من تداعيات مجزرة العرضي (قراءة في تفاصيل المشهد وأهدافه العملية )

مقدمة :

اظهرت العمليات الارهابية وخاصة الاخيرة منها الذي استهدفت مقر القيادة العسكرية الثانية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت في اكتوبر الماضي والعملية التي استهدفت مجمع وزارة الدفاع بصنعاء يوم الخميس الماضي في العاصمة صنعاء , مدى الضعف في الجاهزية الامنية والعسكرية الاستخباراتية التي تعاني منها أفرع واذرع المؤسسة العسكرية والامنية بشكل عام.

 

ذلك ما أكدته وتؤكده بشكل قاطع زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي لمكان الحادث مباشرة فلو كانت الجاهزية متوفرة لما ذهب الرئيس هادي بنفسة الى المكان, كونه يدرك ذلك تماما وبالتالي اتخذ قراره بالذهاب الى مقر القيادة العسكرية داخل مجمع الدفاع في ظل اشتداد المواجهة العسكرية, وفي ذلك أطلق لأطراف داخلية وخارجية .

 

 أراد من خلالها القول انه مقاتل عسكري قبل أن يكون رئيسا للدولة، وكذلك أراد رفع معنويات القوات المسلحة والامن ليس في مجمع الدفاع وحسب وانما في انحاء اليمن.

 وكان ظهور الرئيس هادي على شاشة التلفزة وهو يطل من إحدى نوافذ غرفة القيادة على مسرح المعركة بالغ الدلالة.

 

لماذ نفذت العملية :

بغض النظر عن الجهة اوالاشخاص الذين نفذوا أو وقفوا وراء العملية الإرهابية فإن الهدف من الهجوم كان التالي:

 

 الهدف العام :

 

 1- الاخلال بالامن والاستقرار وتعميم الفوضى  وزرع الخوف في صفوف عامة الناس

2- استهداف وجود الدولة بما يؤدي ليس فقط الى تعطيل الحياة العامة وزرع الخوف وانعدام  الثقة بالدولة وحسب، لكن الى تفجير الوضع الامني والعسكري بصورة عامة .

3 – تعطيل مؤتمر الحوار وارباك الحياة السياسية بما يؤدي الى افشال عملية الحوار .

 

الهدف المباشر :

 

1- فرض السيطرة على مجمع الدفاع وفترة لاتقل عن ثلاثة ايام بهدف لفت أنظار العالم  ودفع القوات المسلحة الى رد فعل والقيام بعمل عسكري عنيف ضد المتحصنين, يسفر عن تدمير المجمع بالكامل من "مستشفى ووزارة الدفاع وقيادة الاركان". وتلك هواجس راودت رأس النظام السابق الذي كان قد حرض المئات من أنصاره على اقتحام المجمع في 2012م ما يفصح عن فكرة تحمل في أبعادها عقلية الثأر والانتقام.  

2 – تدمير كامل الاجهزة والتقنيات الخاصة بقاعدة المعلومات بشكل عام والمعلومات الخاصة بعملية الهيكلة بشكل خاص.

3- تدمير الوثائق الخاصة بالقوى البشرية للقوات الخاصة وللقوات المسلحة وقوات الحرس الجمهوري "سابقا" بشكل خاص بما فيها من معلومات عن أكثر من 200 ألف اسم وهمي .

 

  هادي انا مقاتل عسكري اولا :  

أحسن الرئيس هادي عندما ذهب الى مجمع الدفاع  وقد اظهرت تلك الخطوة ان الرئيس هادي قرأ الحدث بأبعاده المختلفة ورأى ان تواجده في قلب المعركة تحمل رسائل عديدة أهمها موجه للداخل وبدرجة رئيسية للقوات المسلحة والأمن فتواجد هادي في المكان رفع دون شك من المعنويات القتالية ليس للمقاتلين في مجمع الدفاع فحسب، بل لدى اذرع الجيش والامن في البلاد عموما.

 

وقد اظهر الرئيس هادي رباطة جأش وقدرات على تلقي الصدمات عندما فاجأ الجميع بذهابه الى مجمع الدفاع وشاهده المواطنون وافراد وقادة القوات المسلحة والامن وهوى يطل من نافذة احدى غرف قيادة الاركان العامة, هذا الظهور خلق اطمئنان في نفوس الناس في الشارع وازال الكثير من المخاوف والقلق، كما حملت زيارة الرئيس هادي لساحة المعركة  الكثير غير ان أهم تلك المضامين بدت في أنه أراد القول: أنا مقاتل عسكري قبل ان اكون رئيس دولة" والشيء المهم في الأمر ان خطوة الرئيس تلك رفعت معنويات المقاتلين ليس في مجمع الدفاع بل في كل اذرع  القوات المسلحة والامن في انحاء اليمن.

 

تسريبات لتضليل الرأي العام :

حسب معظم التسريبات في ارباك المشهد العام واظهار ان الهجوم يستهدف غرفة عمليات امريكية تدير الطائرات الامريكية بدون طياروان القاعدة تقف وراء العملية، ثم تطورت فكرة التسريبات إلى إقالة وزير الدفاع ورئيس الأركان " على اعتبار انهما "أشبه بورم في خاصرة" بالنسبة لرأس النظام السابق.

