المياه.. مأساة تؤرق "حي الفلاحين" ببريقة عدن

يحرص ابناء حي "الفلاحين " في منطقة الحسوة مديرية البريقة محافظة عدن صباح كل يوم التجمع أمام "قصبة اليماه " قبل ذهابهم الى المدرسة ليساعدوا أسرهم في جلبه  بواسطة عبواة بلاستيكية مختلفة الإحجام التي ترهق اجسادهم النحيلة لتأخر مجيئة "المياه"عند الساعة الثانية فجرا الى  الثامنة صباحا.

 

"الامناء" زارت المنطقة والتي تعتبر اول وسيلة اعلام تصل اليها وتلمست هموم السكان  الذين يعانون من انقطاع المياة من منازلهم وعدم استكمال ضخها  بواسطة شبكة المشروع الجديد الأمر الذي كلفهم بذل جهود كبيرة لإيصالها  من المشروع القديم الى المنازل.

 

تحقيق / عدنان الجعفري 

باتت "المياه" هم تورق سكان "حي الفلاحين" في الحسوة كبارا وصغارا رجال ونساء فجميعهم مجندون لجلب المياة الذي ياتي اليهم من الساعة الثانية فجرا وينقطع الساعة الثامنة صباحا في حيث يصل الى "الحي" يومين في الاسبوع وفي بعض الاحيان مرة واحدة في الاسبوعين .

 

المواطن عزيز العزاني  يقول : ان قبل اكثر من عامين ادخلت موسسة المياه عدادات مشروع الشبكة الجديد الى المنطقة واستمر المشروع يصل الى منازلهم لمدة شهرين وكانت تدفع قيمة استهلال الفاتورة بمبلغ "1200" ريال للمنزل الواحد لكن فجئة انقطعت المياه بينما لم تتوقف فاتورتها وكذ لم تتغير قيمة الاستهلاك فيما المياة يجلبوها من المشروع القديم والذي يبعد بمسافة كبيرة من منازلهم ويضطرعدد من  المواطنين شراء "المياة بواسطة البوز" والتي تكلفهم مبالغ تفوق قدرتهم المالية حيث يعتمد سكان المنطقة على مصدر رزقهم على "رعي الماشية"  وبعضهم بالاجر اليومي ولا يمتلكون وظائف حكومية.

 

اما علي الشجيفي فقد اعتاد قبل ان يذهب الى عملة يقوم بإيصال أبناءه إلى جوار "قصبة المياة" التي يتجمع حولها سكان الحي لانتظار دورهم في تعبية المياة بالعبوات البلاستيكية مختلفة الاحجام  ونقلها الى المنزل.وقال الشجيفي "للصحيفة" : اوصل ابنائي على مضض يفرضة واقع معيشتنا ومعاناتنا مع المياة رغم ان جميعهم يدرسون في الفصول الابتدائية وكان واجبي احثهم على دراستهم بدلا من جلب اليماه لكن فرض علينا الواقع وتحولت اهتماماتي الى العكس حيث ايقضهم عند الساعة الرابعه فجرا وبعد ان يكملوا عملية نقل المياة يذهبون الى المدرسة.

 

أثنا تجولي في المنطقة طلب مني المواطنين الحضور في الصباح الباكر لمشاهده ابناءهم  وهم يجلبون المياه وبعضهم  يرتدون البدلة المدرسية وهو كدليل للمعاناة التي يعيشوها .

 

"الكهرباء" حظر دور المواطن وغاب دور الحكومة قبل 3أعوام طلبت  مؤسسة الكهرباء والسلطة المحلية في المحافظة  عند تقدم  سكان "حي الفلاحي" اليهم لطلب توفير الكهرباء , بتعاونهم  في ايجاد موقع لاستحداث مولد كهربائي لحل مشكلة الكهرباء وهو ماتم بالفعل حيث وفروا المواطنين غرفة للمولد غير ان الحكومة لم تلتزم بتوفير المولد بحسب وعدها لهم وطالت فترة انتظار توفيره  حتى اليوم.

 

وطالب المواطنين موسسة الكهرباء ومحافظ عدن الى التعاون معهم في توفير مولد الكهرباء خصوصا وان فصل الصيف لم يتبقى له سوى أشهر قليلة حيث تشهد منطقتهم انقطاع  للكهرباء لساعات كثيرة ويتعرض اجهزة منازلهم للتلف كما حدث في الاعوام الماضية والذي كبدهم خسائر مالية فادحة.

 

طرق ترابية عند الدخول للمنطقة تبين معالمها وكأنها منطقة ريفية بعيدة عن التطور الحاصل في المدن فضلا على ان موقعها في العاصمة التجارية عدن وفي منطقة "عدن الصغرى" الواقعة بها شركة النفط والموقع الجغرافي الهام ولم يشفع  كل هذة "لحي الفلاحين" في رصف شوارعها الفرعية او سفلتتها المواطنين يحذوهم الأمل في تجاوب مدير عام المديرية خالد وهبي عقبة في التجاوب مع معاناتهم في حل مشكلة المياه التي هي اساس الحياة والرحمة بأبناءهم الذين انشغلوا بها حتى يسخروا قدرتهم في اهتمامهم بالتعليم, وكذا رصف شوارع "الحي" الفرعية التي هي الأخرى تسبب الأمراض لأطفال الحي جراء استنشاقهم الاتربة التي تخلفها مرور السيارات.

 

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني