الأمناء لامست معاناة سكانها بسبب غياب أبسط مقومات الحياة.. مطهاف شبوة .. آلام لا تحصى ولا تعد

يتمسك أبناء منطقة (المطهاف) وضواحيها بالبقاء في منطقتهم رغم وعورة التضاريس، وصعوبة الحياة المفروضة بقسوتها ومرارتها، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة الآدمية؟.. "الأمناء" أجرت هذا الاستطلاع خلال زيارتها لمنطقة (المطهاف) وضواحيها؛ لتنقل الصورة الحقيقية عن معاناة وحرمان أهلها من أبسط مقومات الحياة والعيش الكريم.

 تعتبر منطقة (المطهاف) وضواحيها من أكبر التجمعات السكانية البشرية على مستوى مديرية رضوم، وكل مديريات محافظة شبوة والمحافظات الأخرى، بحجم جغرافية المنطقة بتضاريسها، حيث تمتد من عقبة تسمى عقبة (عنوك)، التي تعتبر البوابة الجنوبية لمنطقة (المطهاف) وضواحيها الى جبل يسمى جبل (العكن)، وتضم نحو أكثر من 25 ـ 30 قرية وغيرها من القرى الصغيرة لتجمعات سكانية للبدو الرحل، نتيجة منازلهم المبنية من (القش)، حيث تشتهر المنطقة بـزراعة النخيل التي يتم ريها من خلال الغيول، غير أن معظم الأهالي يشكون عدم اعتماد معاين كافية في المنطقة للاستفادة من مياه الغيول، إضافة إلى رعي الأغنام والمواشي.

الطريق المعاناة الأبرز

 يشكل الطريق أكبر هموم ومعاناة ومرارة منطقة المطهاف وضواحيها وهو مطلب للجميع وهو سبب ترتبت عليه تداعيات كثيرة ونتائج أصبحت كظواهر معتادة عليهم والتي هي السبب الرئيس لمعاناة المواطنين هناك لأنها تحرمهم من متطلبات الحياة المعيشية, كذلك هي السبب في تعثر وحرمانهم من المشاريع والخدمات والتنمية رغم الظروف المعيشية الصعبة لحياتهم، حيث إن الطريق غير مسفلتة وغير معبدة لأن الطريق التي تؤدي اليها من عقبة عتوك  تتسم بتضاريس شديدة الانحدار ولا تتسع مسافتها الا لسيارة واحدة فقط عند العبور أو السير نتيجة وعورتها وابناء منطقة المطهاف يئنون ويصرخون من معاناة الطريق.

وتحدث سالم الصري السليماني قائلاً: "إن الطريق يعتبر مطلب جميع ابناء منطقة المطهاف وضواحيها، رغم اعتماد المشروع من قبل الجهات المسؤولة والمختصة في الدولة فهو يشكل لنا عائقا ومعاناة في المواصلات باضطرارنا لنقل المريض فتشكل معاناة للمواطن لتحمله تكاليف اجرة السيارة لنقل المريض لإسعافه بنحو (40) الف ريال، إما الى عاصمة المحافظة عتق او أحور بمحافظه أبين.

وافاد أحمد عوض الرطيل، عضو المجلس المحلي لمنطقة المطهاف ان مشروع الطريق طرح عدة مرات في اجتماعات المجلس المحلي بالمديرية والمحافظة وتم ادراجه ضمن خطط المشاريع على اعتبار انه سوف يتم تنفيذه من منطقة الساحل برضوم الى منطقة العرم بمديرية حبان شبوة وهو معتمد من قبل الدولة.

 تدني الـتعليم

تنتشر الأمية في منطقة المطهاف وضواحيها بنسبة كبيرة جداً بين المواطنين تقدر 65- 70%، ليس لتخلفها وانما لبعد المسافات ووعورة الطريق بين قرى المنطقة وهو يشكل احد العوامل الرئيسية لحرمان ابنائهم وبناتهم من التعليم فهناك قرى لا توجد بها مدارس مكتملة حيث توجد بعضها الى الصف الثالث وان وجدت في بعض القرى الى الصف السادس أساسي وبالتالي يترك حوالي 80 بالمئة من طلاب قرى وضواحي منطقة المطهاف الدراسة بعد اكتمال الصف السادس واضطر بعضهم الى الانتقال الى مناطق اخرى لإكمال المرحلة الاساسية والثانوية، وأما من حيث تعليم الفتاه  فهو يشكل  نسبة مرتفعة جداً عن باقي مناطق مديرية رضوم وهو بسبب عدم توفر مبان وكذلك البنين في بعض القرى فهي على نفقة الاهالي وعبارة عن غرف من طين لطلاب اول الى جانب عدم توفر معلمين ومعلمات.

وبالتالي يتكبد الطالب الواحد نحو 15 الف ريال شهرياً او اكثر أجور المواصلات ولذا فإن أغلبية أبناء المنطقة يتركون الدراسة بعد الصف السابع كذلك ومن نقص في عدد المعلمين ونقص الغرف الدراسية وبعض الكتب الدراسية غير موجودة فبعد المسافة بين المناطق اضافة الى طبيعة العادات والتقاليد المتداولة هي التي تحرم الفتاة من حقها في التعليم ويمكن ازالة هذه الظاهرة بصورة سريعة في حالة توفر الخدمات والظروف الملائمة فيصبح من السهل ازالة هذا العائق.

انعدام الخدمات الصحية

الغالبية العظمي لكل قرى منطقة المطهاف وضواحيها تفتقر للوحدات الصحية وان وجدت وحدات في بعض القرى منها في منطقة حورة العليا ولكنها ليست وحدة صحية بالشكل المطلوب فهناك عجز في المقومات الاساسية للوحدة الصحية من مستلزمات وادوية والاجهزة الطبية والكادر المتخصص حيث ان غالبية الحالات يتم نقلها الى عاصمة المحافظة عتق او أحور بمحافظة أبين ويتحمل المواطن تكلفة النقل وأجرة السيارة حوالي مابين 35- 40 الف ريال لإسعافه وهذا يمثل خسارة كبيرة على المواطن نتيجة عدم توفر الخدمات الصحية اضافة الى وعورة الطريق.

ظلام دامس

تعيش منطقة المطهاف وكافة قرى ضواحيها في ظلام دامس بسبب عدم وجود مشروع كهرباء وتجاهل السلطات في الدولة لاعتماد مشروع كهرباء فالتساؤلات كثيرة للمواطن فعند لقائنا بالوالد المناضل احمد بن لخزع يتساءل لماذا هذا التجاهل لمشروع الكهرباء هل هذا تعمد بأن نظل في ظلام دامس و بدون كهرباء وهل هو مطلب من حقنا ان نطلبه وتوفره لنا الدولة أم لا ، وبالرغم ان كثيرا من مناطق محافظة شبوة تم ربطها من عاصمة المحافظة عتق رغم المسافات البعيدة لهذه المناطق بينما المسافة قريبة من عتق الى المطهاف وبإمكان السلطة أن تقوم بربط التيار الكهربائي من منطقة هدى التي تبعد بنحو 20 كم من عتق ولهذا ادعو من منبر صحيفتكم الجهات المختصة في الدولة الى تلبية هذا المطلب وكل المطالب التي نفتقر إليها لان ظروفنا لاتحتمل أن نظل متفرجين لكي ننعم بحقوقنا المشروعة.

مياه غير صالحة

وحول مشروع المياه فمنطقة المطهاف تفتقر الى مشروع المياه لكافة القرى فيها رغم أنه تم حفر بئر قبل سنوات لمشروع مياه كما افادنا بذلك الاخ/ عوض سعيد الغبراني وقال ان هذا المشروع لاوجود له بمنطقة المطهاف ولذلك فكثير من قرى المطهاف تعاني الحرمان من مشروع المياه ويضطر الناس الى سد حاجاتهم بشرب المياه المالحة غير الصالحة للشرب ويعاني المزارعون  حرمانهم من أي مشروع زراعي للاستفادة من العيون المائية وعلى ذلك فإن منطقة المطهاف  بحاجة الى مشروع مياه كبير ليغطي كافة القرى سواء أكان باستغلال مياه العيون المتبقية التي تم اعتمادها ومنها التي بحاجة الى اعتمادها من قبل السلطة ولكن للأسف فإن هذا المشروع هو حبر على ورق. 

ظروف معيشيه صعبة

ان أبرز المشاهد المؤلمة التي امامنا في زيارتنا للمطهاف هو ان يقوم المواطنون بالتسوق في سوق العرم بمديرية حبان أو سوق عزان بمديرية ميفعة والمسافة إلى تلك الأسواق تقضي على المرء أن يصبر نحو أربع ساعات من وعورة ومشقة الطريق، إلى ذلك يوجد في قرية السبخة سوق صغير متواضع يتم فيه بيع وشراء بعض المستلزمات الضرورية خاصة من المواد الغذائية إلا أن المشكلة التي يشكو منها أهل المطهاف تكمن في ارتفاع أسعار المواد الغذائية فمثلاً سعر أسطوانة الغاز يبلغ 4000 ألف ريال وهكذا بالنسبة للمواد الغذائية. كثير من الناس هنا يعانون شظف العيش والحياة صعبة ومعقدة بالنسبة لهم وأصبحت الرعاية الاجتماعية والجمعيات الخيرية ملزمة بالاهتمام بمعاناة الفقراء والمعدمين في مناطق المطهاف وهم كثر.

كذلك من المشاهدات المؤلمة للاهالي الطيبين بمنطقة المطهاف انهم تعرضوا خلال سنوات طوال للإقصاء والتهميش والإهمال والنسيان من قبل الحكومات التي تعاقبت على هذه البلاد ولم يزرهم أي مسؤول في الدولو ليتفقد احوالهم واوضاعهم في عدد من قرى ومناطق المطهاف الحالة المعيشية الصعبة لدى السكان.. حيث يعاني كثير من الأسر شظف العيش لاسيما وأن كثيرا من الناس هنا بدون عمل..

وابرز ذلك الاقصاء والتهميش الذي طال من قدموا أدوارا من النضال وعلى رأسهم أسرة المناضل الشهيد مبارك لخزع، الذي اغتال قائد الحامية البريطانية في المكلا عام 1964 إلا أن الأمر المؤلم أن هذا المناضل لم يكرم ولم يصرف له أي راتب مثل الشهداء والمناضلين بل حتى أسرته محرومة من إعانات الرعاية الاجتماعية وكثير من الناس يشكون حرمانهم حتى من الإعانات من قبل صندوق الرعاية الاجتماعية، حتى أن عددا من أبناء المنطقة هجروا منطقتهم بحثاً عن التعليم والصحة والعمل والحياة الكريمة، وهناك كثير منهم استقر وسكن في بعض مناطق ساحل شبوة بينما استقر آخرون في محافظة عدن وبأعداد كبيرة، كما لجأ آخرون إلى حضرموت والمهرة..

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني