أعلن برلمان شبه جزيرة القروم في بيان أول من أمس انفصال الجزيرة رسميا عن دولة أوكرانيا في خطوة قال البرلمان إنها ضرورة قانونية لانضمام القرم لروسيا ولإجراء الاستفتاء المقرر في 16 مارس الجاري.
وأعلن البرلمان في سيمفروبول أن 78 نائبا من إجمالي 99 نائبا صوتوا لصالح الانفصال, وفق دويتشه فيله الألمانية, وتعتبر الحكومة الأوكرانية الجديدة في كييف والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عملية الانفصال برمتها مخالفة للقانون الدولي.
ومن المقرر أن يصوت مواطنو شبه الجزيرة في جنوب شرق أوكرانيا لصالح الانضمام إلى روسيا بُعيد أيام, مع تحضير البرلمان الروسي الدوما لمناقشة تشريع في 21 مارس الجاري حول انضمام القرم، بحسب وكالة ريا نوفستي الروسية أول من أمس الثلاثاء.
ويبلغ تعداد سكان القرم قرابة المليوني نسمة, وتأتي خطوة الاستفتاء بعد أن صوت برلمان القرم بصورة سرية وفقا لـCNN، لصالح الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا، ووصفت الحكومة الأوكرانية المؤقتة الاستفتاء بأنه غير دستوري.
ونقلت «أنباء موسكو» الروسية عن النائب فياتشيسلاف نيكونوف، عضو الدوما، قوله في تصريحات صحفية أول من أمس إن الدوما سيبدأ مناقشة مشروع قانون انضمام الأراضي التي يرغب سكانها في الانضمام إلى روسيا، في 21 مارس (آذار), مضيفة أن الناخبين الذين سيتوجهون إلى مراكز الاقتراع سيطرح عليهم سؤالان أحدهما هل تؤيدون انضمام القرم إلى روسيا.
ومع أن روسيا تنفي أن يكون جيشها متورطا في القرم، وتقول إن المسلحين الذين سيطروا على مواقع عسكرية في شبه الجزيرة هم محليون من قوات «الدفاع عن النفس»، إلا أن الحكومة في كييف، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي يقولون بأن الجنود الذين يرتدون زياً عسكريا بدون إشارات هم من الجيش الروسي.
وتم تنصيب الحكومة المحلية الموالية لروسيا في القرم قبل أكثر من نصف شهر، بعد أن حاصر مسلحون مبنى البرلمان ورفعوا فوقه العلم الروسي.
وفي ظهوره الثاني منذ الإطاحة به، وصف الرئيس الأوكراني المعزول يانكوفيتش الحكومة المؤقتة في أوكرانيا بأنها غير شرعية، وقال إن الأجنحة اليمينية المتطرقة أخذت زمام السيطرة, وإن وراء ما يسمى الحكومة الشرعية، عصابة فاشية متطرفة تتولى السلطة، وتريد الاستيلاء على الرئاسة.
يانكوفيتش الذي أكد بأنه ما يزال الرئيس الشرعي للبلاد، قال إنه سوف يعود إلى العاصمة كييف في أقرب وقت تسمح به الظروف.
وتدعم موسكو موقف يانكوفيتش وتعتبر أنه تم إقصاؤه بانقلاب وترفض الاعتراف بالسلطة الجديدة في كييف، ما وضع البلدين في موقف المواجهة للسيطرة على إقليم القرم.
وتتفوق روسيا على أوكرانيا في الحجم العسكري والنفقات والقوة, ويعد الجيش الروسي الثاني في العالم بعد نظيره الأمريكي.
وكالة رويترز نقلت عن الخارجية الروسية قولها إن وزير الخارجية سيرجي لافروف أبلغ نظيره الأمريكي جون كيري [أول من أمس] الثلاثاء بأن أي حل للأزمة الأوكرانية يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأوكرانيين في كل المناطق واحترام حق سكان القرم في تقرير مستقبلهم.
وأضافت الوزارة في بيان أن كيري ولافروف «تبادلا وجهات النظر بشأن مقترحات محددة طرحتها روسيا والولايات المتحدة لتحقيق السلم والوفاق المدني» في أوكرانيا.
وتقول الخارجية الروسية إن المعونة المالية الأمريكية المزمعة إلى أوكرانيا غير قانونية ومخالفة للأعراف القانونية الأمريكية؛ لأنها تصنف على أنها تمويل لنظام غير شرعي, محذرة واشنطن من عواقب «تبني العناصر المتشددة بدون شروط» في أوكرانيا.
وكانت وكالة أنباء شينخوا، وهي وكالة الأنباء الصينية الرسمية، قالت إن الغرب لم ينجح في «إقامة نظام موال للغرب» في أوكرانيا, مشيرة إلى أن الغرب تسبب في خلق الفوضى في أوكرانيا دون أن يملك القدرة على إزالة هذه الفوضى.
وقالت شينخوا إن الغرب لم يقدّر استعداد روسيا للدفاع عن مصالحها في أوكرانيا حق قدره.
نبذة عن شبه جزيرة القرم
BBC العربية:
لم تصبح شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا إلا في عام 1954، عندما قرر الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف, وهو اوكراني الاصل, إهداءها الى موطنه الأصلي, وبعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، أصبحت جزءا من أوكرانيا المستقلة, ولكن رغم ذلك، ما زال اكثر من 60 بالمئة من سكانها يعتبرون انفسهم من الروس.
ويعود ولاء سكان القرم لروسيا، وهي مفصولة جغرافيا وتاريخيا وسياسيا عن أوكرانيا، كما تستضيف اسطول البحر الأسود الروسي.
وتمتد شبه الجزيرة في البحر الأسود، ولا تتصل بالبر القاري إلا من خلال شريط ضيق من جهة الشمال. ويمتد من جهتها الشرقية شريط أرضي يكاد يتصل بالاراضي الروسية.
واستولت روسيا على القرم في اواخر القرن الثامن عشر عندما دحرت جيوش الامبراطورة الروسية كاثرين العظمى تتار القرم الذين كانوا متحالفين مع العثمانيين، وذلك بعد حروب دامت عدة عقود.
والتتار، الذين عانوا الأمرين عندما قرر الزعيم السوفييتي جوزف ستالين في عام 1944 طردهم من المنطقة لتحالفهم مع النازيين ابان الحرب العالمية الثانية، عادوا اليها ثانية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ويشكلون الآن زهاء 12 بالمئة من سكانها.
ويريد التتار - وهم مسلمون - ان تظل شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا، وتحالفوا مع المحتجين المناوئين للرئيس يانوكوفيتش في كييف.
أسطول البحر الأسود
ويقع ميناء سباستوبول على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم، وهو مقر اسطول البحر الأسود الروسي الذي يضم الآلاف من عناصر القوة البحرية. وكان الرئيس الأوكراني الموالي للغرب فيكتور يوشنكو قد اثار مخاوف موسكو عندما أعلن في عام 2009 ان على روسيا اخلاء قاعدتها البحرية في سباستوبول بحلول عام 2017، ولكن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش (الذي اطيح به مؤخرا) قرر بعد انتخابه عام 2010 بتمديد مدة بقاء الاسطول الروسي في الميناء لغاية عام 2042.
وتخشى روسيا الآن ان تعمد السلطات الأوكرانية الجديدة الى طرد الاسطول مجددا.