قراءة فيما وراء استهداف قيادة المنطقة العسكرية بعدن ..لماذا الهجوم على مبنى قيادة المنطقة الرابعة؟

قال وكيل محافظة لحج الأخ صالح علي صوملة بأن التعاطي العقلاني والمسؤول الذي انتهجته قيادة المحافظة، وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة في التعامل مع الأحداث التي شهدتها ولا تزال تشهدها بعض المناطق في محافظة لحج، قد جنب المحافظة الانزلاق في الفوضى والعنف والاقتتال والسقوط بيد الجماعات التخريبية والإرهابية، التي تسعى جاهدة وبكل ما أوتيت من قوة إلى بسط سيطرتها على عاصمة المحافظة، وبعض المدن المهمة والرئيسية في بعض مديريات المحافظة والعمل على تخريب كل ما تم بناؤه وإنجازه خلال السنوات الماضية , داعياً جميع أبناء المحافظة وبمختلف انتماءاتهم السياسية والقبلية إلى الوقوف مع قيادة المحافظة في مواجهة كافة المشاريع التخريبية والإرهابية، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار الذي قال بأن الحفاظ عليه هو الركيزة الأساسية لنجاح كافة المشاريع الخدمية، وحتى السياسية والوطنية، واعتباره القاسم المشترك لجميع القوى والتكتلات السياسية والاجتماعية والحزبية (حد قوله).

وعبر الوكيل (صوملة) في حوار قصير مع "الأمنـاء" عن أسفه الشديد لما يتعرض له البسطاء من المواطنين والتجار من أبناء المحافظات الشمالية العاملين في مدينة الحبيلين، كبرى مدن رباعيات ردفان، لحرمانهم من ممارسة نشاطهم التجاري وإغلاق محالهم التجارية منذ العشرين من ديسمبر من العام الماضي, وقال: "ما يتعرض له المواطنون البسطاء والتجار من أبناء المحافظات الشمالية في مدينة الحبيلين يجب ان لا يستمر، وينبغي للجميع أن يقوموا بدورهم  في رفع الظلم الواقع على هؤلاء البسطاء الذين دفعهم الفقر والحاجة للبحث عن لقمة العيش لهم ولأسرهم للمجيء إلى ردفان، بل إن البعض منهم مقيم فيها منذ تسعينيات القرن الماضي وما يحصل أمر مرفوض ولا ينبغي السكوت عنه، وعلى الجميع، سلطة محلية وأمن ولجان شعبية وحراك ومشايخ ومثقفين، أن يقوموا بدورهم وواجبهم الإنساني والأخلاقي بل والديني تجاه هؤلاء البسطاء من خلال رفع الظلم الواقع عنهم، وحمايتهم من أي اعتداءات قد يتعرضون لها من شأنها المساس بحياتهم وممتلكاتهم, ونجدها مناسبة أن نوجه الدعوة إلى كل من يقفون خلف تلك الأعمال والممارسات أن يتقوا الله فيما يقومون به من أعمال، وأن ينظروا إلى العواقب المترتبة على منعهم للمواطنين من مزاولة نشاطهم التجاري والتسبب بقطع أرزاقهم، وتشريد أسرهم التي يعيلونها، وما لذلك العمل من تبعات سوف تنعكس على جميع أبناء ردفان ولن تستثني أحدا, وعليه ومن واقع المسؤولية الملقاة على عاتقنا؛ فإنني أدعو قيادات الأمن واللجان الشعبية إلى القيام بدورهما لمعرفة هوية العناصر المسلحة ومن يقف خلف تلك الأعمال والممارسات التي يرفضها جميع ابناء ردفان". وأضاف  بالقول: "يجب علينا جميعاً أن نقف أمام هذه الأعمال والأوضاع التي تعيشها ردفان، ونعمل على تقييمها والوقوف أمام أية مظاهر سلبية وذلك بالتعاون مع بعضنا البعض طالما والجميع يدرك أن تلك المظاهر لا تخدم أحدا، بل أصبح أبناؤنا الموجودون في المحافظات الأخرى يدفعون ثمن ذلك".

وأوضح الوكيل صالح صوملة أن الجميع يدرك أن مغادرة أولئك المواطنين والبسطاء والتجار من أبناء المحافظات الشمالية الذين يقدمون الخدمات لأبناء المنطقة، وبالمقابل يعيلون أسرا ويبحثون عن لقمة عيش كريم أمر مهين ويتنافى مع أخلاق أبناء ردفان، بل ومع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف , معرباً عن ثقته في أن يقف جميع الشرفاء من أبناء ردفان لمعالجة هذه الظواهر السلبية دون تدخل من أي جهة أخرى.

وأكد الوكيل (صوملة) أن الاختلالات الأمنية التي تعيشها ردفان اليوم لا تخدم أحدا، بل أنها تضر بمصلحة الجميع وسوف تسهم في عرقلة تنفيذ المشاريع الحيوية والخدمية , لافتاً إلى أن على الجميع أن يدركوا أن الحفاظ على الأمن والاستقرار هو أساس نجاح كل المشاريع الخدمية بل وحتى السياسية والوطنية، وهو (أي الأمن) لن يتحقق إلا بتعاون الجميع.

مطالب الحراك عادلة ولن نتجاهل تضحياتهم

وحول موقف قيادة الحراك تجاه ما يحصل في ردفان خاصة، ولحج عامة، ونظرة قيادة المحافظة لمطالب وفعاليات الحراك, قال الوكيل (صوملة): "نحن وبصراحة تابعنا تصريحات إخوتنا في الحراك الجنوبي وقياداته ممثلاً برئيس المجلس د. ناصر الخبجي، الذي عبر عن إدانته واستنكاره لما يدور وتبرأ الحراك ممن يمارسون أعمال البلطجة وإجبار التجار على إغلاق محلاتهم التجارية بقوة السلاح, ونحن نقدر النهج السلمي الذي ينتهجه إخواننا في الحراك الجنوبي فهم إخوة لنا ولم يأتوا من كوكب آخر، كما نقدر تضحيات الشهداء الأبطال الذين سقطوا في ساحات وميادين النضال السلمي وبصدور عارية فهم يطالبون بقضايا عادلة لا ينكرها إلا جاحد أو فاقد للبصيرة، بل إن الحراك الجنوبي قد أجبر المجتمع الدولي على الاعتراف بمطالبهم، ونحن وبصراحة لن نتجاهل تلك التضحيات".. مستدركاً: "لكن هناك أمور ينبغي لقيادات الحراك إدراكها والتعامل معها بعقلانية لضمان عدم إتاحة الفرصة لممارسة بعض الأعمال الخاطئة التي قد تدخل الجميع في متاهات لا تخدم الجميع".

موقف ودور قيادة المحافظة !!

وفي رده على سؤال الصحيفة عن دور وموقف قيادة المحافظة مما تشهده بعض المدن في المحافظة، قال الوكيل: "ما قامت وتقوم به قيادة المحافظة من دور في تعاطيها مع الأحداث والوضع القائم دور فعال ومشرف، وأعتقد أنه لولا وجود المحافظ المجيدي، واللواء محمود الصبيحي لكانت المحافظة قد سقطت بيد الفوضى والعناصر الإرهابية , فالأخ المناضل أحمد عبدالله المجيدي غني عن التعريف، ويمتلك رصيدا نضاليا مشرفا في مختلف المراحل ووجوده في قيادة المحافظة فخر لكل المناضلين، فهو يتعامل مع هذه الأوضاع بعقلانية وتأن والجميع يدرك أن المحافظة لم تتوفق بشخص مثل هذا الرجل , كما يعرف الجميع أن وصول الأخ المجيدي واللواء الصبيحي إلى السلطة وفي مثل هذه الظروف ليس لمصالح شخصية أو غنائم، بل جاءوا في ظل أوضاع صعبة ومتدهورة، وأجزم أنه لولا وجودهما في قيادتي المحافظة والمنطقة لكانت المحافظة قد سقطت بيد العناصر التخريبية والإرهابية التي كانت سوف تقضي على جميع الانجازات والمكاسب التي تحققت خلال السنوات العشر الماضية, وهؤلاء المناضلون يستحقون كل الشكر والتقدير وندعو الجميع إلى الوقوف معهم والالتفاف حولهم في مواجهة كل مشاريع الإرهاب والتخريب وسفك الدماء, كما لا يفوتني هنا أن أُشير إلى الدور المهم والوطني الذي يقوم به مدير أمن المحافظة العميد عثمان حيدرة معوضة، وكل الشرفاء من المسئولين في قيادة المحافظة وشيوخ القبائل والشخصيات الاجتماعية والسياسية والحزبية. 

كلمة أخيرة

لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير لصحيفة "الأمناء"، ولجميع العاملين والمحررين فيها على جهودهم التي يبذلونها في سبيل كشف الحقائق، والنقد البناء ونقل هموم ومعاناة المواطنين وتسليط الضوء على مختلف القضايا في ربوع وطننا الحبيب, كما أنني أدعو الجميع إلى التعاون والحفاظ على المكاسب الخدمية التي تحققت والتي نعتبرها مكسبا للجميع والحفاظ عليها مسؤولية الجميع، والعمل على متابعة المشاريع التي هي قيد التنفيذ وحماية منفذيها وممتلكاتهم, كما نشكر جهود كل المواطنين والمشايخ والشخصيات الاجتماعية ومختلف الاطياف السياسية والمجالس المحلية ـ دون استثناء ـ على كل الجهود المبذولة التي تسعى لخدمة جميع أبناء المحافظة، وتسهم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين.

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني