تشكو مقبرة القطيع في محافظة عدن ذات المساحة الواسعة من الإهمال, وسط صمت الجهات المعنية في المحافظة الذين تجاهلوا حرمة الموتى.
فالمقبرة أصبحت طريقا للمشاة والدواب واتخذها بعض الشباب مكانا لتناول القات أمام مرأى ومسمع الجميع, كما جاء في شكوى المواطنين.
كما يشكو الأهالي من ضعف الإضاءة الخاصة بالمقبرة, في حالة دُفن ميت في ظلمة الليل.
ورغم تعرض بعض قبور المقبرة للنبش من قبل أشخاص تجردوا من القيم الإنسانية, فإن الحراسة الأمنية ما تزال غائبة.
وقال مواطنون يقطنون بالقرب من المقبرة إن أبوابها تظل مفتوحة طوال الوقت دون رقيب أو حسيب, والغريب في الأمر والملفت للنظر, وفق ما قالوه, تواجد أفراد من الفئة المهمشة أمام أبوابها؛ إذ اتخذوها المكان المفضل للتسول في طريق مكتظ بالمارة من المنطقة المأهولة بجانب المقبرة.
وقال المواطن عزت علي «أبي وأمي مدفونان في هذه المقبرة, التي أصبحت طريقا للدواب والناس والكلاب وكل ذلك بسبب غياب الحراسة, التي تحميها من العابثين بحرمة الموتى».
وأضاف «نعاني من عدم وجود الإضاءة, ونحتار عند دفن ميت في الليل ونجد صعوبة في ذلك, هذا بالإضافة إلى عملية السطو التي تلحق بها من قبل نافذين معروفين لدى الجهات المعنية».
وأوضح «من المؤسف دخول بعض الشباب إلى المقبرة في وضح النهار ليقوموا بوضع متاكي للتخزين, والاستماع إلى الأغاني. هذا أمر يزعج الكثيرين».
17 مليونا معرقَلة
تفاجأ الجميع بتعثر تنفيذ مشروع بناء السور الخلفي للمقبرة المحاذي للمنازل من قبل أشخاص معروفين لدى الجهات الرسمية يقومون بعرقلة المشروع الخيري الإنساني والأخلاقي.
وأوضح الشيخ فؤاد البريهي, مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بعدن «مقبرة القطيع أكبر وأهم مقبرة في محافظة عدن وتحوي رفات أغلب أبناء المحافظة وللأسف تعرضت إلى أعمال سطو من خلال اعتداءات في جانبينها الجنوبي والشرقي».
وأضاف «قمنا بتنسيق مع المجلس المحلي في المديرية والمحافظة بعمل موازنة لتسوير المقبرة وتم تنفيذ الجزء الأول وبدأنا بتنفيذ الجزء الآخر عن طريق إنزال المناقصة من المجلس المحلي المختص في المديرية».
وقال البريهي «فجئنا بالإعاقة من قبل عدد من الخارجين عن القانون الذين استغلوا الظروف التي تمر بها البلاد».
وأكدا «نحن مع الإخوة في المديرية والجهات الأمنية بردع هؤلاء الخارجين عن القانون, باعتبار الاعتداء على المقبرة هو اعتداء على المجتمع بحرمته ودينه وقيمه وعرضه, ونكتفي بقول الرسول الأعظم كما جاء في الأثر, أن يجلس أحدكم على جمر أهون أن يجلس على قبر, وهذه هي حالة مقبرة القطيع, وما خفيا كان أعظم».
* من - عبدالسلام الجلال