من يحمي الأطفال من خطر التنظيمات المسلحة وزجهم في أتون الصراع السياسي (تقرير)

اكتسبت الصراعات الداخلية في بلادنا اليمن زخمًا متصاعدًا مع تصاعد حدة الحراك الاحتجاجي والانقسامات السياسية، بما أدى إلى توظيف متصاعد لآليات ووسائل غير تقليدية من مختلف أطراف الصراع؛ حيث يُعتبر الاعتماد على الأطفال في خضم الصدامات الدامية والصراعات السياسية أحد الممارسات التي لم تألفها الصراعات الداخلية،.

 

وبيد أن توظيف الأطفال في إطار الصراعات الداخلية أخذ منحى صاعدًا في الآونة الأخيرة على امتداد بؤر الصراعات المحتدمة في البلاد ، وهو ما يثير تساؤلات حول التداعيات السياسية لتلك الظاهرة ..

 

الكثير من الآباء والأمهات عبروا عن قلقهم وتخوفهم من الزج بأطفالهم إلى ساحات وميادين التظاهرات ويرفضون مشاركة أبنائهم الصغار في مثل هذه التظاهرات، رغم ذلك إلا أن البعض من الأطفال يشارك في هذه المسيرات والاعتصامات بشكل سري (دون معرفة آبائهم) بتأثير من قبل أصدقائهم أو جيرانهم أو مدرسيهم ..حيث يوهمون آباءهم بأنهم سيذهبون للعب وخلافه ، لكن أهلهم يكتشفون بعد ذلك أمراً آخر فأبناؤهم لم يكونوا يلعبون أو لم يذهبوا إلى المدرسة وإنما كانوا في ساحات التظاهرات والاعتصامات .

 

أستطلاع / الخضر عبدالله :

 

أرباب أسر :

أحمد محسن يستغرب على جميع الأطراف السياسية وكذلك الآباء والأمهات كيف يسمحون للطفولة البريئة أن تقتحم تلك الميادين وتردد هتافات بعيدة كل البعد عن مستوى سنهم . ولا يفقهون معناها.

ويقول: ساحات المظاهرات هذه الأيام للأسف الشديد أصبحت مجالاً للتفاخر باستعراض تلك الوجوه البريئة وأنا بدوري لا يمكن أن أسمح لأي من أبنائي بالذهاب إلى ساحات الاعتصامات ليعبروا عن آراء الكبار القادرين على التعبير عن آرائهم بأي صفة وبأي خطاب لأنهم مسئولون عن ما يقولونه ومدركون لما يرددونه وما قد يواجههم.

 

حقوقيون :

بسام البان/ المسئول الإعلامي للتحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات – فرنسا ومدير تحرير موقع الأمناء نت الإخباري: تحدث حول إقحام الأطفال في الصراع السياسي وقال "الأطفال" وقود إشعال الصراعات السياسية باليمن.

 تزايدت خلال الآونة الأخيرة في بلادنا ظاهرة استغلال الأطفال كـ"وقود" لإشعال الصراعات السياسية في المحافظات الجنوبية، منذ ظهورهم بشكل مكثف في الاحتجاجات الجنوبية الغاضبة المطالبة بتحرير الجنوب واستعادة دولة الجنوب ومشاركتهم في العديد من المسيرات والمليونيات التي تقام دائما في ساحة العروض بخور مكسر.

 

 

وأضاف " حيث بلغت خطورة استغلال الأطفال في الصراع بين مكونات الثورة الجنوبية وقوات الجيش اليمني حدتها مؤخراً، وراح ضحيتها عشرات الأطفال مابين شهيد وجريح. إن نسبة الأطفال في اليمن أقل من 18 عاماً تبلغ أكثر من 50%، وهناك حوالي ثلاثة ملايين طفل محرومون من التعليم ، بسبب الصراعات السياسية والأوضاع الاقتصادية بالبلد. وللأسف الشديد أصبح الأطفال في بلادنا وقود لتلك الصراعات السياسية والطائفية ، وهنا نحمل كل الأطراف السياسية بما فيها مكونات الحراك الجنوبي في إقحام الأطفال في الصراعات السياسية .

ونطلب من منظمات حقوق الإنسان المعنية بحماية الطفل وعلى رأسهم منظمة سياج لحماية الطفولة في صنعاء بأن تعمل بمهنية ومصداقية دون عنصرية وأن تنظر إلى أطفال الجنوب بنفس النظرة التي تتعامل بها مع أطفال الشمال . لم نلاحظ أي نشاط او تقارير صدرت عن منظمة سياج حول جرائم القتل في عدن والضالع وبقية المحافظات الجنوبية والتي سقط فيها عشرات الأطفال مابين شهيد وجريح.

 

صحفيون :

الأستاذ / جمال الحسني  كاتب سياسي ورئيس تحرير موقع  "المصير أون لاين"  تحدث حول هذا الموضوع  فقال :" بالنسبة لإقحام الأطفال في الصراعات  السياسية من وجهة نظري أنه منتشر كثيراً وبشكل مخيف ,

ومحاربة هذه الظاهرة يكمن في معرفة الأسباب التي ساعدت علي هذه الظاهرة سوى كان إقحام الأطفال بالصراعات بواسطة استقطاب أو مشاركة الأطفال بأنفسهم في تلك الصراعات .

وفي كلتا الحالتين فأن السبب الرئيسي هو في العجز توفير الظروف الملائمة للأطفال والشباب أيضاً , والتي تحصنهم من الاستقطاب لجهات متطرفة أو أنه ينظم لمثل تلك الجهات ..

