سقط مساء أمس الأول سطح أحد المرافق الحكومية في مبنى إدارة المرور «القديم» في خور مكسر محافظة عدن.
ونتج السقوط عن تراخي المبنى جراء الانفجار الذي استهدف إدارة الأمن العام قبل 20 يوما, والذي تسبب بتشققات في جميع المرافق.
ويعتبر المبنى القديم لإدارة المرور أقدم مبنى في الجزيرة العربية وتأسس بالتزامن مع إنشاء مطار عدن الدولي, غير أن الإهمال المتعمد حوله إلى ما يشبه الخراب وأصبح ممرا رسميا لدخول وخروج المواطنين الساكنين في حرم المبنى واستقطاع مساحات من الحوش لبناء منازل لشخصيات ليس لها اي علاقة للمرور مما أثر سلبا على أداء جهاز المرور واثر في سمعته الطيبة التي كان يتمتع بها في القرن الماضي.
وقال عدد من رجال المرور لـ«الأمناء» إن الجهات المسئولة ليست مهتمة بإيجاد مبنى رئيسي بما يتناسب للخدمة التي يقدمها رجال المرور.
وتعد محافظة عدن المحافظة الوحيدة في الجمهورية اليمنية التي لا يوجد لها أي فروع في المديريات يتناسب مع هذا الجهاز العريق حيث يتم مزاولة العمل حاليا في قسم شرطة العريش في حين يجهل موقعه المواطنون لكونه غير مناسب ومساحته لا تستوعب آليات الموظفين فضلا عن الزوار وسيارات المواطنين.
إهمال المبنى القديم تمهيدا لتسليمه مستثمر
وقال مدير المرور في محافظة عدن العقيد محمد شاهر يفوز: «في عام 2011م تم الاستفادة من المبنى القديم الواقع في خور مكسر في أرشفة وثائق المواطنين إلى جانب وثائق تاريخية منذ الاستعمار البريطاني وخلال فترة الانتقال تم تدمير السور عمدا لغرض تسليمه لمستثمر ونتيجة لاعتراض مالكي المنازل المجاورة توقفت إجراءات التسليم».
وأضاف العقيد يفوز في تصريح لـ«الأمناء»: «عندما استلمنا الإدارة مؤخرا حظينا بالاهتمام من قبل المحافظ ووزير الداخلية حيث سعوا لترميم المبنى القديم وتم رصد مبلغ مالي يقدر بخمسة مليون ريال من وزارة الداخلية في رمضان قبل الماضي والمحافظ أبدا استعداده أن يتكفل ببقية المبلغ لكن حتى يومنا هذا لم يبدأ الترميم أو استلام المبلغ؛ نتيجة لإهمال الجهات المعنية ممثلة بإدارة الأمن».
وطالب مدير المرور بترميم المبنى ليكون فرعا للمديريات المجاورة كما طالب ببناء مبنى لإدارة مرور عدن أسوة بالمحافظات الأخرى بما يتناسب ويليق بتاريخه وعراقته وسمعته, مؤكدا أن وضع الحوش حاليا غير مؤمن بسبب تداخل بناية المواطنين وتواجد فتحات في جميع أنحاء الحوش وجميعها عشوائية مما يعرضه للسرقة وأعمال التخريب وبالأخص الوثائق التي تم الاحتفاظ بها «أرشيف السيارات والرخص» منذ أكثر من 70 عاما.
أقدم مبنى مرور في الجزيرة العربية
وتأسس مبنى إدارة المرور في خور مكسر أثناء إنشاء مطار عدن الدولي وكان مركز شرطة وتم تحويله إلى إدارة للمرور بعد الاستقلال عام 1967.
وقال مدير المرور في عدن العقيد محمد شاهر يفوز: «مطلع الثمانينات كانت هناك جهود لتطوير مبنى المرور حيث تم جمع مبالغ لهذا الغرض من بعض المؤسسات المختلفة إضافة إلى تخصيص 25% من إيراد المرور يذهب لصالح المبنى وقد تم حجز مساحة كبيرة في عام 1992م أمام معسكر النصر وسمي بمخطط المرور بهدف إنشاء إدارة المرور الجديدة ولكن الأرض منحت لقيادات أمنية في عام 1994م وبعد 1997م تم الاستحواذ على المبالغ التي تم تجميعها, حيث كانت الأرض تقدر بمساحة ما يقارب 39 ألف متر مربع».
وأضاف يفوز «بعدها مباشرة قامت إدارة الأمن آنذاك في بيع الإدارة على مستثمر على أن يتم بناء إدارة جديدة وبدلا من بناء الإدارة الجديدة للمرور تم تفريغ المبنى وانتقال العاملين فيه إلى قسم شرطة العريش وهذا لا يتناسب مع الموقع والمبنى الأمر الذي جعل مسلسل التدمير في المبنى القديم بخور مكسر يستمر مع الإهمال والسطو على بعض ممتلكاته».
وأوضح يفوز: «كان المبنى قبل عام 1990م مبنى متكامل وسكن وإيواء لرجال المرور وقاعات لتدريب الكادر والسائقين وهو ما لم يتوفر في المبنى الحالي».
وعن سقوط سطح المبنى القديم, قال: «لم يتعرض أحد لأضرار, وتم إبلاغ إدارة الأمن؛ لأنه لا توجد لدينا إمكانيات لعمل أبسط الترميمات ولم نحصل على أي دعم لا مادي ولا معنوي باستثناء دعم المحافظ وقائد المنطقة الجنوبية».