الاسم والموقع والتاريخ :-
تقع منطقة شكع في مديرية الحصين شمال شرق مدينة الضالع حيث تبعد عنها حوالي 15 كم2 ويقدر سكانها حاليا بـ 7000 نسمة ، وتمتاز بالسلسلة الجبلية التي تحيط بها من جميع الاتجاهات وهي جبال حرير والشعيب الشاهقة إضافة إلى معلمها التاريخي وحصنها المنيع (حصن شكع) وجبل عقرم الذي يمتاز بمعالم أثرية قديمة يصل عمرها إلى آلاف السنين والتي مازالت شاهدا حيا على عراقة ساكنيه . وأما الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب فقد أعاد تاريخها إلى أكثر من ألف سنة.
قد وجد في الأثر وبعض المؤلفات ما يحكيه القدامى من أبناء هذه المنطقة أن أول من سكنها هو شكع ابن حمير وسميت هذه المنطقة بهذا الاسم نسبة لهذا الملك ،ونتيجة لجبالها الممتدة فقد زادت من خصوبة تربتها الزراعية والتي اصبحت اليوم تشتهر بزراعة جميع الحبوب كالذرة والهند والسدر وأصبحت تربتها صالحة لزراعة جميع أنواع الخضروات والفواكه نتيجة لخصوبة تربتها وميائها العذبة ، ولهذه المنطقة رونق آخر وخاصة في موسم الخريف أثناء سقوط الأمطار بحيث تتدفق إليها السيول لتكتسي بثوبها الأخضر الجذاب وتتزين أوديتها بالأنهار والينابيع التي تشتهي العين رؤيتها وتجذب الكثير من أبناء الضالع لزيارتها بين الحين والأخر وزيارة معالمها الأثرية القديمة التي عبث بها الاحتلال البريطاني والاحتلال اليمني والتي زارتها العديد من البعثات الايطالية والبريطانية والروسية وغيرها .
أما المساجد فقد زينت مناراتها كافة القرى والاحياء السكنية بحيث يوجد فيها اكثر من 15 مسجدا بينها ثاني اكبر مسجد في محافظة الضالع ومساجد تاريخية تعود الى القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين ويتميز ساكنو هذه المنطقة بالاعتدال والوسطية .
دورها النضالي إبان ثورة 14 أكتوبر :-
نظرا لموقعها الجغرافي وسلسلتها الجبلية فقد كانت منطقة شكع حاضنة الثوار في ثورة 14 أكتوبر المجيدة والتي كانت تمثل الاستراحة لهم وموقعل لترتيب عدتهم وعتادهم وكانت مكان انطلاقهم وموقع تجمع لهم وهذا ما ساعد المئات من أبنائها في الانخراط إلى صفوف الثوار وقدمت أكثر من 22 شهيدا وأكثر من 57 جريحا من خيرة أبنائها .
في حرب صيف 94 بين دولتي (ج م ي د ش) و (ج ع ي) والحركات النضالية التي تلتها :
وكما قدمت قوافل من الشهداء والجرحى في ثورة 14 أكتوبر وأبت إلا أن تدافع عن تربة الجنوب من أي غزو وأي احتلال وان تشارك أبناء الجنوب في التضحية نفسها في حرب صيف 94 بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية فقد قدمت أكثر من 7 شهداء وأكثر من 20 جريحا بينهم نساء وأطفال .
منها كانت انطلاقة شرارة التصالح والتسامح الجنوبي :-
تعتبر شكع هي أول من وضع اللبنات الأولى للتصالح الجنوبي وذلك في تأبين الشهيد البطل احمد عبدا لله احمد في العام 2000 م وعندما احتضنت أبناء أبين وعدن وحضرموت وشبوه ولحج وتم فيها لقاء كان بمثابة المفتاح الأول للتصالح والتسامح الجنوبي وبعده انطلقت العديد من اللقاءات في لحج وعدن وحضرموت حتى تم إشهاره في 13 يناير 2006م علنا في جمعية أبناء ردفان في العاصمة عدن وبعدها في 2007 في ساحة العروض .
الدور النضالي والمواقف المشرفة لأبنائها :-
منذ انطلاقة ثورة الجنوب التحررية في العام 2007م كانت شكع هي السباقة في ميادين الشرف والبطولة وكان أبناؤها يتقدمون الصفوف في ميادين الشرف والبطولة والتحرير والاستقلال بحيث قدمت 4 شهداء من خيرة رجالها وأكثر من 10 جرحى والآلاف من المناضلين شبابا وشيوخا وأطفالا والذين مازالوا يتقدمون الصفوف بتضحياتهم الجسام إلى يومنا هذا ، فقد ترك نضالهم الدؤوب بصمات في جميع الملاحم البطولية الجنوبية تزينها مواقف الثوار المشرفة حيث قدم أبناؤها الموجودون في الميادين أو في المهجر العديد من المساعدات المالية والمادية والمعنوية للعديد من اسر الشهداء والجرحى في الضالع وبقية محافظات الجنوب وخاصة المجازر الدموية التي كان وما زال يرتكبها (...) اليمني في ارض الجنوب كما وقفوا إلى جانب اخواننا في أبين في المعجلة والنازحين جراء الحرب المفتعلة بما يسمى أنصار الشريعة وشهداء وجرحى مصنع 7 أكتوبر وفي حصار ردفان الأول والثاني الذي فرضه الاحتلال اليمني والعديد من شهداء وجرحى العاصمة عدن وخاصة مديرية المنصورة .
أما شبابها فقد لعبوا دورا هاما في تأسيس الحركة الشبابية والطلابية لتحرير الجنوب في المحافظة والعديد من الأنشطة الرياضية والثقافية والمسابقات الرمضانية التي يقيمها مجلس الثورة والحركة الشبابية في محافظة الضالع ومديرية الحصين ومديريات الضالع الأخرى .
العلم والثقافة والأدب :-
تعددت الشهادات العليا لأبناء هذه المنطقة في جميع التخصصات والمجالات بحيث يوجد فيها أكثر من 70 ضابطا بشهادة بكالاريوس وما فوق وتم إحالتهم إلى التقاعد من ضمن إخوانهم الكوادر العسكرية الجنوبية إضافة إلى المئات من الموظفين المدنيين ممن تم إخراجهم كعمالة فائضة من أعمالهم .
كما يوجد فيها لجنة من القانونيين والوجاهات والشخصيات الاجتماعية تقوم بحل مشاكل وخلافات أبناء المنطقة ولم يذهب أي فرد من أبنائها إلى إدارات أمن ومحاكم (...) اليمني بحيث أن لجنتها تمثل محكمة مصغرة وإدارة أمن لأبناء المنطقة فقط والتي أصبحت اليوم مثلا يحتذى به بين أبناء الضالع والجنوب .
وفي منطقة شكع يوجد أكثر من 6 مدارس أساس وثانوية تسمى بأسماء الشهداء من أبنائها والتي تخرج فيها المئات من الكوادر المسلحة بالعلم في شتى التخصصات العلمية منها الطب والهندسة والاقتصاد وعلوم القرآن والعلوم الإنسانية والعسكرية .
أما في مجال الثقافة والشعر فقد تميز الكثير من شعرائها بالشعر الذي أصبحت تتوارثه الأجيال من بعدهم إلى يومنا هذا وأصبحت –اليوم- شكع غنية بثروتها الأدبية لشعراء أصبحت قصائدهم الثورية تدوي في سماء الجنوب، ونتطرق في تقريرنا إلى بعض لمحات مما كتبوه في بعض قصائدهم .
يقول الشاعر أنيس حسن في إحدى قصائده عن ثورة الجنوب :-
حراك ثابت في مبادئ قد ثبت تحرير وارد ننتصر ولا نموت
بعد التصالح انتهى عصر ألفتت واليوم عال الصوت من بعد السكوت
صرخات شعبي كالمدافع لادوت مضمون ماتبقي خيوط العنكبوت
دسنا البريطاني وميلن قد فلت واليوم مانخشى من ألزنه وكوت
حب الجنوبي أينما يوضع نبت ونته حبوبك كلها جردم وحوت
ويقول الشاعر شمسان الحاج مفتخرا بنفسه وبانتمائه لهذه المنطقة العريقة ويصف شجاعة وكبرياء أهلها في إحدى إبداعاته الشعرية :-
لكم وادي شكع وسع ورحب وشاعر من شكع مثل صراره
أنا بحر العرب من شاء جرب ونا برد الشتاء ذي له أماره
انا الليث الذي لوهام وغضب يخلي غابته رهن الاشاره
ويا ويل الحطب من نار تلهب ومن يطلب لضى لصي شراره
وغيرهما الكثير من الشعراء أمثال المناضل ناصر بن ناصر والمناضل قاسم قسوم والأستاذ عبدا لله مقبل والفقيد المناضل الشيخ قاسم عبد القوي المفلحي والفقيد المناضل الحاج عبيد احمد بن احمد والشيخ احمد قاسم ناجي والشهيد المناضل عبد الرحمن بن عبيد ، الذين تغنوا وكتبوا في إبداعاتهم الشعرية عن هذه المنطقة وعن دورها النضالي وكتبوا عن الحب والجمال، وغيرهم العديد من شعراء الضالع وخاصة الشعراء القدامى .
* نقلا عن - صحيفة الأمناء