 

الامر الاخر في التسريب استهدف المملكة السعودية من اظهار ان منفذي الهجوم السعوديين تسللو الى اليمن بين الالاف من اليمنيين الذين تم ابعادهم من المملكة في الفترة الاخيرة.

 ثم انتقل الامر الى محاولة دق اسفين مع الحكومة الصينية عندما قالت التسريبة ان المهاجمين قاموا بتصفية الفريق الطبي الصيني مع انه لايوجد أي فريق طبي صيني . لكن العقل الباطن لأصحاب التسريبات مازال يعشعش في رأسه الانتقام من الموقف الصيني الذي رفض التخلي عن المبادرة الخليجية. ثم ذهب مفبرك التسريبات بعد استنهاض ذاكرة بأن هناك الخصم اللدود الذي يجب ان تطالة حصة الاتهام.

 

 1- استهداف غرفة عمليات امريكية داخل "المستشفى" تدير وتوجه الطائرات الامريكية بدون طيار, من خلال تغريدة على تويتر منسوبة للقاعدة تبنت الهجوم، تم انشاء الحساب قبل 17 ساعة من تنفيذ العملية, وتم إلغاء الحساب بعد 19 ساعة من تنيذ العملية. والملفت ان التغريدة نشرت على موقع صدى الملاحم المحسوب على تنظيم القاعدة.

 

2- تقول احدى التسريبات ان بين منفذي الهجوم عناصر سعودية دخلت اليمن مندسة بين الآلاف من اليمنيين الذين تم ترحيلهم من السعودية مؤخرا بسبب الإقامة.

 3- اسلحة ايرانية استخدمت من  قبل المهاجمين لمجمع الدفاع  .

4 – تصفية الفريق الطبي الصيني في المستشفى

5 – القاعدة تهدد بخميس دامي في صنعاء .

6 – البحث عن خمس سيارات  مفخخة  في صنعاء

7- تورط علي محسن  الاحمر في العملية 

8 – تورط  اللواء احمد الاشول رئيس هئية الاركان  في العملية

9-  اكتشاف  خلاياء نايمه  في دار الرئاسة  في صنعاء.

10-  تورط  حرس الرئيس عبده ربه منصور هادي في قتل الاطباء في مجع  العرضي .

11 –  احدى الصحف أفردت مساحة واسعة لشرح الوضع الصحي الخطير للرئيس هادي، لكنها وقعت في غلطة الشاطر فاستعانت بشخص مريض.

 

مخاوف المجتمع الدولي :

  

الاحداث التي تمر بها اليمن اليوم دفعت مجلس الامن الدولي الى اعادة احياء دراسة عدد من الخيارات لمواجهة اي تحديات ومخاطر مستقبلية تهدد مساعي المجتمع الدولي الهادفة الى اعادة الامن والاستقرار الى اليمن.

 وهناك توجه دولي بعد توافق على فتوى تعطي دول مجلس الامن دائمة العضوية اتخاذ القرار الذي يعطي الامم المتحدة فرض الوصاية عليها من خلال عملية انتقالية لإجراء انتخابات وتسليم السلطة للشرعية المنتخبة من قبل الشعب .

  ان عددا من دول المجلس تدرس حاليا عدة خيارات مستقبلية لمواجهة التحديات الامنية من بينها التدخل المباشر لإيقاف تلك التهديدات التي تعيق خطط مجلس الامن وبشكل خاص  محاولات افشال مؤتمر الحوار الوطني .

 

  العملية الارهابية التي استهدفت مجمع الدفاع  دقت ناقوس الخطر عند الشركاء الدوليين: ان المجتمع الدولي يرى في تلك العملية بانها استهداف مباشر لكيان الدولة وهيبتها وبالتالي فإن تكرار مثل تلك العملية وتحقيق اهدافها، سيؤدي الى زرع مزيد من الفوضى ,الذي سينتج عنة الفراغ السياسي وهو الامر الذي سيشكل تهديدا للسلم والامن الدوليين والاستقرار في المنطقة .

ان دول المجلس الخمس دائمة العضوية تشعر بقلق كبير اكثر من اي وقت مضى بشأن التداعيات الخطيرة التي تتصاعدة في اليمن وخاصة في الاونة الاخيرة في اعقاب الهجوم الارهابي الذي استهدف مجمع الدفاع بصنعاء.   

 

 الخلاصة :

اصلاح المنظومة الامنية والمخابراتية بشكل عاجل والسيطرة على القرار الامني والعسكري لضمان ايصال المعلومات الامنية والمخابراتية بشكل سريع الى مركز القرار السياسي في الدولة لاتخاذ القرار الأمني والعسكري السليم، إعادة تفعيل دور ونشاط الاجهزة الأمنية وخاصة جهاز "الأمن السياسي" شبهه المعطل من خلال اختيار الكوادر والكفاءات الامنية لشغل المناصب والادارات والاقسام في جهاز الامن بعيدا عن المحسوبية والمناطقية, لاسيما وان مئات الكوادر الأمنية المؤهلة, من الجنوب والشمال تم اقصاؤها وتركينها خلال الفترة الماضية، العمل على رفع الجاهزية القنالية الامنية والعسكرية ومكافأة الضباط والأفراد المبرزين في أدائهم. 

 

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني