن الوضع القائم الذي تعيشه معظم مديريات ردفان الأربع قد ألقى بضلاله على عمل فرع مؤسسة المياه كغيره من المرافق والإدارات الحكومية، التي باتت تواجه صعوبة في تأدية عملها بالشكل المطلوب، الأمر الذي دفع بإدارة الفرع إلى الاستعانة ببعض شيوخ القبائل وتشكيل لجان شعبية لمساعدة الإدارة والعاملين في الفرع في تأدية عملهم، ومساعدة الإدارة في تحصيل الإيرادات وضبط المخالفين والحد من عمليات الربط العشوائي لخطوط المياه".

وكشف القريطي في ثنايا حوار أجرته معه "الأمناء" الكثير من المشاكل والصعوبات والأعمال والممارسات، التي قال بأن إدارة المؤسسة سوف تضطر إذا لم يتم تلافيها ومعالجتها وبأسرع وقت ممكن إلى التوقف عن العمل، وبصورة كلية, كما تطرق الحوار إلى الكثير من القضايا والمواضيع المتعلقة بعمل فرع مؤسسة المياه، والمشاكل والصعوبات التي تعترض سير عملها, وعن المشاريع التي تم تنفيذها والأخرى التي هي قيد التنفيذ والمتعثر منها, وعن حجم الأضرار التي لحق بشبكات المياه والمضخات، وكذلك المبنى الذي تعرض للنهب والتخريب, وعن مرتبات الموظفين ومستحقاتهم المالية, وكيفية تعامل إدارة المؤسسة في معالجة قضاياهم وتوفير مرتباتهم الشهرية وغيرها من المواضيع التي طرحناها على طاولة مدير المؤسسة، وأجاب عنها بكل شفافية ووضوح, فإلى تفاصيل الحوار:

* ونحن في طريقنا إليكم لإجراء هذا الحوار؛ شاهدنا حجم الدمار والتخريب الذي طال مبنى فرع المؤسسة، رغم أنه مبنى حديث ومتطور وكان حتى وقت قريب مجهز بأحدث التجهيزات, ما الذي حصل بالضبط لهذا المبنى؟

- في البدء نشكر "الأمناء" على هذه الاستضافة لنا، ولعلها أول صحيفة تُجري حواراً صحفياً معنا لتلمس هموم ومشاكل فرع المؤسسة والصعوبات التي تعترض عملنا، وتسليط الضوء على نشاطنا وعملنا في ردفان, وبالنسبة إلى سؤالكم حول ما تعرض له المبنى من دمار وخراب فأعتقد أن الجميع يعرف الظروف التي مرت ولا تزال تمر بها المديرية منذ عام 2011 من انفلات أمني، وعشوائية وفوضى دفعت بالبعض إلى الاعتداء على مرافق الدولة والقيام بأعمال سلب ونهب بعض تلك المرافق التي كان لمبنى فرع المؤسسة النصيب الأوفر, حيث تعرض المبنى للتخريب وتكسير الأبواب والنوافذ ونهب المعدات والأنابيب، وأيضاً نهب سيارة نوع (سوزوكي) التي كانت بحوزة المدير السابق لفرع المؤسسة عبدالله مثنى قاسم، الذي بدوره بذل جهوداً كبيرة في متابعة الأشخاص الذين قاموا بأعمال النهب، وتمكن وبالتعاون مع بعض المشايخ والشخصيات الاجتماعية من استرداد بعض المعدات مثل أجهزة الكمبيوتر وغيرها من الممتلكات.

* في ظل هذه الأوضاع التي تشهدها ردفان من فوضى وعشوائية وانفلات أمني، وغياب تام لعمل ودور الأجهزة الأمنية والضبطية, تُرى كيف تمارسون عملكم الإداري، وكذلك عملكم الميداني؟

- بالنسبة للأوضاع التي تعيشها ردفان فلا يستطيع أي شخص أن ينكرها أو يتجاهلها, حيث أصبح العمل في ظل مثل هذه الظروف صعب جداً ولا يستطيع أي شخص أو إدارة  تقديم الخدمات بالشكل المطلوب، وذلك لعدم وجود أي جهة ضبطية، وفيما يخصنا فإننا نعمل في ظروف غاية في الصعوبة وقد لجأنا مؤخراً إلى الاستعانة بالمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية، وقمنا بتشكيل لجان شعبية لمساعدتنا في عملية تحصيل الإيرادات وضبط المخالفين ومن يقومون بعملية الربط العشوائي لشبكات المياه, وعلى الرغم من ذلك فقد لوحظ خلال الآونة الأخيرة تدهور ملحوظ في مستوى الإيرادات، حيث إن الإيرادات لمديرية ردفان (الحبيلين) وكذلك لمديرية حبيل جبر لا تغطي حتى رواتب العمال والموظفين، رغم أننا في إدارة الفرع نقوم بتوصيل المياه إلى كافة القرى والمناطق وبصورة طبيعية، التي كانت لا تصلها المياه إلا فيما ندر.

* ما هي أبرز الصعوبات التي تعترض سير عمل المؤسسة العامة للمياه في ردفان؟

- هناك الكثير من الصعوبات التي تعترض سير عملنا، لعل أبرزها الربط العشوائي وعدم تسديد الإيرادات على الرغم من قيامنا بعمل تسهيلات للتوصيل، وصلت إلى قيامنا بتوجيه المختصين بأخذ مبلغ (15000) خمسة عشر ألف ريال والباقي يتم تسديدها على أقساط لكل مواطن يريد توصيل خط المياه إلى منزله, إضافة إلى الاعتداءات المتكررة على خطوط وشبكات نقل المياه والاعتداء على بعض الموظفين.

