الاورام السرطانية تتسيد والجلطات تتعاظم والفشل الكلوي ينافس
اختصاصي هندي: 70% من مرضى عيادتي من عدن مصابون بالسرطان بمختلف انواعه.
متابعة/عيدروس باحشوان
تتعالى اصوات الناس يوما عن يوم من تردي الوضع الصحي وتراجع الخدمات الطبية وغياب صحة البيئة.. فيما يفتك المرض بكل فرد في المجتمع والوزارة المسماة "الصحة العامة والسكان" من سلم اولوياتها حصد اكبر قدر ممكن من الدعم الاممي وصرف تراخيص مزيد من المستشفيات الخاصة بحجة زائفة "تشجيع الاستثمار في القطاع الصحي"، وفي المحصلة النهائية تكون العلاجات والتقارير الطبية الممنوحة للمريض الذي يخضع للعلاج في الداخل عرضه للرمي في سلة مهملات مراكز التشخيص والمستشفيات في الخارج.
"الأمناء" ابتداء من هذا العدد ستبحث مع اختصاصيين وأطباء وصيادلة وفنيي مختبرات هذا الملف الذي يؤرق كل اسرة وكل بيت.. سنبحث المسببات ومن يقف ورائها ونحمي البقية الباقية ولو بأدنى حد من الوقاية.. لكن قبل ان نبحث مع هؤلاء الاختصاصيين والأطباء سنأخذ بعض النماذج التي ستكون القاعدة التي سنبني عليها الخوض في هذا الملف الذي يؤرق كثير من الناس وبالذات ميسوري الحال بعد الفقراء الذين لا يملكون اجرة رحلة ذهاب في حافلة الى صنعاء للعلاج اما عن تكاليف العلاج فمن العبث الحديث عنها.
ومن بين هذه النماذج طبيب اختصاصي معروف هندي الجنسية وآخرون من المرضى العائدين ومسيرة علاجهم في الهند التي تعد مدنها مومباي وبونة وبنجلور وجهة وقبلة المرضى هذه الايام وعلى مدار العام.
ماذا قال د. برزان في مستشفى البرنس؟
كثيرون اشاروا علي وان اعد لهذا الملف ان د. سلطان برزان وهو اختصاصي اورام سراطنية في مستشفى البرنس علي خان او الامير علي خان وجه رسالة في العام 2005م تعد الاولى من نوعها لطبيب اجنبي ينبه الحكومة اليمنية الى خطورة انتشار مرض السرطان في اجساد رعاياهم القادمين من عدن بصورة مريبة.. وفي هذه الجزيئة الخطيرة تفاصيل يرويها شاب عدني عمل في الترجمة بين المرضى والاطباء وفي بعض مستشفيات الهند الذي افاد ان د. سلطان برزان عمل في عدن فترة ليست بالقصيرة في مستشفى الجمهورية وغادرها عقب احداث 3 يناير 1986م.. يقول الشاب المترجم ادهم حنيف :"قيامي بمساعدة مرضى خلال مقابلاتهم للدكتور سلطان برزان في العام 2004م، ابلغه ان 90% من المرضى القادمين الى عيادته في المستشفى يمنيين منهم 70% من عدن من مختلف الاعمار والشرائح مصابون بالسرطان بمختلف انواعه.. وتساءل ما الذي حاصل عندكم في عدن.. ما الذي يتناولوه ويتعاطوه..؟
يواصل حنيف :" بعد هذه التساؤلات طلب مني في الرحلة القادمة احضار عينة من كل الخضروات والفواكه الموجودة في الاسواق التي يتناولها الناس ووعدته واوفيت، لانني ادركت ان الرجل يريد ان يصل الى نتيجة تبصر الناس".
نتائج مريبة للعينات
وعند الرحلة القادمة لادهم حنيف الى الهند حرص على الوفاء بوعده فاحضر – حسب قوله – عينات من الخضار بانواعها المختلفة وارسلها د. سلطان برزان الى الفحص والتحليل المخبري وبعد اسبوع كانت نتائجها مريبة وينقل ادهم عن د.برزان :"جميعها مبودرة بالتعبير اليمني أي مسمومة بالمبيدات الكيمائية السامة ويظهر تأثيرها بعد فترة طويلة على وجه الخصوص الخيار والكوسة التي نصح بعدم ادخالها بيوتنا". والسؤال اذا كان حال خضارنا قبل9 سنوات على هذا النحو من السموم فكيف حالها اليوم ؟
ولمعرفة د.سلطان بعدن ومناطقها المختلفة عادة ما يسأل مريضه من اين اتيت واين تسكن؟ كما ابدى ملاحظة ان القادمين من البريقة ومصابون بالسرطان، انما نتيجة الزحف السكاني والعمراني على مقربة من نفايات المصفاة.
تقارير المرضى لا تعتد في الخارج
عدد من المرضى ومرافقيهم العائدين من رحلاتهم العلاجية في كل من الاردن والهند تحديدا الذين التقيناهم وفضلوا عدم ذكر اسمائهم ان تقاريرهم الطبية والاشعة ونتائج التحليل التي يحملونها عما يعانون منه فور عرضها على المستشفيات والاختصاصيين فيها لا تجد ادنى درجة من الاهتمام او حتى الاطلاع قال احدهم :"الى هذه الدرجة بلغت سمعة الطب والعلاج داخل الوطن".. واضاف اخر :"لا يريدون ان يسمعوا منك تاريخ المرض وطبيعة العلاج.. مافيش عندهم وقت.. يسألونك مماذا تشكو ومكامن آلامك وموضعها وكم سؤال ، ثم تدخل فحوصات وتحاليل على ضوئها تبدأ رحلة العلاج وبهدوء وادفع وانت ساكت"، حسب تعبيره.
التربوي القدير علي عبدالله مغلس، رافق مريضا الى الهند وهالته تلك الافواج التي رأها بأم اعينه في مدن كبيرة كمومباي وبونة وبنجلور وشعر بالحسرة والالم وقال :"اجزم ان كل مريض باع الذي قدامه والذي ورائه بحثا عن العلاج".
ظواهر ازدياد الجلطات بين الشباب وكبار السن
الزائر اليوم لعدد من المستشفيات الخاصة يجد ان غرف العناية المركزة فيها المرضة المرقدين غالبيتهم في حالة غيبوبة وبمعنى ادق موت سريري شبانا وشيوخا على حد سواء وفي الاسابيع القليلة الماضية بلغ مسامعنا ان غالبيتهم وافاهم الاجل واخرون ينتظرون مع ان فواتير العناية المركزة لا تقدم ولا تؤخر في الوضع الصحي للمريض ولسان حال المستشفى "لكل أجل كتاب"..
وهذه الظاهرة المرضية المنتشرة لها من الاسباب التي سنبحثها اضافة الى تعاظم المصابين بالفشل الكلوي وسنؤتي بنماذج من المرضى وما يلقوه من معاناة طويلة وتجارب قاسية بلغنا عنها داخل البلاد وخارجها.. والملف مستمر.. يبقى ان نشير الى اننا ونحن نخوض فيه اجرينا اتصالات مع اختصاصيين واطباء ابدوا استعدادهم للتجاوب والادلاء بدلوهم واولى البشائر جاءت من اختصاصي الاوعية الدموية د. جمال خدابخش ود. شاكر باركر ود. سعيد شيباني اختصاصي قلب وسنأتي الى الجميع لخدمة الناس التي تموت ولم تلق لا العلاج ولا الوقاية.
* نقلا عن - صحيفة الامناء