حضرموت.. تحت قبضة تجار المخدرات والإرهاب (تقرير)

مساء أول من أمس كان السجن المركزي في مدينة المكلا هدفًا لإطلاق النيران الكثيفة من كافة الأحياء المحيطة به، فهو يقع في قلب المدينة وفي محيط عدائي حاضن لمن يتحينون فرصة محوه من على وجه الأرض وليس مجرد إطلاق النيران عليه وجرح أكثر من أربعة، علاوة على ترويع الأهالي والأضرار الأخرى.

 

من الوهلة الأولى كان واضحًا أن الهجوم على السجن يهدف إلى مشاغلة الحرس، ومن ثم إلى تهريب بعض السجناء من كبار تنظيم القاعدة ومهربي المخدرات والمجرمين الخطرين المعتقلين على ذمة جرائم جسيمة.

 

تحالف وفساد

وقالت مصادر عليمة لـ«الأمناء» إن النيران التي استهدفت السجن كانت مرتبطة بعناصر التحالف الذين يجمع بين كبار تجار المخدرات وتنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية والنيابة كانت قد أفرجت مؤخرًا عن واحد من كبار تجار المخدرات اسمه أبو بصير الكثيري.

 

اللافت أن اعتقال أبي بصير قبل أكثر من عام كان وليمة إعلامية ومناسبة لتباهي أجهزة الإعلام والأمن بما فيها مدير أمن حضرموت الحالي العميد فهمي محروس الذي كان يومها مسئولًا عن مكافحة المخدرات.

 

تحدثت المصادر الأمنية ووسائل الإعلام يوم اعتقال أبي بصير، بأنها تمكنت من القبض على واحد من الرؤوس الكبيرة وأحرزت خبطة غير مسبوقة في وصولها إلى شخص مرتبط بالكبار من تجار المخدرات في صنعاء وحضرموت وفي الحدود وما ورائها.

 

تورط مسئولين

وأفادت المصادر بأن المذكور اعتمد أسلوب «عليّ وعلى أعدائي» بعد اعتقاله، وتحدث عن المسئولين الذين ارتبط معهم بصلة عمل، مذكرًا بأنه كان يعمل في مطار صنعاء وقد جمعته علاقة عمل بعميد اسمه عبدالله القوسي صهر الرئيس السابق، منوهًا إلى احتكاك أدى إلى نقله من صنعاء إلى حضرموت إلى أن تم إلقاء القبض عليه.

 

وتقول مصادر أمنية إن الكثيري كشف بأن المخدرات - الحبوب خاصة - كانت تدخل إلى اليمن في جوف مولدات الماء، وبالطريقة إياها وطرق احترافية أخرى يجري تهريبها إلى السعودية برًا.

 

ويتحدث المراقبون لعملية الإفراج عن المذكور بأن اعترافاته الكاشفة لمن كانوا على صلة به في عملية تهريب المخدرات من المسئولين كانت هي السبب في الإفراج عنه، مشيرين إلى أن هذا الإفراج جاء بناء على توجيهات من وزارة الداخلية والنيابة.

 

انفلات أمني وغياب للدولة

على صعيد متصل يؤكد العديد من المتابعين على متانة ورسوخ التحالف بين «القاعدة» ومهربي المخدرات والمحسوبين على «الحراك المسلح» والمعتقلين على ذمة ارتكاب جرائم جسيمة، مشيرين إلى أن حالة أبي بصير الكثيري تندرج في إطار العلامات الشاهدة على ذلك.

 

وهناك مصادر عليمة أخرى تشير إلى أن هذه الجماعات استغلت غياب الدولة والانفلات الأمني وأحكمت سيطرتها على شواطئ البحر ومناطق الحدود، ودخلت في علاقات صهارة وزواج مصالح فيما بينها ما زالت تحظى بامتيازات الضيوف السياحيين في المعتقلات, وفي الآونة الأخيرة نفذت من الفجوة الكبيرة الناجمة عن انقسامات صنعاء وعن احتدام الصراع بين السلطات وقوى الحراك الجنوبي، وأقدمت على أكثر من هجوم لتحرير الكثير من المعتقلين سواء كانوا من عناصر «القاعدة» أو من المجرمين وأصحاب السوابق أو تجار المخدرات والمهربين في الكثير من السجون.

 

ويشير المراقبون إلى أن المناطق الحدودية خاصة بين حضرموت والسعودية، صارت مفخخة بعناصر «القاعدة» والمهربين، منوهين إلى تزاوج مؤكد بين الإرهابيين والمهربين تحت مظلة سلطة صنعاء وكبار المسئولين الضالعين في امتهان الوظيفتين: التهريب والإرهاب.

 

 

نقلا عن - صحيفة الامناء

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني