إنها حكاية من حكايات الزمن الجميل في عدن .. حكاية تنبشها سيدة في العقد السابع من عمرها .. حكاية عمرها قرابة ستين عاماً، وطرفاها: عائلة السيدة (بات ديفيس) و(الحاج أبو علي وعائلته).. ولكن؛ ما الذي أوصل هذه السيدة إلى الصحافة، وصحيفة "الأمناء" تحديداً، وكاتب هذه السطور؟! سؤال نجيب عنه لاحقاً.. حتى لا نفسد على القارئ الحكاية الأصل.
من هي (بات ديفيس)؟
> السيدة (بات ديفيس) أقامت في عدن منذ أن كان عمرها (13 عاماً) ودرست فيها، وكان والدها يعمل في (سلاح الجو الملكي البريطاني) بخورمكسر.. وفي يوم من تلك الأيام، وقبل ستين عاماً تعرف والدها ووالدتها صدفة على تاجر خردة تتذكر من اسمه فقط (الحاج).. وهكذا كان والديها يدعوانه طيلة الفترة التي قضوها في عدن.
بداية المعرفة بالحاج
> في منطقة جزيرة العبيد (العمال).. تقول (بات): وأثناء تجوال والدها ووالدتها في الجزيرة اقتربوا من موقع يستخدمه رجل لبيع وشراء الخردة، وفي هذا الأثناء أغمي على والدتي بسبب تعرضها لضربة شمس فتعالت أصواتنا طالبين النجدة والمساعدة، وكان الرجل تاجر الخردة (الحاج) على مقربة منا، لكنه كان يؤدي الصلاة، فبلغته أصواتنا وعرفنا فيما بعد انه قطع صلاته .. وجاء إلينا مسرعاً لمساعدتنا، فطلب نقل والدتي الى خيمته وفيها قدم لها الماء والعصائر الباردة.. استفاقت والدتي؛ لكنني أتذكر أن والدي طلب من (الحاج) العودة لإكمال صلاته "ولا تزعج او تكلف نفسك فيكفي حسن استقبالك لنا".. فرد عليه: "لا ما في مشكلة، فقد اعتذرت واستغفرت ربي لأقوم بواجب إنساني حث ديننا عليه".
علاقات تتوطد بين العائلتين
> تؤكد (بات) أن حادثة والدتها في الجزيرة وطدت العلاقة بين العائلتين (العربية والإنجليزية)، حسب تعبيرها، وتكررت الزيارات فيما بينها .. وأن أجمل الأوقات كانوا يقضونها معاً في مزرعة يملكها (الحاج) بالشيخ عثمان .. وتعرفت (بات) ووالديها على عائلة (الحاج) المكونة من: زوجته وابنته وابن واحد، تتذكر أن اسمه (علي)، وأنه كان تقريباً بعمرها .. تجاذبنا الحديث، تقول (بات) وتناولنا طعام الغذاء سوياً.
تتذكر (بات) أن (الحاج أبو علي) وخلال الزيارات بين العائلتين كان يحرص على تعريف والدتي بالدين الإسلامي وسماحته، ويسألها عن المسيحية. هكذا روت لها والدتها قبل وفاتها, ووفاة والدها.
ما دفع (بات) إلى نبش الذاكرة (ألبوم) الصور الذي لا يزال محفوظاً لديها، وتعود إليه بين الحين والآخر .. حتى جاءت الصدفة لتتعرف على شاب (عدني) عاد للتو من العاصمة البريطانية (لندن) إلى عدن (صديق لكاتب هذه السطور).. وقبيل مغادرته روت له هذه الحكاية، وسلمته صوراً موثقة لها وأوصته بالبحث عن (الحاج) أو أحد أفراد أسرته للتواصل بأي شكل من الأشكال.