مضى نحو 4 أشهر على اختفاء طاقم سكاي نيوز عربية في سوريا. ففي حين يدعو رجال الدين إلى إطلاق سراح أفراد الطاقم بناء على حيادهم في الصراع، لا تزال عائلاتهم في انتظار عودة الأمانة سالمة إلى أهلها وأحبائها.
ومرت أكثر من 120 يوما على عيد الأضحى الماضي، حين اختفى الزميلان إسحاق المختار وسمير كساب وسائقهما عدنان عجاج في سوريا.
ورغم طول المدة لم تنقطع والدتا إسحاق وسمير عن الصلاة والدعاء، وأطفال عدنان عن الأمل.
أما والد سمير فلم تمنعه محنة ابنه من ممارسة عمله وطلب رزقه، تماما كما كان سمير وإسحاق يفعلان وإن كان ذلك في ظروف مختلفة.
وقالت والدة سمير: "لقد ذهب ابني وزميله إلى سوريا لعمل إنساني لا لأذية أحد"، وهو ما أكدت عليه والدة إسحاق التي أكدت أن ابنها يؤدي مهمة إنسانية نبيلة.
أما ابن السائق عدنان فقال إن والده أخبرهم بأنه ذاهب للعمل وسيعود بعد نصف ساعة إلا أن نصف الساعة امتدت لأكثر من 4 شهور.
وفي موريتانيا، تحولت قضية اختفاء إسحاق وسمير إلى همّ عام.
وعن الجانب الفقهي للاختطاف، يقول الإمام السلفي الشيخ عبدالله ولد أحمد ولد أمينو إن الشريعة الإسلامية قد حرمت التعرض لمن لا دور له في الحرب، مؤكدا على أن إسحاق وسمير يؤديان مهمة نبيله يحتاجها الجميع، وهذا ما أكد عليه أمين عام المجلس العلمي الموريتاني الشيخ محمدن ولد حمينه.
ويدخل حديث أهل الفقه والعلم شيئا من الطمأنينة في قلوب عائلة إسحاق وسمير، بالإضافة إلى عائلتهم الثانية وهي زملائهم في المكتب حيث لم ينحسر الهم منذ اليوم الأول للاختفاء.
كما يسيطر على زملاء سمير من المصورين قلق حيال مصيره، وما إذا كانوا سيواجهون مصيرا مماثلا في مهماتهم الصحفية. ولا يزال الأمل يراود عائلات إسحاق وسمير وعدنان.
كان مراسل "سكاي نيوز عربية" إسحاق مختار (موريتاني الجنسية) والمصور الصحفي سمير كساب (لبناني الجنسية) يغطيان الأحداث في سوريا وبالذات انعكاسات الحرب على السوريين.
وسبق لهما أن عملا أكثر من مرة في تلك المنطقة، واتسمت تغطيتهما بالمهنية والموضوعية وعدم الانحياز لأي طرف.
يعتبر الزميلان المفقودان من خيرة الكفاءات الصحفية.
درس إسحاق مختار الصحافة في جامعة نواكشوط والتحق بسكاي نيوز عربية العام الماضي، وكوّن خبرة في العمل الصحفي تمتد لعشر سنوات.
أما سمير كساب فهو من أوائل المصورين الذين التحقوا بسكاي نيوز عربية عند انطلاقتها في مايو 2012 ورصد بعدسته يوميات المعاناة الإنسانية في سوريا.
