سجناء عالقون في سجن الأمن السياسي دون محاكمات (تقرير)

تلقت صحيفة «الأمناء» بلاغات من أسر أكثر من 8 أشخاص يقبعون في سجن الأمن السياسي في صنعاء منذ سنوات في ظروف إنسانية بالغة السوء كما يقول ذووهم دون محاكمة أو توجيه تهم لكثير منهم بالإضافة إلى المعاملة التي يقول السجناء وذووهم إنها مناطقية مقيتة, حيث تكبل أقدامهم وأياديهم بقيود حديدية ويتم الزج بهم في زنزانة ضيقة مظلمة دون دورة مياه, ولا يسمح لهم بالخروج منها حتى لقضاء الحاجة, كما تقول أسرهم.

 

وشكا السجناء بمرارة ما وصفوه بالتخاذل والحسرة من موقف وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور التي شاهدت بعينيها ما هم فيه من معاناة وسمعت منهم شكواهم قبل أكثر من عام وتأكيدهم لها أن  كثيرا منهم على هذه الحال منذ أربع سنوات لكنها تغاضت عن ذلك ولم تحرك ساكنا, حسب قولهم..

 

«رهائن» منذ أربع سنوات

بلاغات كثيرة استلمتها الصحيفة من ذوي السجناء أفادوا فيه إن أربعة منهم جرى اعتقالهم دون جريرة؛ فقط لأن أحد أقاربهم متهم بقضايا إرهاب دون أن تكون لهم مسؤولية مباشرة في هذه القضايا..حيث قامت السلطات باعتقالهم دن علم ذويهم «كرهائن» للضغط حتى يسلم المتهمون المطلوبون أنفسهم في تجاوز صارخ لاتفاقيات الأمم المتحدة التي تحرم اعتقال الأبرياء  واحتجازهم كرهائن.

وأشار السجناء إلى أن القائمين على السجن ومن يتولى رمي الطعام لهم أسفل الباب يتلفظ ضدهم بكلمات مناطقية وألفاظ نابية تحوي قذفا للجنوب وحراكه السلمي.

 

نماذج من معاناتهم

علي جعفر مسعود, من أبناء محافظة أبين, يقول ذووه إنه مسجون منذ 13 شهرا ولم  توجه إليه تهمة, وعندما توفي والده وهو في السجن لم يسمح له بالمشاركة في توديعه أو الاتصال بأهله للتعزية والمواساة.

تم اعتقال علي جعفر قبل عام ووُضع كرهينة حتى يقوم شقيقه المتهم بالانتماء إلى تنظيم «القاعدة» بتسليم نفسه.

القصة نفسها تكررت مع السجين على محسن المرقشي من محافظة أبين «فقد تم اعتقاله منذ عامين دون تهمة واحتجازه كرهينة حتى يقوم شقيقه بتسليم نفسه للسلطات».

 

براءة المحكمة لا تكفي

على الرغم من حصول الشاب «سرحان» من أبناء جعار في محافظة أبين على حكم براءة من المحكمة منذ أكثر من عام فإن إدارة السجن لم تعترف بالحكم وقامت بإعادته إلى الزنزانة «المظلمة» متحدية سلطة القضاء ووزيرة حقوق الإنسان التي أُبلغت بذلك ووعدت بحل المشكلة لكن شيئا لم يحدث على الرغم من مرور أكثر من 8 أشهر على ذلك الوعد.

أما منصور خالد بن ثابت النهدي من أبناء محافظة حضرموت, فما زال يقبع في سجن الأمن السياسي في صنعاء منذ "4" سنوات, وهو الآخر حاصل على حكم بالبراءة من المحكمة الابتدائية ومحكمة الاستئناف ورغم ذلك لم يطلق سراحه.

أكرم قطيش من محافظة أبين احتجز لثلاث سنوات كما يقول ذووه دون توجيه تهمة وقد طالب مرارا بتقديمه إلى المحاكمة أو توجيه تهمة محددة دون جدوى.

 

محاولات انتحار

ناجي أحمد الدقين من محافظة أبين حاول الانتحار ثلاث مرات وهو في السجن عبر قطع الوريد في «الرسغ» و«الرقبة». يقول زملاؤه إنه لم يستطع تحمل قساوة المكوث في غرفة طولها أمتار وقضاء الحاجة فيها بمشاركة أشخاص آخرين. جرى احتجاز «ناجي» قبل عام ونصف ولم توجه إليه تهمة حتى الآن على الرغم من مطالبته بتحويله إلى الحاكمة دون جدوى.

 

تعذيب أفضى إلى الموت

قبل فترة توفي الشاب سالم بن سعيد باهيثمي في سجن الأمن السياسي بعد أن احتجز دون أن توجه إليه تهمة. خلال فترة احتجازه, أصيب باهيثمي بمرض التليف الكبدي وأفضى إلى وفاته. يقول زملاؤه في السجن إن السلطات رفضت جميع مناشدات زملائه لإدارة السجن بأهمية نقله إلى المستشفى لخطورة حالته وترك مهملا في مواجهة مصيره ليموت بعد أيام في زنزانته.

 

ممنوع من دخول الحمام 11 شهرا

تقول أسرة المعتقل سامي ديان اليافعي - الذي تتهمه الأجهزة الأمنية بالضلوع في عملية اغتيال القائد العسكري البارز اللواء سالم قطن في عدن قبل 3 أعوام - إن خلفيات القضية وملابساتها اتضحت في بيان تبنى فيه تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» العملية وكشف عن منفذها وبالاسم..

تضيف «التهمة لم توجه إليه حتى الآن حيث يحتجز في غرفة لا تتجاوز المترين مكبل اليدين إلى الرجلين بالحديد دون أن يسمح له بدخول الحمام أو الاغتسال منذ 11شهرا».

 

تعذيب مناطقي

تقول بلاغات عدد من الأسر إن عزل السجناء في سجن الأمن السياسي بصنعاء يتم على أساس مناطقي وكذلك طريقة المعاملة؛ حيث أفرج عن الكثير من الحالات المماثلة قبل انتهاء  مدة محكوميتهم بوساطة أو محاباة لشخصيات نافذة.

ويفيد ذوو السجناء أن وزيرة حقوق الإنسان متواطئة مع إدارة السجن حيث يتم نقلهم قبل أية مقابلة تتم مع جهات حقوقية إلى أماكن أفضل قبل أن يتم إعادتهم إلى تلك الزنازين المظلمة مرة أخرى حال مغادرة  الزوار الحقوقيين.

 

وأفاد عدد من السجناء لـ«الأمناء» أن إقدام ضباط وجنود من آمري السجن نهاية العام 2012م بعزل السجناء على أساس مناطقي حيث تم فصل المحتجزين الجنوبيين في الساحة وضربهم بقساوة ومهانة أمام الجميع.

 

ويؤكد المحتجزون على أنهم لا صلة لهم بأي جماعات دينية أو متهمة بالقيام بأعمال إرهابية أو سياسية أو عمليات قتل, مناشدين المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر ومنظمات الأمم المتحدة المختصة بحقوق السجناء وكذا المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية تلمس معاناتهم حتى لا يفقدون ما تبقى لبعضهم  من صبر.

 

والسجناء هم: علي جعفر مسعود, ناجي أحمد الدقين, علي محسن المرقشي, أكرم قطيش, منصور خالد, وسرحان أحمد عوض.

 

 

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني