أكثر من 50 قرية في مديرية تبن محافظة لحج، غالبيتها تفتقر إلى العديد من مشاريع الدولة، لكن قرية المنصوري إلى الآن لم تصلها يد الدولة إلا مع الانتخابات ! هذه القرية التي عند سفرك إليها لابد من أن تقطع العديد من الأراضي الزراعية والوديان مع واد صغير وقبل سنوات تم شق - بالقـرب منها- طريق الحسيني العلم الذي حاله اليوم لا يختلف عن حال القرية.
عند وصولك القرية ستجد منازل عبارة عن أكواخ من الطين والأشجار وسط الرمال لا كهرباء ولا ماء ولا يوجد أبسط مقومات الحياة، أطفال مثل الورد بابتسامات لمستقبل مجهول يحلمون بمدرسة ولو من عدة خيام أو وحدة صحية.
عند وصولنا القرية وجدنا المواطن علي سالم علي عبده الشيخ الذي تحدث معنا قائلا : نستخدم الحيوانات في تنقلاتنا، وقريتنا محرومة من أبسط مقومات الحياة كما تشاهدون لا كهرباء ولا ماء ولا تعليم أو صحة وما إلى ذلك لدينا أطفال يقطعون مسافة طويلة إلى قرية هران للتعلم ، وإذا حدث أي مكروه في الليل لا توجد مواصلات أو خدمات صحية لنضطر إلى أن نتجه إلى صبر أو الحوطة باستخدام الحيوانات كمواصلات أو هذه السيارة الوحيدة في القرية. إننا نعيش في حياة قاسية جدا كون الدولة غير قادرة على أن توصل لنا أبسط الخدمات الضرورية للحياة ونسمع عن منظمات تقوم بمساعدة بعض القرى ولا نعلم لماذا لا تصل إالينا تلك المنظمات الإنسانية لإغاثة القرية مما هي فيه من فقر وعدم تعليم أو صحة كمطالب أساسية.
لا طريق
ونحن في داخل القرية وجدنا مواطنا آخر تحدث الينا، هو بلال ونيس الذي أضاف إلى قاله علي:مع مرور هذا الخط وجدت هجمة على الأرض مما جعل حرم قريتنا عرضة للاعتداءات، تكرم الأمين العام بتوجيه الأراضي باستخراج حرم لنا أسوة بالغير ولحد الآن من سنوات والأراضي لم تقم بذلك, نطالب على الأقل من الدولة استخراج الحرم لكي لا يعتدي الغير على حرمة بيوتنا كما نناشد أهل الخير و الإحسان ببناء مسجد داخل القرية، وفي الوقت نفسه نطالب الدولة بمشاريع لقريتنا من مياه وكهرباء خاصة وأنها لا تبعد كثيرا عن القرية ومع ذلك نحن محرومون منها ونريد إدخال طريق ولو من (الكري) من خط الحسيني - العلم ، كوننا وسط رمال ولا تقدر السيارات على دخول القرية.
غياب أبسط مقومات الحياة
"الأمناء" سألت المواطنين من أين تشربون الماء ؟ قالوا من بئر شيخ القرية وعند البئر التي وجدناها بئرا قديمة ومع ذلك يستخدمها الشيخ لزراعته ولمواطني قريته إلا أنها معطلة وقد تحدث خال الشيخ محمد خميس الوالد حيدرة حاصل كون شيخ القرية يتعالج في المستشفى قائلا: القرية محرومة من أبسط متطلبات الحياة كما تشاهدون المشكلة في موقعها خلف هذه الأراضي والوادي, والدولة لاتقدم لنا أي خدمات، فقط تتذكر القرية مع الانتخابات بوعود لا يتم تنفيذها نحن نعيش في صراع مع الطبيعة نطالب الدولة بإقامة فصلين او ثلاثة فصول ولو من الخيام لكي نعلم أطفالنا كأبسط شيء يقدم لنا كونهم يقطعون هذه المسافة إلى مدرسة اليرموك كما نريد ضم كامل أبناء القرية إلى صندوق الضمان الاجتماعي لكون ظروفهم قاسية جدا.
فنحن معزولون عن العالم في هذه القرية لعدم معرفتنا بما يدور لعدم وجود تلفزيونات حتى الجوالات لا نقدر على استخدامها دائما لنفاد البطاريات التي يتم شحنها بقرية هران ولا توجد تغطية للبث، نطالب الجمعيات و المنظمات أن تزور القرية ومد يد العون والمساعدة للمواطنين .الحياة صعبة ومع ذلك نحن نعيش على أمل أن تتحسن حياتنا في المستقبل .
50 أسرة محرومة
"الأمناء" تجولت داخل القرية التي مساكنها من أكواخ طينية صغيرة ومن الأشجار والأخشاب وسط الرمال في حياة شبه صحراوية وطبيعة قاسية جدا فهي تتكون من (50) أسرة تقريبا، ربما هذا هو السبب في حرمانها من مقومات الحياة من قبل الدولة ومع ذلك هناك أطفال الابتسامة لا تفارق وجوههم لعلهم يحلمون بمستقبل أفضل وشاهدنا أعمدة كهرباء لا تبعد عنهم كثيرا ومع ذلك هم محرومون من النور بما تعنيه الكلمة.
دعوة يوجهها منكوبو قرية المنصوري للجمعيات والمنظمات للنزول إليهم وتقديم ما باستطاعتهم تقديمه كما ناشدوا محافظ لحج ومدير عام المديرية لإعطاء هذه القرية الاهتمام كون من يعيش فيها هم مواطنون يمنيون ومن أبناء المحافظة ولهم حقوق أسوة بالغير .
بلال ونيس
حيدرة حاصل