 

وأضاف "وتلك الظروف الملائمة تتمثل في الحياة الكريمة للأسرة وخصوصاً الأطفال والتعليم المفيد والواقعي و التنمية والحد من البطالة وتوفير الأمن والاستقرار وكل ماسبق ذكره تعتبر عوامل أو ظروف مترابطة ..

ولذا فأن المسؤولية أولاُ تقع علي عاتق الحكومة بأن تقوم بدورها في توفير الظروف الملائمة للأطفال والشباب والشباب , ثانياً علي عاتق الأسرة من خلال التربية والمراقبة والتوجيه , ثالثاً علي عاتق المدرسة والتي تعتبر مكمله للأسرة, رابعاً علي عاتق المنظمات الاجتماعية والحقوقية لتوعية والمناصرة لحقوق الأطفال .

 

أكاديميون :

الدكتور/عبدالحكيم الشراعي - أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء يقول: الشرائع السماوية والمعاهدات والاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان تحرم الزج بالأطفال في أتون الصراعات بكافة أشكالها وأنواعها.

ويؤكد أن استخدام الأطفال كدروع بشرية أو أي شكل من أشكال الصراعات تجرمه كافة القوانين الوطنية الناظمة لحقوق الإنسان ويسيىء إلى طفولتهم واستغلال براءتهم ". وأعتبر أن من يقوم بهذا العمل ومن يحرض بزج الأطفال في المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات حتى وإن كان بصورة بسيطة يعتبر جريمة أخلاقية ويخالف قيم الدين الإسلامي الحنيف.

 

قانونيون :

علي محمد الطلي: مدرس بكلية  الحقوق جامعة عدن  تطرق عن  إقحام الأطفال من منظور قانوني  فأشار :"ما من أمانة في عنق العالم تفوق في قدسيتها الأطفال، وما من واجب يعلو في أهميته فوق احترام الجميع لحقوق الأطفال، لأن حمايتهم واحترام حقوقهم حمايةً لمستقبل البشرية بأسرها.

وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي لم يغفل الاهتمام بالأطفال وبحاجتهم للحماية والرعاية، إلا أننا ما نشاهده في أنحاء عديدة من العالم من إنتهاكات حقوق الأطفال شيء يدعو إلى الحزن العميق.

وأضاف " بيد أن أكثر هذه الإنتهاكات وأشدها خطراً على الإطلاق هي التي تحدث للأطفال من جرّاء اندلاع الحروب والنزاعات، والتي تخّلف وراءها أعداداً كبيرة من الضحايا يكون معظمهم من الأطفال.

والطفل باعتباره كائن ضعيف البنيان غير مكتمل النضج، وهو بحاجة إلى من يمنحه الأمن والأمان ويتعهده بالرعاية، وبقدر ما تنجح الأمم والشعوب في رعاية أطفالها وإشباع حاجاتهم المادية والنفسية والاجتماعية وتربيتهم على القيم والمثل العليا بقدر ما تتكون أجيالاً متوازنة قادرة على العمل والخلق والإبداع.

 

 

ويضيف "وانطلاقا من قيم الدين والضمير والأخلاق فإن الطفل يجب أن يتمتع بأكبر قدر من الحماية التي يستحقها لأنه يمثل مستقبل الإنسانية التي ينبغي أن تقوم على العدل والرحمة والسلام.

ومن هذا المنطلق أخذ المجتمع الدولي مرحلة الطفولة في اعتباره عند بحث مسألة حقوق الطفل. فلم يكن من المقبول أن يناضل المجتمع الدولي من أجل تقرير حقوق الإنسان، ثم يترك الأطفال وهم أضعف أفراد المجتمع الإنساني دون أن يمنحهم الحماية والرعاية.

ومع أن القانون والسياسة يحظران صراحة هذه الممارسة، إلا أن هناك تقارير عن مشاركة أشخاص تقل أعمارهم عن 18 سنة خلال هذا العام في النزاع المسلح لصالح قوات حكومية وقبلية وجماعات متشددة، بصفة حراس ومراسلين بالدرجة الأولى.

وما يزال الأطفال وبصفة خاصة في أوضاع النزاعات المسلحة يعانون بأشكال متفاوتة وبطرق مختلفة ويتعرضون لتأثيرات طويلة الأمد. ومن شأن تأثير أي نزاع مسلح على الأجيال القادمة أن يزرع بذرات لاستمرار نزاعات قائمة أو اندلاعها من جديد.

 

دعـاة  ديـن:

الشيخ جمال أبوبكر السقاف: عضو رابطة علماء اليمن ودعاة عدن قال عن اقحام الاطفال في الصراع السياسي من جهة الشريعة الاسلامية :" اتقوا الله في أبنائنا. حين وجه صلى الله عليه وسلم قادته العسكريين للغزو حذرهم وأمرهم بعدم التعرض للعجزة والنساء والأطفال لأنهم ضعفة بحاجة للأخذ بأيديهم ومساعدتهم لينالوا حقهم في الحياة فالإسلام حث على الاهتمام بالأطفال ورعايتهم ورتب على ذلك الأجور العظيمة فالزج بهم في أتون الحروب والمماحكات السياسية تنصل وهروب عن حمل الأمانة وتضييع لمستقبلهم ووأد لطفولتهم قال(ص) كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول).

 

 

ويضيف :"وكل من ساهم في حرمان الأطفال من حقوقهم في التعليم والتربية والرعاية الصحية فقدضيع الأمانة فكيف بمن عرضهم للأبتزاز والعمل المضني والمتاجرة بهم في مختلف المجالات. فاتقواالله في أبنائنا فهم(أكبادنا تمشي على الأرض).

 

 

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني