وأخيرا انتهى عصر "القمش"، أحد أسوأ عصور جهاز المخابرات الرئيسي في اليمن "الأمن السياسي"، كما يصفه سياسيون وإعلاميون كثر.
اللواء غالب القمش الآن سفير لليمن في وزارة الخارجية، بعد أكثر من 20 عاما على رأس جهاز الأمن السياسي، الذي يتساقط ضباطه وأفراده، منذ سنوات، ضحايا لاغتيالات مركزة من قبل مجهولين يتم نسبتهم في العادة إلى تنظيم القاعدة.
فيما طوى اليمنيون أيضا صفحة مسؤول آخر اتسم عهده بالفشل الذريع، وإن كان عهدا قصيرا من حيث المبدأ، وهو اللواء عبدالقادر قحطان، وزير الداخلية، الذي بات هو الآخر منذ اليوم سفيرا في وزارة الخارجية، بعد عامين من الإخفاق، وانهيار الأوضاع الأمنية في كل مناطق البلاد، منذ جلوسه على كرسي الوزارة، كممثل للتجمع اليمني للإصلاح في حكومة الوفاق الوطني.
إعادة "الداخلية" إلى "الإخوان" و"محسن"
وبعد طول انتظار؛ أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس الجمعة، قرارا قضى بتعيين الدكتور عبده حسين الترب وزيرا للداخلية، بديلا لقحطان الذي صدر قرار جمهوري بتعيينه سفيرا في وزارة الخارجية.
كما قضى قرار الرئيس بتعيين خالد محفوظ بحاح وزيرا للنفط والمعادن، بديلا للوزير أحمد عبدالله دارس، الذي كانت سرت شائعات قبل أيام عن تقديمه استقالته، وقبولها من قبل رئيس الجمهورية.
وقضى قرار جمهوري آخر بتعيين اللواء جلال الرويشان رئيسا لجهاز الأمن السياسي، بديلا للواء غالب القمش، الذي تمت إحالته بقرار آخر إلى سفير في وزارة الخارجية.
وجلال الرويشان هو وكيل جهاز الأمن القومي منذ إنشائه، كما أنه شخصية مهنية مشهود لها في الأوساط الأمنية.
ومقابل التفاؤل الذي قد تبعثه إزاحة غالب القمش من جهاز المخابرات، فإن الإحباط من شأنه أن يطبع ردود الفعل الشعبية على الوزير المعين في الداخلية خليفة للوزير قحطان.
فالدكتور عبده الترب لا يتمتع بأية سيرة أمنية ذات إنجازات تذكر، غير انتمائه لجماعة "الإخوان المسلمين في اليمن" (التجمع اليمني للإصلاح)، وقربه من اللواء علي محسن الأحمر.
الوزير الجديد الترب.. من "إدارة التعليم" في كلية التدريب إلى "ساحة الجامعة"
إلى "أمن المنشآت" إلى وزير "داخلية"
شغل مؤخرا، منذ حوالي عامين، منصب مدير عام أمن المنشآت في وزارة الداخلية، وهو الفرع الأمني الذي تم تجنيد الآلاف من معتصمي ساحة التغيير بصنعاء إبان أزمة 2011، فيه.
وقبل المنشآت كان الترب أحد رواد ساحة التغيير والملتحقين بثورة الشباب، وقبلها كان مجرد مدير إدارة في كلية تدريب الشرطة الواقعة في شارع الستين بصنعاء، وتحديدا كان مديرا لإدارة شؤون التعليم بالكلية.
يشار إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي، كان وعد خلال ختام مؤتمر الحوار الوطني، منتصف يناير الماضي، بإجراء تغييرات أمنية كبيرة، وهي هذه التغييرات التي أعلنها أمس في ما يبدو.
وقد حال التجمع اليمني للإصلاح مطولا دون محاولات هادي تغيير الوزير قحطان.
* نقلاً عن - صحيفة الأولى اليومية