* ماذا عن مشكلة رواتب ومستحقات العمال والموظفين, هل لا تزال عالقة أم قمتم بمعالجتها مع الجهات المختصة؟

- بالنسبة لرواتب الموظفين ومستحقاتهم فقد عجزت الإدارة عن تسديدها لشهري مارس وإبريل بسبب امتناع الكثير من المشتركين والمستفيدين من المياه عن التسديد، عدا نسبة قليلة جداً, كما أن الإدارة لا تستطيع دفع العلاوات والحوافز للعمال والموظفين للسبب نفسه. 

* ماذا عن موقف السلطة المحلية تجاه ما حدث ويحدث للمؤسسة، وما هو تقييمكم لمدى تعاونها معكم؟

- بالنسبة لموقف ودور السلطة المحلية فهو دور مشرف، ونحن نشكر قيادة السلطة المحلية بالمديرية ممثلة بالمدير العام الأستاذ بديع محمد احمد القطيبي لما تقوم به من دور في تقديم الدعم والمساندة لإدارة المياه، ورصد مبالغ مالية لمساعدة الإدارة على التغلب على بعض الصعوبات التي تنشأ بين الحين والآخر.

* ماذا عن استعدادات فرع مؤسسة المياه في ردفان لمواجهة فصل الصيف، وضمان عدم انقطاع المياه خلال هذا الفصل عن المواطنين؟

بالطبع فإننا في فرع المؤسسة العامة للمياه بردفان لدينا خطة متكاملة تضمنت جملة من الإجراءات والاستعدادات التي قمنا بها لاستقبال فصل الصيف، وذلك من خلال صيانة الآبار والمضخات وتجهيز الخطوط وصيانة المعدات، وسوف يتم في القريب العاجل تشغيل بئر (الصلعاء) الموجودة بجانب من مدينة الحبيلين، التي تم حفرها قبل أكثر من عامين وأيضاً تشغيل بئر (الملحة) وتشغيل بئر (سبأ)، التي سوف تغطي مناطق (السوداء, شعب الديوان, الذنيب, الرويد, الجدعاء والحمراء) وذالك عند وصول شبكة الأنابيب التي تلقينا وعودا من المجلس المحلي في مديرية الملاح بتوفيرها خلال هذا العام.

* منذ تسلمكم مهام إدارة فرع مؤسسة المياه استطعتم تحقيق العديد من النجاحات والإنجازات، وشهدت المؤسسة نقلة لا بأس بها، وهذا بالطبع بشهادة المواطنين, يا حبذا لو تحدثونا عن بعض تلك الإنجازات والمشاريع التي استطعتم تحقيقها خلال الفترة الماضية؟

- بالنسبة للإنجازات التي حققناها فهي كثيرة وتتمثل في إصلاح الآبار التي كانت متوقفة منذ فترة كبيرة، وأيضاً قمنا بدفع رواتب العمال والموظفين التي كانت الإدارة عاجزة عن دفعها لهم، والتي توقفت لحوالي ستة أشهر وتمكنا من دفعها لهم كاملة, كما قمنا بمتابعة منظمة الصليب الأحمر الدولي للحصول على بعض المشاريع والمساعدات والمتمثلة في تقديمه لفرع المؤسسة خمس مضخات ومحركات وأنابيب تم تركيبها فوق الآبار, كما تقدمنا هذا العام بعدة طلبات من المنظمة وحصلنا على وعود بتلبية بعض تلك المطالب, كما قمنا بتركيب خطوط إسالة جديدة وهي خط منطقة (الملحة) الذي تم افتتاحه رسمياً في يناير من العام الجاري، وكان ذلك بالتعاون مع جهود المواطنين وأيضاً المبالغ المالية التي قدمها المواطنين في المنطقة وعلى رأسهم الشيخ عبدالرحمن محمد محسن، والشيخ محمد صالح حسين وآخرون.   

* يشكو الكثير من المواطنين في بعض القرى والمناطق المستفيدة من مشاريع المياه التابعة لفرع المؤسسة من الانقطاعات المستمرة للمياه، التي تصل لأكثر من عشرة أيام، بل البعض يصل إلى حوالي شهر كامل, ما هي حقيقة تلك الشكاوى والأسباب التي تقف وراء ذلك؟

- نعم حصلت انقطاعات للمياه خلال الفترة السابقة قد تصل إلى عشرة أيام، وذلك ناتج عن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي أثرت على الكثير من المضخات، بل وتسببت تلك الانقطاعات في إتلاف البعض من المضخات.

* وماذا عن المشاريع المتعثرة لديكم؟

- نعم توجد هناك العديد من مشاريع المياه المتعثرة وهي مشروع مياه (سبأ, السوداء, شعب الديوان, الذنيب والرويد)، وذلك بسبب عدم وجود شبكة الأنابيب لهذا المشروع وعدم وجود إمكانيات مادية لدينا لبناء غرفة حراسة، وغيرها من المستلزمات لهذا المشروع.

* هل لديكم خطة مستقبلية لمشاريع المياه في عموم مديريات ردفان؟

- نعم لدينا خطة مستقبلية تتمثل في حفر العديد من الآبار وخزانات المياه في العديد من القرى والمناطق بالمديرية.

* ما هي الكلمة الأخيرة التي تودون قولها في نهاية هذا اللقاء؟

- لعلها فرصة مناسبة أن نؤكد للمواطنين، وعبر صحيفة "الأمناء"، وخاصة في ردفان وحبيل جبر أن الوضع الذي تعاني منه الإدارة إذا ظل على ما هو عليه الآن فإننا سوف نضطر إلى التوقف عن تقديم الخدمات بسبب عدم توفر الإيرادات، واستمرار الربط العشوائي.

 

 

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني