سورق ماوية خارج المشاريع الحكومية

تلك المنطقة التي اتسمت بالجمال منطقة "شرقي سورق" بمديرية ماوية محافظة تعز التي طالها نسيان الحكومة ولم توفر مقومات الحياة الرئيسية فأبسط الخدمات الاساسية منعدمة فيها وأصبحت منطقة محرومة تعاني من مشاكل متراكمة تعيق عملية التنمية ولكون هذه المنطقة تملك كثيراً من مقومات التنمية ولكنه لا يتم استخدامها في صالح الموطنين، فهذا الصمت من الجهات المختصة بالمنطقة ممثلة بالمجلس المحلي للمديرية أدى إلى عزلة المنطقة أكثر وإبعادها عن أعين المسؤولين الذين اكتفوا بتقديم الوعود ومعاينة بعض المناطق بين الحين و الآخر.

مما جعل نسبة البطالة في ارتفاع متزايد في أوساط الشباب بأرقام مخيفة بسبب غياب برامج التنمية التي من شأنها خلق فرص وإتاحة المجال أمام هؤلاء العاطلين عن العمل وتخليص المنطقة من عوامل الفقر فلعل المنطقة تكون استفادت ولو بالشيء اليسير وتعويض منطقتهم عن سنوات الحرمان التي عاشتها بعيدةً عن الخدمة والتنمية وإنقاذها من عالم التهميش والضياع رغم ما تكتنزه سورق من معالم أثرية وشواهد تاريخية اتسمت بها وارتسمت من خلالها ملامحها.

رغبة منا في رسم واظهار الجراح التي تعانيها هذه المنطقة التي صارت مرمية في أدراج النسيان وتجاهل الجهات الحكومية وكأنها لا تنتمي إلى محافظة تعز وليس لها نصيب كبقية مديريات المحافظة فهي تعاني من انعدام الخدمات الصحية والتعليم والكهرباء وكذلك الطرق الوعرة, كل ذلك يجعل من معاناة أبناء سورق أكبر وهي الحياة المريرة التي قدرت لهؤلاء الناس المظلومين أمام وطأة تجاهل الجهات المعنية والمختصة في المديرية لمتابعة المشاريع الاستثمارية والخدمية للحصول على نصيبها كباقي المديريات فإنها لا تزال بحاجة إلى تقديم شيء يعيد البسمة إلى حياة قاطنيها الذين يعانون العيش فيها رغم حبهم لها.

سورق تتفرد بالمعاناة

لحجم وكبر المعاناة لم تكتف "الأمناء" بنقل حديثنا عما شوهد من كفاح وصبر لأهالي هذه المنطقة التي تعيش بعيدة عن أنظار الحكومة اتجهنا إلى شيخ المنطقة لنعرف وقفته تجاه هذه المنطقة, الشيخ أحمد محمد باعلوي بداية حديثه قال:

هذه المنطقة ليست أحسن حالا من المناطق الأخرى فالكثير من المناطق تعاني وتتجرع مرارة الحرمان لكن سورق تتفرد ببعض المعاناة فتجمعاتها السكنية تفتقر  إلى أبسط مقومات الحياة  .. ونحن ننتظر دور المجلس المحلي في المديرية والخطوات الايجابية التي سوف يخطوها مع الايام الا انك لا تجد أي اختلاف او تغير عام بعده عام والاحوال كما هي بل تزداد إلى الاسوأ .

وأضاف باعلوي: صمت مخز ومعيب في تجاهل ما تلاقيه سورق من مشاكل متفاقمة وتدهور في كل الجوانب ولا يوجد لها أبسط لفتة من الحكومة التي تجاهلت كل المشاكل المحدقة بأبنا "سورق" الذين يعيشون رتابة الحياة ومرارتها القاسية صامدين في ظلام دامس مهددين بالأمراض يفتقدون أبسط مقومات الحياة.

وتابع باعلوي: نتيجة لغياب الاجهزة الحكومية فإن الجفاف المائي أصبح عاملا رئيسيا يهدد منطقة سورق وايضاً لغياب التوعية فيها وإن وجدت بعض البيارات التي تعمل في المنطقة تجد هناك من يتسلط عليها ودون اتاحة الفرصة للمواطنين في رش حقولهم للحصول على فرصة رزق إلى جانب ذلك تنشب صراعات ومشاكل وخلافات شخصية بين البعض .. فتصبح الحالة معقدة, فهذه الخلافات الحاصلة هي مجرد اضافة إلى المعاناة.

حدث ولا حرج

في الجانب التعليمي تابع بقوله: حدث ولا حرج فالأمية مازالت مستشرية بشكل واسع في أوساط المجتمع فتجد المنطقة تحتاج إلى مدارس فهي فقيرة في هذا الجانب فالطلاب يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى مدرستهم فيتم تأخيرهم عن دروسهم اضافة إلى معاقبتهم من قبل المعلمين وكذلك الآباء اثناء تأخيرهم في عودتهم من المدرسة وهم يقطعون مسافات بعيدة تحت حرارة الشمس ... فتجد البعض من الاولاد يرفض الدراسة مهما اتخذ معه من وسائل عقابية من قبل والده ويظل ينتظر حتى يكبر لكي يعتمد على الغربة أو احتراف أي مهنة ومزاولتها .. مبتعداً عن التعليم وخصوصاً بعد نظرتهم لمن سبقهم من أبناء منطقتهم وتخرجوا في الجامعات ثم لجأوا إلى الكفاح لتحصيل لقمة العيش في مزاولة أي مهنة.

يلهثون وراء المالح

من جانب آخر قال الاستاذ موفق : نحن كوننا مواطنين ليس بأيدينا تغيير أي شيء تكلمنا أو صمتنا فلا يوجد اختلاف ولكن يجب عليكم كصحافة التوجه إلى الجهات المسؤولة وتقديم الاسئلة لها ما سبب وجودها في المديرية وهل هي في خدمة المواطنين أم ما هو دورها ؟ هنا ستعرفون ان هناك اهمالا متعمدا وصمتا مخزيا وان الانسانية لا توجد في المؤسسات الحكومية فكلهم تجدهم يلهثون وراء المصالح الشخصية لا يهمهم المواطن وما يعانيه سواء ظل عايشا أو مات.

العاصفة التي هبت بالوطن

العديد من المشاريع المتعثرة في منطقة "سورق" التي لا يعلم أحد اين سيؤول بها الحال وما هو مصير هذه المشاريع وأين تذهب ميزانيتها رغم ان مناقصتها قد رفعت. في هذا الشأن تحدث لـ "الأمناء" عضو المجلس المحلي في المنطقة الاستاذ احمد باعلوي قال: بصفتي عضوا وممثلا لأبناء هذه المنطقة في المجلس المحلي فإنني أعمل وأسعى إلى كل ما يحقق نجاحا للتنمية ولكن رغم ما تبذل من جهود في هذا المجال من أجل البناء والتنمية فإننا نفاجأ أحياناً بصعوبات ومعوقات تحدنا من الاستمرار والعمل.

 وأضاف: هناك مشاريع متعثرة حيث يعود السبب في تعثرها إلى الأزمة السياسية والعاصفة التي هبت بالوطن والمواطنين منذ عام 2011 وكان لها أثر كبير في إفشال وتعثر عدد من المشاريع التي كنا نعمل من أجل إنجاحها كمشروع خزانات المياه المنزلية,  حيث عرف المشروع بتسجيل الراغبين من المواطنين ببناء الخزانات بغرض دعمهم بالحديد والاسمنت ونال الراغبون سندات الطلب التي منحوا إياها ليبقوا في مرحلة الانتظار المؤبدة التي لا يعلم المواطنون عنها شيئا.

الهاتف السيار "معاناة"

جانب آخر  زاد من معاناة أهالي منطقة شرقي سورق وأثار بركان لهيبهم هو عدم الحصول على تغطية للهاتف السيار فهذه هي المعاناة بأم عينها, يتحدث إلينا الاخ علي عبدالله السفياني أحد المواطنين فيقول: نعيش أبناء هذه المنطقة شرقي سورق خارج نطاق الخدمة دوماً ونلاقي معاناة بالغة في التواصل في اقامة أعمالنا اليومية في ظل الانقطاعات الطويلة والمتكررة لشبكات الهاتف السيار والذي زاد بشكل كبير خلال هذا العام بسبب ما تتعرض له  هوائيات الشبكة في جبل عتابة من معوقات وصعوبات في العمل فيها واستمرار تشغيلها.

وتابع السفياني: هذه الاوضاع التي تعد ضرراً  في المقام الاول ضعف الشركات المنتهية والمنهارة التي أصبحت لا تستطيع الاستمرار في العمل وتلبية رغبة المشتركين وتقديم الخدمات وتوفيرها لجميع المواطنين وحمايتها والحفاظ عليها.

ويضيف: في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء شرقي سورق على مرأى ومسمع السلطات المحلية وقيادات المحافظة والجهات المعنية مع غيابهم عن ذلك وتجاهلهم وعدم النظر في حال المواطنين في هذه المنطقة وهو ما يشكو منه قاطنو سورق ويزيد المصاعب عليهم والمعاناة لكون المواطنين ينتشرون في الجبال والمناطق المرتفعة بحثاً عن أماكن التغطية.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني