تعتبر محكمة الحوطة الابتدائية بمحافظة لحج من أقدم المحاكم بالمحافظة، في عهد الوحدة، وهي عبارة عن مبني صغير من الحجر بداخلة قاعة فقط تحيط بها العديد من المكاتب الصغيرة تعقد فيها الجلسات. وقد تناوب العديد من رؤساء المحاكم على هذه المحكمة، التي تختص بقبول مختلف الطلبات من مديرية الحوطة وتبن.
حال المحكمة اليوم يدعو للرثاء، حيث تهالكت جدرانها فيها خرائط من آثار (الأرضة) بسبب غياب الترميم، بل إن ممراتها شبه مظلمة ولا توجد بها تهوية كافية, فالمحكمة كغيرها من محاكم الجمهورية لا تخلو من المشاكل والهموم والقضايا.
ويشكو المواطنين التأجيل المستمر للجلسات، وأحيانا دون أي عذر! وبعض المحامين يتهامسون بأن بعض القضاة يحتاجون إلى تأهيل! وأشخاص منتظرون من الصباح الباكر حضور القاضي، الذي يأتي بعد الساعة (11)، ويجلس ساعة وينصرف! وقضاة يأتون مبكرين ومع أذان الظهر مكاتبهم مغلقة.. وأفادنا أشخاص بأن هناك قضاة يتناولون (القات) أثناء الجلسات !!
سنوات من (المشارعة)
أحد المواطنين ـ تحتفظ الصحيفة باسمه ـ قال: "أمناء السر يفهمون في القضايا والقانون اكثر من بعض القضاة في هذه المحكمة".. فيما وجدنا أحد المدعين قال لنا: "لدي قضية لها (7) سنوات ما قد صدر فيها حكم، وهي بسيطة وواضحة ولا تحتاج لكل هذه السنوات"، طالباً من الصحيفة تبني قضيته كرأي عام، وقد وعدناه في استطلاع آخر بنشر موضوعه، فـ "الأمناء" مع المواطن المظلوم أين كان، وفي أي زمان.
وما يشد انتباهك هو جنود المحكمة المنتشرين في الممرات والمكاتب، متربصين لسماع أية رنة من جوال موطن لتطبيق قانون الغرامة الفوري، الذي تتصف به جميع المحاكم بالجمهورية.. ويا ليت يحكمون في قضايا المواطنين بهذه السرعة!!
خارج المجمع القضائي
بعض المواطنين يشكون بأنهم تعبوا من التنقل من المحكمة الى المجمع القضائي، الذي يقع خارج الحوطة من الجهة القبلية، ويبعد عن المحكمة بأكثر من كيلو، حيث يتم تنقلهم عبر (السياكل)، ومنهم مشياً على الأقدام والآخر بالسيارة، ويتساءل مواطن: لماذا لم تضم المحكمة الابتدائية الى المجمع القضائي، ويخصص هذا المبنى لقسم التوثيق؟!.. أيضا أبناء تبن يطالبون بمحكمة خاصة بهم، وفي إطار مديرية تبن أسوة بكل المديريات، ويتساءلون: لماذا من عام 90 ونحن في محكمة الحوطة؟!
وفي حوش المحكمة؛ يوجد في الركن الجنوبي الغربي مبنى وكأنه استحدث بعد بناء المحكمة، وهو مخصص لرئيس المحكمة، وسمعنا عن رئيس المحكمة كلاما جميلا جدا بأنه أول الحاضرين، أحيانا بسيارته وأخرى بالمواصلات، وقيل إنه قاض عادل، فبادرنا للقاء القاضي حسن عبدالله سلمان،رئيس محكمة الحوطة الابتدائية، لطرح رائي الرجل الأول في المحكمة، لكن القاضي سارع بالرد بأنه "لن يعطي أية إفادة او اي تخاطب مع الصحيفة"!.. متسائلاً: "من أنتم لكي أرد عليكم؟ أنا أفيد وأتخاطب مع رئيس محكمة استئناف لحج فقط"!.