في ندوة (الواقع والطموح) لهيئة مستشفى الجمهورية بعدن: 60 عاما على التأسيس و20 عاما من النخر والتدمير الممنهج

 

قلما تجد ندوة بهذه الشفافية التي تجلت في ندوة "الواقع والطموح" التي تنظمها هيئة مستشفى الجمهورية بعدن على مدى يومين في فندق ميركيور – عدن.. بمناسبة مرور (60) عاما على تأسيسها.

في الندوة كان سقف المداخلات مفتوحا لكن بعد ان غادر الوزير الدكتور العنسي والمحافظ وحيد رشيد والمسؤولين المحليين الذين حضروا الجلسة الافتتاحية ولم يكلفوا انفسهم البقاء ولو لجلسة عمل واحدة كونهم سبب في الهم الصحي الذي تعيشه عدن لاول في تاريخها خلال العقدين الماضيين.

 ورقة صالح كشفت المستور

بعيدا عن كلمات الجلسة الافتتاحية وحضور المسؤولين واعضاء في الحوار الذين سنأتي عليهم لاحقا.. فقد كانت الجلسة الثانية على موعد مع اوراق اشبه بالتقارير المقدمة الى الاعلى مع انها في غاية من الاهمية وينبغي ان يكون مستمعيها وزير الصحة ومحافظ عدن واعضاء كتلة عدن البرلمانية مع ان صلاحيتهم قد انتهت منذ زمن بعيد وقبلهم اعضاء محلي عدن واعضاء الحوار الوطني الذين ما زالت مخرجاتهم قيد الانشاء.. لكن عوضا عنهم استمع الكادر الصحي الى تلك التقارير مما لقيت بعض الانتقادات من الحضور وخاصة ممثلي منظمات المجتمع المدني.

وكانت اولى الاوراق للدكتور علي عبدالله صالح ، مدير عام هيئة مستشفى الجمهورية الذين تناول فيها مجمل الاوضاع في المستشفى والتحديات التي تواجهها .

واكد . صالح انه على الرغم من ان المستشفى انتقل الى مستوى هيئة الا انه ما يزال يعمل بنفس المربع السابق في اشارة الى انه يعمل بأجهزة ومستلزمات ومنشآت ولوائح المستشفى العام في ظل تراكم ديونه بالمقابل كان حجم الوفر كبيرا العام وهي مفارقة عجيبة (ديون ووفر).

واعترف د. صالح عن عدم رضى المواطن للخدمات التي يقدمها المستوى وترديها ، لكنه بالمقابل ان المقتدر على الدفع لرسوم المعاينة وخلافها يطلب بالاعفاء (وببلاش).

 ارقام مهولة للقوى البشرية

من بين المحاور الهامة في الندوة كانت البنية التحتية والصعوبات واوضاع القوى العاملة والموارد المالية الراهنة والتوجه الاقتصادي للهيئة وقدمها كلا من د. ياسين عبدالغفور وكرم يوسف ومهيب شائف ومن الحقائق التي كشفت في هذه المحاور تلك الاعداد المهولة للكادر 158 اختصاصي و59 مدرسا للجامعة، و118 اطباء عموم و12 اطباء اسنان و88 دراسات عليا و44 صيدلة والممرضون 388 والفنيون 113 والاداريون 85 والخدمات 123 باجمالي 1188.

كل هذه الارقام المهولة لم نجد منهم في القاعة سوى بضعة اختصاصيين معروفين ومشهود لهم بالكفاءة واطباء عموم وصيادلة ونقابين وفنيون.

اما الحديث عن المشاريع فقد كشف عن ان الامريكيين اعادوا النظر في مشاريع البنية التحتية، واخرى من المشاريع المتعثرة وبعض منها تنتظر الضوء الاخضر للمؤسسة الاقتصادية.

كما ان المستشفى لم تحظى بالترميم الا مرتين على مدى ستين عاما.

 مداخلات حامية الوطيس

رئاسة الندوة والمكونة من د. علي عبدالله صالح ود. حسين الكاف والاعلامي محمد العامري استجابت لطلب القاعة في فتح النقاش وتقديم المداخلات ، حيث استهلها النقابي المعروف وقدامى العاملين في المستشفى صادق شرماني والناشط عارف ناجي علي، ود. رياض حاتي ود. نجاة الحكيمي ود. نهى وفاطمة حداد وابرز مداخلتهم ان معظم التقارير والاوراق خاصة بالمعنيين وليس بالمدعويين من منظمات وهيئات وناشطين حسب تعبير عارف الذي قال ان تدمير مستشفى الجمهورية كان من الداخل لكي يستمر عمل المستشفيات والعيادات الخاصة فيما اكد شرماني على اهمية نسبة التشغيل ونسبة حجم الطاقم الطبي مقابل ما يقدمه للمرضة ونسبتهم.

اما د. رياض حاتي فقد انتقد مغادرة محافظ عدن بصورة رئيسية في القاعة لانه كان عليه الجلوس والاستماع الى الهم الصحي وقال ان تدمير مستشفى الجمهورية ممنهج بل وعدن برمتها.

واستعرض ظواهر ووقائع عدة لهذا التدمير والانتقاص من اداء عمل مستشفى الجمهورية الذي كان يعمل بالتوصيف الوظيفي قبل اي دولة في الجزيرة العربية والمجاورة.

وقال: كثيرون يريدون تحويل المستشفى الى سوبر ماركت.

النقابية نجاة الحكيمي اكدت احياء الندوة جزء من نشاط المستشفى وليس للترويح للزيارة الملكية كما انتقدت غياب الصيانة على الرغم من وجود بندا في الموازنة، فيما يستمر الشراء للاجهزة دون المواصفات.

اما د. نهى فقد دعت الى الاستفادة من الاطباء الذين غادروا المستشفى للتقاعد وطالبت بتوفير الامكانات لقسم الانسجة فيما فاطمة حداد دعت الى الحاجة لدماء جديدة في المستشفى.

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني