(أبين) زراعة على وشك الانهيار .. وحقول زراعية خاوية على عروشها !!

> محافظة أبين ـ جنوب اليمن ـ التي عاشت أشهراً عصيبة جراء الحرب الشرسة بين الجيش اليمني وأنصار الشريعة، أحد فصائل تنظيم القاعدة.. تعد من أبرز محافظات الجمهورية في الإنتاج  الزراعي، بكل أنواعه وأشكاله, إلا أن الزراعة شهدت بعد الحرب الضروس انتكاسة حقيقية أفقدت المحافظة بريقها الزراعي، الأمر الذي كان كفيلاً بجنوح المزارعين عن الزراعة، بحثاً عن مصدر آخر للرزق، في الوقت الذي تتنصل فيه الجهات المعنية عن القيام بدورها تجاه هذه الثروة التي باتت مهددة بالاندثار.

ولتسليط الضوء أكثر؛ خرجت "الأمناء" بالحصيلة التالية:  

غياب المعنيين!!

> أحد المزارعين قال: "في الحقيقة هناك تراجع كبير في الإنتاج الزراعي بأبين اليوم، فبالأمس كانت الأراضي الزراعية بالمحافظة معظمها تزرع القطن، أما اليوم فلا يوجد من يزرع القطن، ويرجع ذلك لأسباب كثيرة منها: غياب دور الجهات المعنية، عدم وجود تشجيع من قبل جهات الاختصاص بالزراعة، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الديزل، والمستلزمات الزراعية وغيرها، التي أثقلت كاهلنا كثيراً، الأمر الذي جعلنا نتجه إلى زراعة الخضروات والفواكه من اجل تأمين لقمة العيش لنا ولأسرنا".

واختتم: "نأمل أن تتوفر لنا العوامل والظروف التي تساعدنا، وتشجعنا على التوجه للزراعة كما كنا نفعل، وبشكل خاص القطن طويل التيلة .. ونتمنى حقيقة أن تعود أبين إلى دورها البارز والكبير كأهم محافظة في إنتاج القطن".

الزراعة في أدارج الرياح !!

> مزارع آخر قال: "يعود عزوف المزارعين عن الزراعة إلى أسباب عديدة، منها: غياب الجهات المعنية ممثلة بمكتب وزارة الزراعة والري بالمحافظة، الذي إلى اللحظة لم يقدم لنا أي نوع من الدعم والتشجيع ليتسنى لنا من خلاله الاستمرار، بالإضافة إلى ارتفاع سعر مادة الديزل والمبيدات والأسمدة.. وما يزيد الطين بلة انه لا يوجد من يشتري منا المحصول، الأمر الذي يجعلنا عرضة للخسارة.. وغيرها من الصعوبات التي أدت إلى تراجع مستوى الزراعة بالمحافظة، وخاصة زراعة القطن، التي لم تجعل أمامنا سوى خيار واحد وهو الاتجاه إلى زراعة الطماطم والبسباس والباباي والموز، التي نجني منها ربحاً لا بأس به".

حقول زراعية تشكو المعاناة !

> وأضاف: "باتت الزراعة بأبين شبه منتهية خاصة في الآونة الأخيرة، وتحديداً بعد الحرب مع القاعدة، التي قضت على المتبقي من هذه المزارع وجعلتها خاوية على عروشها".. مختتماً حديثه بالقول: "أتمنى أن تعود الزراعة، ولكن هذا لن يكون إلا إذا أولت الجهات المعنية بهذا النوع من الزراعة حقه من الرعاية والدعم والاهتمام، الذي سيعود علينا وعلى الوطن بالخير الوفير".

غيب الموت والتقاعد نصف الباحثين

دون إحلال وظيفي !!

> مصدر محلي في محطة الأبحاث الزراعية بأبين، قال: "بعد الوحدة اليمنية غدت محطة الأبحاث الزراعية ـ الكود ، إحدى فروع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، ورغم وجود نطاق جغرافي محدد تعمل فيه المحطة، إلا أنها بكادرها البحثي المجرب كثيراً ما يستعان بها في تنفيذ العديد من المهام البحثية في نطاقات جغرافية أخرى في مختلف محافظات الجمهورية، وتضم المحطة سبعة أقسام فنية وعدداً من الأقسام الإدارية والخدماتية ومزرعتين إحداهما بحثية والأخرى تطبيقية وعشرة مختبرات فنية .. ووصل العدد الإجمالي للباحثين عام 90 (86) باحثاً وباحثة، أما في الوقت الراهن فعددهم (49) باحثاً وباحثة، بعد أن غيب الموت والتقاعد والانتقال (37) باحثاً وباحثة، دون ان يقابل ذلك إحلال وظيفي"!!

رد الوزير قضى على طموحاتنا !!

> مصدر مسؤول في مكتب وزارة الزراعة والري بمحافظة أبين، أوضح قائلاً: "مكتب الزراعة بأبين لم يقدم خلال عام شيئاً يذكر للفلاحين، والسبب أن المكتب أيضاً يبحث عن من يعينه، حيث لا توجد الإمكانات التي يتسنى للمكتب من خلالها الاهتمام بالزراعة بأبين.. وقد عرض مكتب الزراعة المشكلات التي تواجهه على الأخ وزير الزراعة م. فريد مجور، الذي كان رده كفيلاً بالقضاء على طموحاتنا، حيث قال: إمكانية الوزارة هي الأخرى شحيحة".

> وأردف: "للأسف أن هناك جملة من الصعوبات التي جعلت المزارعين يعزفون عن زراعة القطن، ويتجهون لزراعة الخضروات والفواكه، والسبب يكمن بارتفاع تسعيرة الديزل وأيضاً عدم شراء محصول القطن منهم، والأهم هو تدهور منظومة الري بالمحافظة نتيجة أن الحكومة لم تصرف الموازنة التشغيلية لإدارة الري بأبين، بحيث تصل المياه إلى جميع الفلاحين ابتداءً من باتيس إلى الكود، خاصة وأن القطن يزرع في اتجاه السيول، ولكن للأسف أن هذه المياه تصل إلى منطقة باتيس والحصن وتسقطها على أرض الموز، والسبب يعود إلى وجود بعض المتنفذين استغلوا ذلك لاستثمار مصالحهم".

> واختتم بالقول: "أستطيع القول إن زراعة القطن بالمحافظة تحتضر، والسبب عدم اهتمام الحكومة بها، الأمر الذي كان كفيلاً بتدني مستوى زراعتها وغيرها من الصعوبات، التي لن يتم تجاوزها إلا اذا وجدت النوايا الصادقة للارتقاء بهذا النوع من الزراعة، التي اشتهرت بها المحافظة منذ القدم".

 

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني